هكذا دخل الملك عبدالعزيز الأحساء وهذه قصة فتحها عام 1331هـ


هكذا دخل الملك عبدالعزيز الأحساء وهذه قصة فتحها عام 1331هـ


كانت مرتعاً للنهب والسلب إلى أن أنقذها المؤسس من الضياع
هكذا دخل الملك عبدالعزيز الأحساء وهذه قصة فتحها عام 1331هـ
الاحساء بلدة قديمة مترامية الاطراف تشتهر بمياهها ونخيلها وزرعها اذاً لابد ان تكون محل طمع الطامعين من الاعراب فقد كانت تتعرض للسلب والنهب بل وصل
الحال ان الاعراب يقتسمون المنازل على مسمع من اهلها فأخبرني والدي رحمه الله وهو معمر فيقول كان الاعراب يمرون على المنازل ويقف مجموعة منهم فيقول كبيرهم
اذا اخذنا الحساء انت لك هذا البيت وذاك البيت لفلان على مسمع من اهل المنزل ولم يكن للترك حول ولاطول بل ربما شارك القائد في النهب بطريقة الشرط اربعون,
حتى ملّ اهل الاحساء حكم الترك وادركهم الضياع فاجتمع العقلاء منهم ورأوا بأن يكاتبوا الملك عبدالعزيز لينقذها من هذا الضياع, ووالدي رحمه الله شارك بسيفه
وعاصر الاحداث كلها والذي حكاه لي لايختلف مع مايرويه مقبل الذكير رحمه الله في كتابه المخطوط (العقود اللؤلؤية في تاريخ البلاد النجدية(
فيقول: بعد كلام طويل, (دخل الملك عبدالعزيز من منطقة الخفس ولم يعلم احد اين يقصد ولم يكن معه الا اربعمائة من جنوده اختارهم ونزل بالقرب من الاحساء يوم
الاحد /26جمادى الاولى وارسل سراً الى ابراهيم القصيبي، ويوسف بن عبدالعزيز بن سويلم، وابراهيم بالغنيم يخبرهم بمكانه, وانه هاجم على الاحساء البلد في هذه
الليلة, ويأمرهم ان يجهزوا له من الاسباب مايمكنهم من تسلق السور، وان يختاروا المكان المناسب للهجوم فأعلموه واحضروا مايلزم له وجعلوه بالقرب من المحل
المقصود خارج البلد فلما كانت الساعة السادسة من ليلة الاثنين 28 جمادى الاولى تسلقوا السلالم المعدة لهم فتكامل عددهم نحو مائتين وخمسين فسارت كل فرقة
منهم الى موضعها التي عينها لهم عبدالعزيز وكان الحراس قد أحسوا بشيء من الضوضاء ولكنهم لم يجسروا علىتخطي اماكنهم، فصاروا يسألون من انتم ولم يجبهم احد
فأخذوا يرمون على غير هدى ولم يجاوبهم احد فانتبه العسكر فقاوموا مقاومة ضعيفة, فأخذهم الرعب عندما علموا ان المهاجم لهم ابن سعود فلم يستطع الصعود على
السلم لعلو السور ففتحوا له كوة في اسفل السور فدخل منه وذهب تواً الى بيت الشيخ عبداللطيف الملاء وطلب مواجهته فنبهوه، وجاء فسلم عليه عبدالعزيز وبقي
عنده ومعه بعض اتباعه وفي ذلك الوقت كانت جنود عبدالعزيز قد احتلت بعض الحصون من الجهة الشمالية الغربية والجنوبية,, ثم قال : ارسل عبدالعزيز الى اعيان
البلد يدعوهم للحضور فجاؤوا مع الفتحة التي احدثت في السور لدخول عبدالعزيز منها لان الابواب الشرقية والشمالية لم تزل بيد الترك فاجتمعوا في بيت الشيخ
عبداللطيف الملاء وطلب منهم ان يبايعوه فبايعوه ثم جاء محمد افندي احد موظفي الترك وكان اميناً للصندوق في حكومة الترك فبايع ابن سعود وسلم له المفاتيح
وكان بعد ذلك وكيلاً لابن سعود تفاوض الامام عبدالعزيز مع الشيخ عبداللطيف الملاء والشيخ ابراهيم بن عبداللطيف آل مبارك فاقتضى نظرهم ان يكتبوا كتاباً
للمتصرف,,) الخ,
وهذا الذي ذكره مقبل الذكير يتفق مع ماكنت احفظه عن والدي رحمه الله,
اما الواسطة بين الملك عبدالعزيز وبين اعيان الاحساء فهو الشيخ محمد بن ناصر آل خليفة جد امير عين دار الحالي وكان الشيخ محمد هذا اذا دخل البلد حلّ في
ضيافة جدي الشيخ حسين بن اسماعيل رحمهم الله هو ورجاله في حي النعاثل, قال لي والدي عبدالرحمن رحمه الله في الليلة التي دخل فيها الملك عبدالعزيز الاحساء
زارنا الشيخ محمد بن ناصر آل خليفة واذا به يقول لوالدي حسين سرا سوف يدخل عبدالعزيز الاحساء في هذه اليلة واني جئت منه برسائل ومكاتيب لابراهيم القصيبي،
ويوسف بن سويلم،وابراهيم ابا الغنيم واظنه قال: وابن جغيمان رحمهم الله ثم قال : هذا سر لم يطلع عليه احد, يقول والدي عبدالرحمن: ثم خرجوا في آخر الليل
وانا معهم ودخلنا الكوت في بيت الشيخ عبداللطيف الملأ وسلمنا على الملك عبدالعزيز,
اقول: لقد رأيت لدي الاستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد مدير معهد الاحساء العلمي سابقاً ورئيس تحرير مجلة الدعوة سابقاً، وصاحب مجلة الشبل اقول اطلعني
على خطاب موجه من قبل ابراهيم ابا الغنيم سابق الذكر، ارسله الى الملك عبدالعزيز يبين فيه الحال في الاحساء ويصور له الاوضاع وذلك قبل فتح الاحساء,
وقد زار الملك عبدالعزيز وفد من الاحساء يهنئه بفتح الرياض برئاسة ابراهيم القصيبي اما الرجل الذي رقى السور سور الكوت فهو محمد بن نفيسة من اهالي ضرما
رجل ضخم الجثة مقدام لايهاب الموت حتى سموه (عمعوماً), قال والدي رحمه الله ان هذا الرجل دخل سوق الاحساء في عهد الترك مدججاً بسلاحه فاستوقفه جنود الترك
وجردوه من سلاحه لانهم منعوا دخول السوق بالسلاح ولكنه لم يصبر على الضيم اخفاها في نفسه فحين حانت الفرصة ودخل الملك عبدالعزيز رحمه الله الاحساء فما كان
من هذا الرجل المقدام الا ان رقى السور ليعلن الملك لله ثم لعبدالعزيز ,
قال الاستاذ الفاضل الشيخ محمد سعيد بن الشيخ احمد ابن العالم العلامة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل ملاء، وهو يتحدث عن الروابط الوثيقة بين الملك
عبدالعزيز طيب الله ثراه وبين جده الشيخ عبداللطيف:
كانت الروابط وثيقة بين الامام عبدالعزيز وبين الشيخ عبداللطيف من سنة 1318ه عندما ارسل ابن عمه الامير عبدالله بن جلوي للاطلاع على ما يدور في الاحساء
فجاء ليلاً ونام تلك الليلة عند محمد بن سيف بمنزله المجاور لمنزل صالح بن يوسف بن نافع من الجهة الشرقية بحارة النعاثل وفي الصباح ذهب لمنزل الشيخ
عبداللطيف وقابله واقام عنده ذلك اليوم وحضر معه الشيخ راشد بن الشيخ عبداللطيف آل مبارك واخبره الشيخ عبداللطيف ان الامور متدهورة والامن مفقود، لاتمر
ليلة من الليالي الا والحوادث مستمرة ثم غادر الاحساء الى قطر في طريقه الى الكويت وفي سنة 1327ه ارسل اليه الإمام عبدالعزيز خطاباً يخبره بما يدور في نجد
من حروب وانتصارات وجميع هذه الخطابات محفوظة لدينا ومختومة بختمه,
ولما اراد الملك عبدالعزيز فتح الاحساء في ليلة الاثنين 1331/5/28ه دخل منزله في تمام الساعة السابعة بالتوقيت الغروبي,وتمت له مبايعة اهالي الاحساء بمنزل
الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن الملاء وقد كان دخول الامام عبدالعزيز من السور الغربي بجوار مسجد العمير وقدكانت هذه الفتحة موجودة في السور الى ان
هدم سنة 1376ه وتعرف عند اهل الاحساء بمدخل الامام عبدالعزيز وفي اليوم الثاني من دخول الامام عبدالعزيز فاوض الاتراك في الخروج من الاحساء وتسليم مالديهم
من اسلحة وعتاد,, وكان الذي يمثل الملك عبدالعزيز الشيخ عبداللطيف ومحمد بن شلهوب وعبدالعزيز بن عبدالعزيز القرين مترجم اللغة التركية، وبعد صلاة العصر
جاء الشيخ عبداللطيف الى الامام عبدالعزيز ومعه مفاتيح قصر ابراهيم وكتبت وثيقة وقعت من الامام عبدالعزيز، والمتصرف التركي احمد نديم وتم ترحيلهم الى
ميناء العقير ومنها الى البحرين ثم الى البصرة واقام الإمام بالاحساء الى 15 شعبان من نفس السنة 1331 ه ثم غادرها الى الرياض وعيّن اميراً عليها الامير
الشهم عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود وقد ولد سموه بالرياض في 27 رمضان سنة 1287ه انتهى من صفحات كتبها الشيخ محمد بن سعيد بن الشيخ احمد بن الشيخ
عبداللطيف آل ملاء اعطاني صورة منها الاستاذ عبدالعزيز بن احمد آل عصفور والشيخ محمد سعيد ثقة وهو صاحب دار وصاحب الدار ادرى بما فيها وليس فيما كتبه ما
يتعارض مع ما نقلته من كلام والدي رحمه الله او ماكتبه مقبل الذكير رحمهم الله انما زيادات تفصيلية وتوضيحية.

 محمد بن عبدالرحمن آل إسماعيل