المقامة التمرية


المقامة التمرية


(( المقامة التمرية ))**
 
 
لقد اطلعت على مادبجه يراع أستاذنا وشيخنا الجليل والمربي الكبير واللوذعي النحرير الشيخ عثمان الصالح والذي له من اسمه النصيب الوافر عرفته يحب الصلاح والإصلاح وكان لي الشرف إذ تتلمذت عليه وجلست بين يديه في مجلة البحوث الإسلامية والتي كانت تفوح منها الروائح الشذية فغمرني بفضله وأفضاله وسديد رأيه وأفعاله إذ كان لي فيها رئيسا فكان أبا عطوفا مارأيت مثله جليسا لم لا وهو من وجوه المجمعه حين يصول يترك غيره في معمعه. ولم أك من الفرسان، ولا معرفة لي بهذا الشان، وبعد فإن أستاذي قد كتبَ مقالهْ. بعدها وهبني أفضالهْ وقد حثني صغيرا. إذا كان مديرا. وهو يحب البحث مع الحريه ويكره الميل والعنصريه.
فإنه لما كتب عن النخيل. لم يكن ذا تخييل بل دعا الكل للمشاركه فكانت دعوته مباركه فاستنهض الأقلاما فصوبت سهاما. للشَوق والمغازله. لا للطعن والمنازله. فشارك كل بسهمهِ. وأبدى مكنون علمهِ. حتى أتى الشباط بقوتهْ. ومن ذا الذي يجهل قوة لفحته. إلاَّ أنها روحانيه. باد عليها صدق النية. فأبدى ما رآهُ. وكم باطل عراه. في غير ذا الموضوعِ. من كل يوم أو أسبوعِ. لأن مقامنا مقام للإخاءِ. معمور بالصدق والوفاءِ. فهو شبيه بالمداعبه. ولا يخضع للمراقبه. فانتصر للخلاصِ. مشددا بلا مناصِ. أبقى لنا الله الحبا. وكشف عنا الكربا والتعصب للبلاد. من انكد الأنكاد. فالبلاد واحده. والشعار السعودهْ. ورابطنا الدينُ. ومن ذا الذي يبينُ.
فالإسلام ديننا. وحواء أمنا. وكم شاقني الدخولُ. يا أيها الفحولُ. أُدلي بدلو مرهفِ. وحبله من سعفِ. قابل للإهتراءِ. والتمزق بلا امتراءِ. ثم إني أعاهدكمْ. على أني صادقكم. ولن أَحيدَ قيد أنملهْ. ولن تقولوا بحثه ما أكمله. كأني لست من هذه الجزيره ولا علاقة لي بهذي أو تلك الديره. ليس في بحثنا للذات مدخلُ. وكلكم رقيب علي موكل.
فالمثل المعروفُ. المشتهر المألوفُ: كجالب تمر إلى هجرْ حينما تباين الفكرْ. حتى قال عالم العراقِ المفتي بلا نفاقِ. في تاريخ نجدِ. وهو من حسن القصدِ، فقد عرج على الأحساءِ، من باب الصدق والوفاءِ، وقد اشتهر من تمره الخلاص وانما كان هذا الصنف من التمر أحسن أصنافه لأنه دقيق النوى غليظ الجلد رقيق الغشاء طيب الطعم وعلى ذلك قول الأعرابي من أهل عمان لما سئل عن خير التمر فقال خير التمر ما غلظ لحاؤه. ودق نواؤه. ورق سحاؤه فكلام هذا الامام انتهى. وإليه في العلوم المنتهى. وهو العلامة الألوسي. الذي فاق غيره في الدروس. فهو السيد الحفيد. والكلام فيه لايفيد. فكم ألف من كتاب. مال فيه إلى الصواب. فهو المجلي في المعاني. ومؤلف غاية الأماني. أما صاحب الموسوعة الكويتية المختصرهْ والدرة المبتكرهْ فقد جاء في الجزء الأولِ قول بلا تأولِ الخلاص نوع من التمور يأتي من الحساء وهو من أحسن التمور انتهى قول صاحب الموسوعهْ. وتراه قد وفى موضوعه. واسمع ماقاله في السكريِ إذ لم يتنمق في الدفترِ، فخذ نص ما قالهْ: فلن ترى ملالهْ (ومن نجد يأتي نوع من التمر نصفه الأعلى يابس وهو مستدير الشكل وله نواة مدببة يقال هل اليبيس أو السكري فلم يرد أو بِنقصْ ولم يكن ينصْ).
أما أستاذنا المحقق. الحافظ الدقق. أعني قاضي قطر. الشيخ أحمد بن حجر. فقد قال في كتابه. الذي اتحف به أحبابه. وسماه نيل الأماني شرح منظومة الزنجاني وهي في فن الصرفِ فقد قال بالحرف. وتمورها من أجود التمور لاسيما الخلاص والرزيز. انتهى ماكتب بالابريز.
أما صاحب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية قال في جزء البحرين. كفيتم شر العين. وأجودها الخلاص أما صاحب جغرافية شبه جيزرة العرب حفظكم الله من النوبْ الذي لم ينسج على منواله. عمر رضا كحاله. وأفضلها النوع المعروف بالخلاصِ. هذا هو نص القرطاسِ.
أما ماورد في البرحيهْ وهي الدرة البهيهْ فقد قالَ صاحب الموسوعة الكويتيهْ أما تمر البرحي فحدث ولاحرج عن طيب مذاقه وكبر تمرته ووفرة دبسه انتهى ما قالهْ. في هذه العجالهْ قلت أما البرحيهْ فإنها بصريهْ تجود في الأحساءِ وفي سائر الأنحاءِ وفي نجد تزرعُ وكل ذواق بها مولعُ.
أقول ومن هجر انتشرت الفسائلُ ونقلت الفصائلُ إلى سائر الجزيرة العربيهْ. والمعروفة بالسعوديهْ وكان عرب الجاهلية أصحاب الشيم الأبيهْ. كانوا يعيرون قبائل البحريْن بما يظنونه الشينْ يعيرونهم بالنخيل وإنهم من الدخيلِ ولأنهم نخليون. فالعرب لهم لايرتاحون. بل هجيت عبد قيس وعيرت بالنخيل واستكبروه وجعَلوه من المستحيلِ.
ولاختلاف التربة ففي الأحساء طينية غرينية وفي نجد رملية أو جبلية ومن رطوبة إلى جفاف. هذا من سبب الاختلاف. مما جلعه يتغيرُ عن أصله ويتغايرُ. في شكله ثم يحمل بعدها مسميات جديده مع أشكال عديده.
ونعود إلى الأحساءِ ذات الماء والنماءِ فتمورها كثيره وكلها شهيره وكان الناس في السواد. كثرتهم بلاتعداد يأكلون الارزيزْ لا الذهب الابريزْ.
فأجوده الحالك المستديرْ تسقيه العين لا الغجيرْ فلله دره ما أكثرهْ وما أغرر سكرهْ فهو غالب تمر الأحساءِ وقيتم من البلاءِ لقد فاق في حلاوتهْ وفي رونقه وطلاوتهْ فهو شبيه بالسكري ففيهما لاتمتري لاتستطيع أن تأكلهْ إلا ومعه ما شاكلهْ من ماء أو لبنِ كفيتم شر السمنِ أو قهوة البن معهْ لتخففه وتردعهْ ونخلة الارزيزِ من أسمح النخيلِ لاتبحث عن المستحيلِ تحمل بلا تلقيحِ على القول الراجح الصحيحِ وحملها كثيرُ وشكله مستديرُ تثمر بلا تسميدِ وليس هذا منها بالجديدِ تتحمل التغيراتِ في بيئة كثيرة الآفاتِ حتى أفر لها مصنع التمورِ في بيانه المنشور.
أما الخلاص في الأحساء فهو مأكول الأغنياءِ أو في أيام الصومِ يعرف ذا كل قوميِ وغرسه يكلفُ.
ومن ذا الذي لايعرفُ ويحتاج إلى العنايهْ مع الدقة في السقايهْ وهي قابلة للتغير وهي سريعة التأثرِ لذا قللوا من زرعها بفتوى علماء شرعها أما في هذه الأيام وقبلها من أعوام حين بدت على الناس الطفره وزادت عليهم النعمه فاتجهوا إلى نخلة الارزيزِ والذهب الابريزِ.
وأحلوا الخلاص مكانها وثبتوا أركانها وقلبوا للأرزيز ظهر المجنْ كفيتم شر المحنْ فهذا آخر مقالتيِ كتبتها في عجالةِ.
تبدوا عليها الركاكهْ فاستروا ياحاكهْ واسمحوا لي ياسادة ابقي أفكاركم وقادهْ.
** نشرت في جريدة اليوم العدد 65597 سنة 1411 هـ
 
بقلم
خادم أهل العلم