بين الملك عبدالعزيز وبين الشيخ عبدالله بن حميد


بين الملك عبدالعزيز وبين الشيخ عبدالله بن حميد


بين الملك عبدالعزيز وبين الشيخ عبدالله بن حميد

سماحة شيخنا الشيخ الإمام عبدالله بن محمد بن حميد رئيس مجلس القضاء رحمه الله كان آية من آيات الله في الذكاء والحفظ ونور البصيرة مع أنه كفيف فاشتهر بالذكاء والأناة والتروي والحكمة وله عقل يرجح على الجبال الرواسي مع نزاهة وقوة في الأحكام وكاد يكون خليفة شيخة المفتي الاكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وبن حميد هو محل ثقة كل من عرفه من حنابلة وغيرهم وكان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يحبه ويقدره ويقدمه ويستشيره في كثير من القضايا حتى أشتهر عنه قوله ( لو صلح الكفيف أن يكون أميراً لانصبت ابن حميد أميراً )

وفي أحد الأيام حصل نزاع بين رجلين وأحالهم الملك عبدالعزيز إلى شيخنا ابن حميد وكتب له ( أصلح بينهما ) وماكان من الشيخ إلا أن أصلح بينهما بعد أيام حضر ابن حميد في مجلس الملك عبدالعزيز وشكر الملك بن حميد قائلاً له جزاك الله خيراً لحكمك بينهما فرد بن حميد ( لا ماحكمت بينهما ) فأعادها الملك عبدالعزيز وكرر العبارة فرد ابن حميد ( ماحكمت بينهما ) ثم قال أنت كتبت لي ( أصلح بينهما ولم تقل أحكم بينهما )

أفادني بهذه القصة شيخي وأستاذي وزوج أختي العالم الورع الشيخ سليمان بن عبدالله آل حماد رحمه الله

أقول لقد أصاب الملك عبدالعزيز وأصاب الشيخ ابن حميد ولكن بن حميد فقيه ويفرق بين الصلح وبين الحكم فهو أصلح ولم يحكم حيث خرج الخصمان راضيين أما لو حكم بينهما فسوف يرضى أحدهما ويغضب الثاني لأن الحق سيكون لواحد منهما أما الصلح فإنه يقوم به القاضي وغير القاضي .

بقلم /  محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل