الإمتحان


الإمتحان


اتصل بي أحدهم وأنا على رأس العمل وسألني عن مسألة فقهية فقلت له المذهب كذا وأحلته فرد علي قائلاً: سبحان الله لقد أمضيت فترة مع كبار العلماء وماتأثرت بهم
فقلت له: تبغي الإجابة التي ترضيك؟
قال: نعم
قلت: سوف أجيبك وأنت ضعني ،فأقول إن كنت تريد مني أن ابحث كما بحثوا وان أرجح كما رجحوا وأن آخذ بما يقولون فأقول لك هذا مستحيل فكيف أبحث كما يبحثون وأقول كما يقولون واتبعهم ففي هذه الحال أقول لك لايجوز هذا ولا يصح على قاعدتهم ولا يصح على قاعدة غيرهم لأني إن كنت محلا للفتوى والإجتهاد ففي هذا الحال فلا يجوز أن يقلد مجتهدٌ مجتهداً فهؤلاء ينهون عن التقليد فكيف أقلدهم وكيف أكون محققاً وفي نفس الوقت أكون مقلداً لهم إذا ليس لي إلا العودة إلى التقليد لأحد الإئمة الأربعة المتفق عليهم وعلى مناهجهم في إستنباطاتهم ولتوفر شروط الإمامة فيهم على خلاف المعاصرين وإذا كنت تريدني أن آخذ بطريقة المعاصرين فهذا محال أن أفر من تقليد السلف إلى تقليد الخلف والمعاصرين ممن لم تتوفر فيهم آلة الفتوى إذاً طريق السلامة هو تقليد أحد الأئمة الأربعة ، في النهاية اعتذر هذا وودعني.

بقلم / محمد بن عبدالرحمن بن إسماعيل