حقائق مُرة


حقائق مُرة


سألني صديق في أحد الأيام فقال هل صحيح انه حصل في أحد الأيام إجتياح لبلدات الأحساء وقتل وسبيٌ للنساء؟ قلت نعم فقد ذكر صاحب تحفة المستفيد في تاريخ الأحساء القديم والجديد كما ذكر غيره أنه في عام ١٢٩١هـ، دخل الباشا ناصر باشا بن راشد بن ثامر السعدون رئيس المنتفق عامله الله بعدله واجتاح حي النعاثل وحي الرفعة وغالب الأحياء والقرى الأحسائية ودخل النعاثل من جهة الشمال حيث دكها بالمدافع ولاتزال المنطقة تعرف بـ(حي الهدام) وقام بقتل الرجال وسلب النساء وفر من فر من الأحساء على وجوههم لايدرون إلى أين يذهبون وذلك بأمر من الخلافة العثمانية كما عملوا قبلها في الدرعية من قتل وسلب وسبي للنساء وكذلك عملوا في ضرما وماجاورها وبعدها عملوا في ثرمدا وماجاورها بقيادة خورشيد باشا وقتلوا وسبوا النساء بلا خوفٍ من الله وهذا كله مدون في كتب التاريخ ويرويه سيدي الوالد رحمه الله بالسند والمهم في هذا كما في المثل لاتزال الأشراف تبتلى بالأطراف فيوجد في هذه البلدان منهم ضعاف النفوس ومنهم الحاقدون الذين يقومون بمهمة التقرب للغزاة ومساعدتهم في تحقيق مآربهم فيدلونهم على البيوت وعلى الأسر بل ويشاركونهم في النهب والسلب مقابل مساعدتهم وتسهيل مهمتهم بل وفي سبي النساء بل وزوروا عقود نكاح فلما زالت الغمة إدعوا أنهم أحسنوا حيث آووا النساء بعد قتل أهلهم وفر من فر إدعوا انهم أحسنوا إليهن وتزوجوهن زواجاً شرعياً من باب النخوة أقول بئس بها من نخوة إنها الخيانة والفجور ،
أقول: وهذا سبب من اسباب هذه الغزوات تقارب أسر متباعدة وتباعد أسر متقاربه وتباينها مصائب قوم عند قوم فوائد .
يخبرني سيدي الوالد رحمه الله عن جدي الشيخ حسين يقول بعض الناس فتح الله عليه وجمع النساء وأدخلهن في غرفة ثم خلع بابها وسد عليهن بالطين وترك فتحات ضيقة من أجل الهواء ثم نثر التراب على السدة حتى ترى وكأنها قديمة وكما قلت هذه الهجمات أثرت على البلاد فصار تداخل بين بعض الأسر وتباعد بين بعض الأسر ،أما النساء اللاتي سلبهن جيش نويصر باشا فإن الجيش سلب عرضهن وتقاسمهن فنكحوا من نكحوا منهن بالحرام واصطفوا لهم ولباشاواتهم الجميلات و أنجبوا في العراق وفي الشام وفي تركيا واستبقوا منهن من يخدم في البيوت وباعوا منهن الكثيرات وهذا العمل سلب مسلمات وإستباحت فروجهن فهذا لايفعله مؤمن ولافاجر إنها جريمة نكراء يندى لها الجبين ونكتة سوداء في تاريخ ناصر باشا ومن أرسله عاملهم الله بعدله حتى إن بعض الأحسائين الذين يسافرون الى العراق والشام وتركيا يعرفون البيت الذي فيه زوجته أو أخته وقريبته إنها غمة حلت في الأمة عامل الله بعدله مدبرها ومن رضي بها وقطع نسله وقلنا الأسباب في ذلك والآن ينادون بالربيع العربي ونحن نرى ماحصل في العراق والشام وغيرها من قتل وتشريد ونهب وضياع للنساء المسلمين.

بقلم /  محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل