هذا الشرح لزاد المستقنع يعتبر أكبر شرح لمختصر في الفقه على الإطلاق تأليف العالم العلامة الشيخ الجليل الفقيه محمد بن صالح آل عثيمين رحمه الله يقع في خمسة عشر مجلداً الناشر دار ابن الجوزي.
فك الشيخ رحمه الله عباراته وحللها فهو شرح ما بعده شرح فلزاد المستقنع هيبةٌ الشارح كسر هذه الهيبة حيث ألان الله له العبارات المعقدة كما ألان لداوود عليه السلام الحديد.
وخرَّج أحاديثه الشيخ الفاضل عمر بن سليمان الحفيان وجهوده واضحة لا ينكرها إلاَّ أعمى البصيرة.
ومن باب التعاون على البر والتقوى فأقول وبالله التوفيق وعلى الله اعتمادي:
1- هذا الشرح بحاجة إلى اختصار حيث يبقى شرح الكلمات وفك العبارات ليسهل تناوله على الطلاب.
2- ثانياً الكتاب لم يبق شرحاً للزاد لا بل صار شرحاً لفقه الإسلام.
3- الذي يتأمل يرى أنَّ الشارح لم يجر فيه على اصطلاح علماء المذهب في الترجيح لا بل ظهر فيه الشيخ رحمه الله فقهياً مجتهداً لا يمثل المذهب بل يرجح ما أداه إليه اجتهاده.
4- وخروج الشارح عن المذهب واضح جداً لمن عنده أدنى إلمامة بالفقه الحنبلي.
5- الشيخ يستطرد ويطنب في الشرح أيَّما إطناب.
6- الشيخ عفى الله عنه يرد على المذهب ولم يجر كما جرى من قبله من الشراح حيث يذكرون اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية ويميلون إلى ما يميلون إليه منها حتى صار هذا الشرح لا يمثل المذهب حسبما اصطلح علماء المذهب
7- الشارح رحمه الله يرد قواعد اتفق عليها الفقهاء منذ نشأة الفقه إلى الآن بما فيهم الحنابلة وابن تيمية وعلماء الدعوة النجدية فيرد ما اتفق عليه الفقهاء وهو قولهم خروجاً من الخلاف ولو رجعنا إلى الدرر السنية في الأجوبة النجدية أو إلى مؤلفات من سابقه أو عاصره لرآى عملهم بهذه القاعدة.
8- يتوسع الشارح رحمه الله في القول بسد الذريعة.
وإليكم الآن بعض الأخطاء اللغوية:
ففي المجلد الأول
ص31 السطر 3 من أسفل يقول ((لأنَّ هذه القطع مازجته ولكنها جاورته)).
وصحة العبارة ((لأنَّ هذه القطع ما مازجته)).
ص 32 ، 33 رد الشيخ تعليل الفقهاء بالخروج من الخلاف.
ص160 ورد في سطر 10 ((لأنَّ المتأخرون))
والصواب ((لأن المتأخرين)) اسم أنَّ منصوب.
ص198 سطر 13 ورد هكذا (( إذا نوى الطهارةُ))
والصواب: ((إذا نوى الطهارة)) بفتح تاء الطهارة لأنها مفعول به.
ص216 السطر 8 ورد هكذا ((قد يكثر غسل الرجلين ودلكها))
والصواب (( ودلكهما )).
ص245 سطر 8 ورد هكذا ((فيكون فرضُه المسحُ)) برفع المسح
والصواب النصب خبر يكون.
ص319 السطر 4 ورد هكذا (( إلاَّ وهو طاهرون ))
والصواب (( إلاَّ وهم طاهرون )).
ص337 سطر 2 ورد هكذا ((يمثلون بالشيء للتصوير))
والصواب ((للتصور)) للقاعدة فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
انتهى المجلد الأول.
ج2 ص179 ورد هكذا (( بأنَّ في نعليه أذىً أو قذرٌ الخ))
والصواب (( أو قذراً )) معطوف على أذىً المنصوب بأن.
الشيخ رحمه الله له كلام طويل عريض في نصوص الوعيد فأرى أن يعرضها القارئ على كتب السلف بما فيها كتاب (( عصاة الموحدين )) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
أعود فأقول: فضل الله واسع فقد فتح الله على الشيخ محمد بن عثيمين في الفقه حتى توسع أيما توسع فأفرغ جهده في هذا الشرح وأبان عن اجتهاده وترجيحاته ولكنها لا تمثل المذهب بل تمثل رأي الشيخ ولهذا فإني أنصح القراء بأن يستفيدوا من شرح الشيخ رحمه الله ومن فك عبارات الزاد وعليهم الرجوع كذلك على حاشية الشيخ ابن قاسم على الروض وحاشية ابن فيروز وحاشية العنقري وشرح الشيخ صالح الفوزان وزوائد الزاد والسلسبيل.
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل
* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 05 محرم 1430 العدد 13245
Friday 02/01/2009 G Issue 13245
http://www.al-jazirah.com/1241404/is10d.htm