مختصر أبي القاسم الخرقي


مختصر أبي القاسم الخرقي


          هذا أول مختصر يظهر في فقه الحنابلة وأصبح ذا شهرة طبقت الآفاق وقد شرح بشروح عدة أشهرها المغني للإمام ابن قدامة الذي جمل به المذهب ويأتي بعده شرح الزركشي والذي حققه الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن آل جبرين وخرج أحاديثه ووثق نصوصه وهو أهل وإمام كثَّر الله من أمثاله.
          وأول طبعة له كانت على نفقة عين أعيان قطر الشيخ قاسم بن درويش فخرو وبإشراف وعناية وتقديم العلامة الفقيه الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله ثم صورته مكتبة الخيمي صورة رديئة ثم إني طبعته على نسخته مقروؤة على سماحة مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها الحافظ المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله الذي كل من جاء بعده فهم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه كان عالم عصره في فقه الحنابلة بلا منازع ولا شك أنَّ نسخة قرئت على متخصص لها قيمتها العلمية ونسخة المكتبة السعودية المذكورة ناقصة فاستعنت لإكمال الإخراج بنسخة المنار التي عليها المغني وقمت بتعليق بعض الفوائد على شكل حاشية انتقيتها من كتب علماء المذهب المحققين وقام بطبعها مكتبة المعارف في الرياض ولكنها مع الأسف فيها بعض السقط وبعض الأخطاء عفى الله عن صاحب المكتبة فقد كان يأخذ الكتاب ويطبعه دون إشراف أو مراجعة علمية خصوصاً وأنه أخذ حقوق طبعه وانتشرت هذه الطبعة بعد أن كان الكتاب مفقوداً ونفع الله به وقد أثنى على الحاشية كل له من اشتغال بالفقه الحنبلي وذكرها الشيخ الفاضل عبدالعزيز بن قاسم في كتاب مجموع المتون وأشاد بها وأثنى عليها الدكتور الفاضل عبدالعزيز البعيمي في مقدمة تحقيقه للمقنع شرح الخرقي للعلامة البنا ودعا لصاحبها فجزاه الله خير الجزاء.
          وأخيراً قام بتحقيقها وطباعتها أخونا الفاضل الشيخ محمد بن ناصر العجمي وفقه الله الناشر دار النوادر طباعة أنيقة على نفقة وقفية رقية عبدالعزيز المزيني فجاءت في 361ص حيث أهداني إياه فضيلة المحقق وقرأتها فرحاً بهذا العمل الجليل جعله الله في موازين أعماله لإحياء كتب هذا المذهب الجليل وإليكم حصاد مطالعتي للكتاب فأقول:
1- في ص11 ذكر المحقق في ذكره لمشايخ الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل سلمه الله الشيخ الفقيه العلامة عبدالرحمن بن ناصر آل سعدي رحمه الله فقال المحقق:أبرزهم علامة وقته الخ.
فأقول: الشيخ ابن سعدي عالم علامة فقيه مفسر ولكنه ليس في مستوى أستاذه الشيخ الفقيه محمد بن مانع رحمه الله فابن مانع أستاذه وشيخه.
          أمَّا الشيخ العلامة الحجة الحافظ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فهو شيخ الشيوخ حافظ حجة لا يجارى ولا يبارى ويعد من أهل التخريج والترجيح في المذهب الحنبلي وهو لا يدعي الاجتهاد بل يحرص على التمسك بالمذهب ويعمل كما يعمل البيهقي في الدفاع عن المذهب حين ألف كتابه ((بيان خطأ من أخطأ على الشافعي)) فمنهج الشيخ محمد يختلف عن بعض المعاصرين الذين غاية ماعندهم تكرار النظر في دليل الطالب ثم يخرجون بعده إلى الاجتهاد.
2- ص28 مانسبه المحقق إلى شيخنا الشيخ محمد بن عبدالله بن سبيل حول المقولة التي قيلت في كتاب ذيل الطبقات لابن رجب رحمه الله ((هو مثل ذيل الطاووس في شكله وجماله وبأنَّ الذيل أجمل من بقية الجسم فجملَّه ذيله)) أي أنَّ الذيل أجمل وأنفع من كتاب طبقات الحنابلة لأبي يعلى)) فهذه مقولة شيخنا الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كان يكررها في مقالاته وفي التلفاز حين تأتي مناسبة.
3- في ذكر المحقق شروح الكتاب لم يشر إلى حاشيتي مع أنه قرأها وكذلك وقف على إشادة الدكتور عبدالعزيز البعيمي بها ولا أقول حسداً ولا تجاهلاً فحاشا الأخ محمداً ثم حاشاه ولكن لعله سهو منه وأنا لم أدع أني عالم بل يكفيني شرفاً أنني خادم أهل العلم.
4- خصوصاً وأنَّ النسخة التي حققتها قرئت على إمام حافظ حجة هو المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ كما هو مكتوب عليها.
5- ص129 في تعريف الشح حيث قال المؤلف:وإن تشاح الورثة في الكفن الخ فعلق المحقق نقلاً عن الدر النقي.
أقول: لا تزال الكلمة على غموضها ولكن معنى اللفظة:الشح: أشد من البخل.
6- ص284 باب القسامة الحاشية ورد هكذا
اللُّوث: بوضع الضمة على اللام المشددة
والصواب اللوْث بفتح اللام وسكون الواو.
          وعلى العموم فعمل الشيخ محمد جهد يذكر فيشكر نفع الله به وزاده نشاطاً لإخراج كتب السلف هذا والله من وراء القصد.   

 

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل