كفى المتنبي نبلا أن تعد معايبه ولاتحصى محاسنه


كفى المتنبي نبلا أن تعد معايبه ولاتحصى محاسنه


الأحساء

منتدى المحيش يستعرض أدب المتنبي وحياته

الهفوف – عبداللطيف المحيسن

جانب من الأمسية

في ندوة تم خلالها وضع ادب وحياة الشاعر المتنبي على طاولة التشريح نقدا وتحليلا بين مؤيد ومعارض في مجمل حياة الشاعر المتنبي اقام ملتقى المحيش الثقافي بمحافظة الاحساء ندوة حول حياة المتنبي بحضور لفيف من الادباء والمثقفين والباحثين واساتذة الجامعات بدات الندوه بكلمة ترحيب من صاحب المنتدى الدكتور نبيل بن عبد الرحمن المحيش ثم قدم الدكتور بسيم عبد العظيم تقديما مستفيضا وضح فيه جوانب كثيرة من حياة المتنبي كانت خافية تتعلق برحلة شعر المتنبي وسياحته في المغرب والاندلس منذ حياته حتى اليوم مبينا شروحه ومعارضاته وتضمين شعره واستيحاءه وما الف عنه من كتب تتضمن دراسات اجريت عنه والمؤتمرات في العصر الحديث في مشرق العالم العربي ومغربه والدراسات الجامعية التي تناولته الى غير ذلك وموقف ابن تيمية من شعر المتنبي
ثم تناول الحديث بالشرح والتحليل الدكتور شهير الدكروري الاستاذ بكلية التربية بجامعة الملك فيصل بالاحساء فقدم ورقة بعنوان (تنامي الذات في قصيدة المدح عند المتنبي :
 

 

فشرق حتى ليس للشرق مشرق          
          وغرب حتى ليس للغرب مغرب
 

فاشار الى اثبات الذات عبر الخبرة الحياتية الكامنة في شعره: في 33 بيتا اورد سبع حكم : منها كل امريء يولي الجميل محبب
واظلم اهل الظلم من بات حاسا
التقابل والمفارقة النفسية
بروز الذات المبدئية في قصيدته المدحية:
 

 

واصرع أي الوحش قفيته به           
          وانزل عنه مثله حين اركب
 

وتجاوز المبالغة الى التهويل فهي ذات متنامية تجاوزت الزمان والمكان والأرض والسماء
 

 

اذا قلته لم يمتنع من وصوله           
          حذار معلى اوخباء مطنب
 

اما الدكتور منير فوزي من كلية التربية للبنات فقد كانت ورقته بعنوان(صور ة المتنبي في الشعر العربي المعاصر) حيث قدم انموذجا على ذلك قصيدة امل دنقل :من أوراق ابي الطيب المتنبي وقال ان هناك 25 شاعرا معاصرا استلهموا شعر المتنبي في 27 قصيدة ومن دوافع ذلك انه يرمز الى صورة المثقف الثوري ويرمز الى المناضل الذي استشهد في حرب الدفاع عن الكلمة ويرمز للمثقف الذي يعري سوءة السلطة العربية العاجزة. وقصيدة الشاعر امل دنقل هي مزيج بين التاريخ والواقع واشار الدكتور منير إلى ان هناك مفارقة فكافور يطلب ان يمدح سيفه وسيفه في غمده قد صدأ واشار الى خمسة مقاطع جاءت في القصيدة. المقطع الثاني يتحدث فيه عن لقائه بالحاكم العاجز. والمقطع الثالث يعيد تصوير الحاكم المخاتل والشعب المخدوع. المقطع الرابع حديث الشاعر عن خولة رمز فلسطين اسر خولة وعجز الحاكم عن انقاذها حزنه على ضياع خولة وحديثه عن كافور .المقطع الخامس في حضرة كافور ومقارنة بين القوة عند سيف الدولة والخور والضعف عند كافور الاخشيدي :
وياتي دور الدكتور عمر شحاته من جامعة الملك فيصل حيث قدم ورقة يعنوان(اثر الاغتراب في شعر المتنبي) حيث عرف الاغتراب وان له دلالات لغوية ودلالاته الاصطلاحية لغويا الاغتراب عن الوطن
واصطلاحا عدم التوافق مع الوطن او المجتمع والاغتراب عن الذات وتحدث عن الاغتراب وانه موجود من العصر الجاهلي عند الشعراء الصعاليك وعند شعراء الاسلام بسبب الجهاد . وان الاغتراب كان بسبب تفكك الدولة وتدخل الغواني في شؤون الحكم والحكام وكذلك الوزراء وسلب السلطة من العرب بواسطة الاتراك والفرس والفوارق الاقتصادية وعدم العدالة وفرض الضرائب الباهظة على الناس وتسرب الفساد الى النواحي الاجتماعية والتنوع الثقافي الذي بلغ اوجه في القرن الرابع
 

 

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
واخو الجهالة في الشقاوة ينعم
احساس المتنبي:
 

 

انا في امة تداركها الله           
          غريب كصالح في ثمود
 

اخفاقه مع سيف الدوله: واخفاقه مع كافور:
 

 

بم التعلل لااهل ولاوطن          
          ولانديم ولاكأس ولاسكن
ودهر ناسه ناس صغار           
          وان كانت لهم جثث كبار
عيد باية حال عدت ياعيد           
          بما مضى ام لأمر فيك تجديد
 

لم يكن المتنبي يتمتع بسياسة المداراة او الحنكة السياسية: تاثره بآراء الفيلسوف الفارابي الذي عاصره ضيق الرزق امامه واعتداده بنفسه وذكاؤه النفسي الحاد ومن مآثر الاغتراب في شعره:
المعجم الشعري ومطالعة الشعر واغراضه الشعرية ففي مجموع قصائده يوجد 56% قصائد مدح والباقي الصورة الغريبة.واضاف الدكتور عمر شحاته انه كان يستهل قصيدة المدح بالحديث عن نفسه جاعلا من نفسه ندا للممدوح وياتي بالمدح الذي يشبه الذم اما معجم الشعر فهو يأتي بالجموع الشاذة والالفاظ الغريبة مثل أرض اروض
صيغه واساليبه :صيغ الماضي نجدها بكثرة والتصغير والطباقات والتشخيص والتجسيم والبحور الشعرية ومثل على ذلك بالشواهد من شعر المتنبي.
اما الورقة المقدمه من الاستاذ الدكتور ربيع عبد العزيز من جامعة الملك فيصل فكانت بعنوان:
المبالغة في شعر المتنبي:
وقال ان المتنبي شخصية محيرة متقلبة تأتي بالمتناقضات في آن واحد ولي كتاب بعنوان المبالغة في شعر المتنبي استلهمته من كتاب استاذي الاديب الدكتور طه حسين (مع المتنبي) الذي ارجع فيه جمال شعر المتنبي الى المبالغة والمطابقة
وجد الدكتور ربيع ان المبالغه تنبع من نفس المتنبي الذي يفخر بنفسه اكثر من فخره بآبائه واجداده على عادة العرب ولعل ذلك راجع الى نشأته الغامضة وانه ابن سقاء. اعتداده بذاته :
 

 

أمط عنك تشبيهي بما وكانه          
          فمااحد فوقي ومااحد مثلي
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا           
          بانني خير من تسعى به قدم
وذلك في مجلس سيف الدولة.
 

 

 

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي          
          وبنفسي فخرت لا بجدودي
 

من المظاهر طغيان الأنا في شعره:اكثر من 5.ضمائر (أنا) صريحة اضافة الى تاء الفاعل او التوحد بين الممدوح وابي الطيب يقول وقد عير:
 

 

انا ابن من بعضه يقوق           
          انا الباحث والنجل بعض من نجله
انا عين المسود الجحجاح           
          هيجتني كلابكم بالنباح
 

يفخر بنفسه وحدة لسانه وضالة خصومه:
انا صخرت الوادي اذا مازوحمت واذا…فانني الجوزاء
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم
المبالغه في المدح: اشار الدكتور ربيع الى ان المتنبي مبالغ كبير في المدح:
واشار الدكتور ربيع ان هناك من شكك في عقيدة المتنبي مثل ماسنيون وطه حسين علما انه كان يقول:
 

 

يامن نلوذ من الزمان بظله          
          ابدا ونطر باسمه ابليسا
تظل ملوك الارض خاشعة له          
          تفارقه هلكى وتلقاه سجدا
 

وتستهوي المتنبي انصياع المنايا للممدوح:
 

 

تغدو المنايا فلاتنفك واقفة          
          حتى يقول لها عودي فتندفع
 

وتستهويه تفرد الممدوح بالفراسة:
 

 

نفت للتوهم عنه حدة ذهنه           
          فقضى على غيب الامور تيقنا
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى          
          الى قول قوم انت بالغيب عالم
 

اما في الهجاء:
يحتقر الجميع وكل من في الدنيا ذلك ليظل ثملا بالاحساس بالعظمة:
 

 

أي محل ارتقي          
          أي عظيم اتقي
وكل ماخلق الله           
          ومالم يخلق
محتقر في همتي           
           كشعرة في مفرق
 

اما في الوصف:
تجلت عقيدة المتنبي في تمجيد القوة فيلتقط ادق الموصوفات مثل صوت الاسد ووصفه للجواد
 

 

فكان ارجلها بتربة منبج           
          يطرحهن ايديها بحصن الران
ورد اذا ورد البحيرة شاربا           
          ورد الفرات زئيره والنيلا
 

واشار د. ربيع الى ان المتنبي لم يدع شاذة من التصغير الا واتى بها في شعره كان يرغب ان يجد مثلا اعلى للحاكم العربي تناقض مع نفسه في مدحه وذمه لكافور
 

 

يترشفن من فمي رشفات           
          هن فيه احلى من التوحيد
 

والتوحيد هو نوع من البلح معروف في العراق ونوع منه يسمى الموحد معروف في تمر الاحساء ثم بدات المداخلات من فضيلة الاديب الشيخ محمد ال اسماعيل وقال انه يحب ابا الطيب المتنبي ومهما قيل فيه فإنه بشر لابد ان ينال من المدح والذم وقد اشتغل بشعره الفقهاء والمحدثون كالواحدي والعكبري وقد ربانا مشايخنا على حب المتنبي وكانوا ينهوننا عن قول كلمة المتنبي لانها همز ولمز وقال ان الله فتح على بصيرته وذلك في شعره الحكمي واستشهد بالكثير من شعره
 

 

واذا كانت النفوس كبارا           
          تعبت في مرادها الاجسام
وليس يصح في الاذهان شيء          
          اذا احتاج النهار الى دليل
 

وقال ال اسماعيل كفى المتنبي نبلا ان تعد معايبه ولاتحصى محاسنه وقال ان المتنبي يسعفك بالشاهد:
 

 

لاخيل عندك تهديها ولامال          
          فليسعد النطق ان لم يسعد الحال
 

وقال ايضا:
 

 

الراي قبل شجاعة الشجعان          
          هو اول وهي المحل الثاني
ارى المسلمين مع المشركين           
          اما لعجز واما رهب
وانت مع الله في جانب          
          قليل الرقاد وكثير التعب
 

ودافع عن المتنبي وقال انه لم يعرف عنه شرب خمر ولافسق ولازنا ولا انحراف
اما الدكتور خالد الحليبي الوكيل التعلميي بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية والمتفرغ للبحث العلمي فجاءت مداخلته:
اثنى على ماقاله المشاركون وقال انهم ظلموا بتحديد وقت علما انه لكل ورقة كان يمكن ان تكون امسية قائمة بذاتها واثنى على مداخلة الشيخ ال اسماعيل وردد بيت من الشعر للجواهري:
 

 

وانا امة خلقت لتبقى          
          وانت دليل بقياها دواما
 

وقال ان ايجابية المتلقي تهب الملقي قدرة على الابداع وتمنى توثيق مايذكر في هذا المنتدى واشار الى انه لولم يكون المتنبي بهذا الاختلاف في حياته وشعره لما استحق المتنبي ان يكون كذلك. ثم كانت هناك مداخلات من الدكتور سليمان البوطي والدكتور محمد العكاري والشاعر بسام الدعيس والباحث الاديب على العواد حول شعر المتنبي.

http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=11971&I=370981&G=6