بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب “مدارج تفقه الحنبلي”
تأليف الشيخ أحمد بن ناصر القعيمي
هذا كتاب أهداه إلي الأخ الشيخ أحمد بن ناصر القعيمي وفقه الله ولكن مع الأسف اجتاحت مكتبتي الأرضة ولم يذهب إلا القليل وقد عوضني الله عما تلف واختفى هذا الكتاب عن نظري مع أني كنت حريصاً عليه لأنه من تأليف وجهد الأخ الشيخ أحمد ،
ثانياً: عنوانه يجذبك إليه وقد عثرت عليه في هذه الأيام فقرأته واستمتعت بما خطه قلم أخي ومن باب المشاركة والتعاون البناء أقول وبالله التوفيق :
ورد في ص١٤ كلام المؤلف فيه تشجيع لطالب العلم وقال فيه (ستكون عالم المسلمين، إلخ… عبارة جميلة وتمنيت على أخي أن يحث طالب العلم على التواضع والحرص على تقوى الله لأن الله يقول: (واتقوا الله ويعلمكم الله) والمعروف المتعارف عليه قولهم (إذا أعطيت العلم كلك أعطاك بعضه) وليس هناك شيءٌ اسمه (عالم المسلمين) ففي أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخيرية إلى أن تقوم الساعة فعلى طالب العلم أن يتفقه مع الإخلاص والتواضع والخشية والخشوع والاعتراف بجهود السابقين والاستفادة منهم والدعاء لهم لا ليقال عالم المسلمين ولا ليقال عالم والعبارة التي يوقع بها العلماء المحققون الربانيون هكذا خادم العلم وخادم أهل العلم والفقير إلى الله الخ…، فلا أحد يوقع بأنه (عالم المسلمين).
ص١٥: قال الشيخ وفقه الله اعلم أن مؤسس ومصحح ومنقح مذهب الحنابلة إلى آخره، أقول كلمة المؤسس هذه لا تصلح عبارة للفقهاء وإذا صح استعمالها فإن مؤسس المذهب هو أحمد بن حنبل رضي الله عنه فلو كان مؤسس المذهب الإمام المرداوي لكان انتسابنا إليه هذا مع أن الامام المرداوي من علماء القرن التاسع الهجري فهو بلا شك مصحح المذهب ومنقحه.
ص٣٥: أقول استقر عمل الحنابلة الشاميين والعراقيين والأحسائيين والنجديين على كتابين زاد المستقنع ودليل الطالب فلو أن كل عالم اقترح كتاباً غير ما اتفق عليه لتخبط طلاب العلم ولن يستقر لهم منهج.
ص٥٩ : كلام المؤلف على الأدلة في كتب الحنابلة ،فأقول: كل كتب الحنابلة تعتني بالدليل وتخريجه وممن يعتني بتخريج الأدلة الإمام ابن مفلح في الفروع والإمام الحفيد في كتابه المبدع شرع المقنع ودع عنك الكتب المختصرة فهذه للحفظ اختصرت وجردت ليسهل حفظها على خلاف المطولات .
ص٦٦: في حديثه عن شروح أخصر المختصرات لم يذكر (الدرر المبتكرات شرح أخصر المختصرات) للفقيه الزاهد التقي الورع الحافظ الشيخ عبدالله بن عبدالله آل جبرين رحمه الله فإن شرحه يقع في أربع مجلدات ولم أرَ والله مثله في شرح المسائل وتوضيحها مع ذكر الأدلة وسعة الأفق والوسطية في الطرح رحمه الله.
ص٦٧: المؤلف وفقه الله كأنه لم يرق له شرح المحقق عثمان النجدي رحمه الله هداية الراغب ولكني أقول يكفينا أن كل من جاء بعده من كبار العلماء أثنى على هذا الشرح فيبقى هذا الكتاب شامخاً بين كتب المذهب فقد أوجزه مع إيضاح ليس له نظير فهذه نعمة ما كلٌ يقدر عليها.
ص٦٩: في كلامه على دليل الطالب وأنه ملخص من المنتهى حيث نقل عني فأقول وبالله التوفيق وأنا الفقير إلى الله ليس لي رأييٌ في كل ما أكتبه ولا أستطيع أن أتقدم على من قدمه الله عليّ مثل هؤلاء الأئمة الأخيار ولكني أنقل عنهم وأعتمد عليهم ولم أصل إلى حد مزاحمتهم ولكن كل من كتب عن الدليل ذكر أنه مختصر أو ملخص من المنتهى حتى شيخنا العلامة الفقيه الشيخ محمد بن الشيخ عبدالعزيز المانع المتوفى سنة ١٣٨٥هـ رحمه الله، ذكر بأنه مختصر من كتاب المنتهى فلما قال الإمام الكرمي رحمه الله في المقدمة وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (المبين لأحكام شرائع الدين الفائز بمنتهى الإرادات) علق ابن مانع في حاشيته لقوله والمراد أن هذا الكتاب ظفر باختصاره من منتهى الإرادات من قبيل التورية وهي إطلاق له لفظان قريب وبعيد فأطلق منتهى الإرادات وأراد معناه البعيد. انتهى من صفحة ١ طبعة المكتب الإسلامي.
فأنا إذاً أنقل ولست مجتهداً ولا مرجحاً بل أنا مقلدٌ حنبلي وكل ما أكتبه فإني أنقله حتى كتابي اللآلئ البهية فهو شاهدٌ على ذلك.
وفي صفحة ٧٠: ماذكره عن شيخنا محمد بن مانع ونقله من مقدمة ارواء الغليل فأقول: لم يخرج إرواء الغليل إلا بعد وفاة الشيخ ابن مانع بعشرات السنين ومشرب شيخنا ابن مانع ليس على مشرب صاحب الإرواء فابن مانع مقلد حنبلي وصاحب الإرواء محدث مجتهد لا يعترف بالفقه ولا بالمذهب وهو الذي يقول في مقدمة الإرواء بأن الحنابلة أقرب الناس إلى السنة وهذا كلام باطل.
ص٧٧: في ذكر الأخ الشيخ أحمد شرح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ومبالغاته فأقول: الذي يقرأ كتابات الشيخ وشرحه على الزاد يرى عالماً مجتهداً ومرجحاً وليس مقلداً فكل مؤلفاته تصرح بهذا ولو كان حياً لرد على الشيخ أحمد وفقه الله وفضل الله واسع يؤتيه من يشاء فالذي يتابع الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله سوف يخرج إلى الترجيح والاجتهاد وليس إلى تقليد المذهب يعرف هذا كله من عنده المامة من علم حتى طلابه رحمه الله وأنا أعرفهم لايترضون بأن يقال بأن شيخهم مقلد المذهب وشروحه تعتمد في الأغلب على كتب الشوكاني وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله وغفر لنا ولهم وهذا ليس قدحاً بل ذكر حقيقة وأنا أعرف الشيخ رحمه الله أكثر من خمسين عاماً قبل أن يعرف ويشتهر ولم يذكر الشيخ أحمد الشروح الأخرى على الزاد ولا يعذر في عدم ذكره شرح الشيخ العلامة الفقيه الحنبلي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان الشرح المختصر والذي يقع في أربعة مجلدات وشيخنا رفع الله قدره من تواضعه فهو ليس بحاجة إلي حتى أثني عليه فأنظر إلى تواضعه في المقدمة حيث قال: ومن رغب في التطويل فعليه بشرح الأصل وهو (الروض المربع) كما قيل ومن زار البحر استغل السواقيا وهو مايستفاد منه كما قيل
كالبحر يمطره السحاب
وليس له فضل عليه لأنه من مائه
انتهى من المقدمة ، والشيخ صالح الفوزان تتلمذ على فقهاء متخصصين وفي مقدمتهم العلامة المحقق خاتمة فقهاء الحنابلة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد وهو شيخنا رحمه الله.
ص٨٠: في ذكره لشيخ الشيخ عبدالوهاب بن فيروز الشيخ العلامة عيسى المطلق فأقول الشيخ عيسى المطلق بلغ الإمامة في الحديث وهو مالكي المذهب وليس حنبلياً.
ص٨١: في ذكره لحاشية الشيخ عبدالله العنقري رحمه الله على الروض المربع ، فأقول: لا يعرف قيمة هذه الحاشية إلا الفقيه الحنبلي ولهذا فقد أثنى عليها كل من اطلع عليها وكان سماحة المفتي الأكبر شيخ مشايخنا يثني عليها ويحث طلبة العلم بالرجوع إليها وقد درسناها في كلية الشريعة وميزتها أنها تضيف مسائل وتصورات إلى الروض المربع من كتب المذهب المعتمدة لدى المتأخرين مثل الاقناع والمنتهى وهذه مزية لايعرفها إلا المختصون.
ص٢٠٧: قال ليس كل ما صححه الشيخ المرداوي في كتبه الثلاثة متفق بل أحياناً يختلف التصحيح ، وأقول: (الصواب مختلفاً) خبر ليس. سطر ١٣: قال: وكلام الشيخ الثلاثة أقول صحتها (وكلام المشايخ الثلاثة).
ص١٩٩وص٢٠٠: في كلامه عن شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية عدم ودقة فإذا قلنا بأنه مجتهد مطلق إذاً ليس حنبلياً ومقلده ليس حنبلياً ويرد هذا ما أشار إليه المحققون ومنهم الشيخ الجليل أخونا الشيخ بكر أبو زيد القضاعي رحمه الله ذكر أنه يقتات ويأكل من أوقاف الحنابلة ولو كان مجتهداً لما جاز له أن يأكل ولا ما أكل رحمه الله والآن وقف القلم.
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل