صاحبي وحقوق الإنسان


صاحبي وحقوق الإنسان


صاحبي مرزوق رجل بدين سمين ورث مالاً كثيراً ولايحمل في هذه الدنيا الا همَّ نفسه بطيء الفهم,, بُليت بصداقته. ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد قال لي مرة: هل تتابع ما تثيره هيئة حقوق الانسان هكذا سماها صاحبي مرزوق,. وأنا أدري انه لايدري مايقول ولايدري انه لايدري. فقلت: بلى اسمع صيحات من اليمين ومن اليسار ومن الامام ومن الخلف، ولكن قل لي، من هذا الذي ينادي بحقوق الانسان وما هي صفاته وما هي مكانته ومامدى اهليته وماهو غرضه وهل هو ينطلق من عند نفسه أم من تشريع سماوي أم هو مدفوع من غيره وهل عنده وصاية على الناس وهل هو ملتزم بالحقوق التي يدعو إليها ثم ما هذه الحقوق هل هي حقوق اهملت وقد كانت موجودة فتركت واهدرت ام هي حقوق عارضة غير ثابتة وهل هي حقوق خاصة ام عامة وهل دعاة حقوق الإنسان متفقون على ما يدعون اليه ام مختلفون وهل هذه الحقوق تختلف حسب الهوى والرضا أم أن لها مفاهيم وهل هذه الحقوق تعتني بالقيم والفضيلة ام لا وهل هي على ضوء شرع الله المطهر ام هي للإفساد في الارض ومن هذا الإنسان الذي حقوقه مهدرة يا أخي مرزوق,, هناك نظامان: نظام اشتراكي ونظام رأسمالي يتقاسمان العالم وكلاهما من صنع البشر والهوى، اما نحن فعندنا نظام سماوي شرعه خالق البشر، فهل يا ترى يتفق النظامان الرأسمالي والاشتراكي فيما يدعون إليه أم أنهم يستخدمون هذا الاسم الجميل حقوق الانسان ام أنها عندهم حق أُريد به باطل، ماعلينا يا أخي مرزوق,, لنكن واقعيين ومنصفين حتى لا نتهم بالجمود والرجعية. فأقول: هذا الإنسان مسكين ومظلوم في الشرق والغرب، فقد تفاءلت واستبشرت ثم تأملت في حال النظامين ولايخفى عليك حال النظامين. فالرأسمالية يأكل فيها القوي الضعيف على نظام البقاء للأقوى، والتجارة شطارة، ولايعرف هذا النظام مبدأً لكسب المال وتنمية الثروة فهم مثل السمك يأكل القوي الضعيف. اما الاشتراكي: فقد اخذ النظام والسلطة الحاكمة مال الغني من أجل مساواته بالفقير فصار المال للحكومة فحرموا على غيرهم ما أباحوه لأنفسهم, هذا في المال يا أخي مرزوق, إذاً حقوق الإنسان في اي شيء فالإنسان عند النظامين ليس له كرامة,, فالقضاء على الحريات ومضايقة الذين يعبدون الله ومطاردتهم وملاحقتهم، فأين حقوق الانسان، فالاضطهاد للأقليات والظلم لهم والفضيلة تسحق سحقا. بقي المرأة التي داسو كرامتها وابتذلوها وافترسوها بوحشية باسم مساواتها بالرجل، فقد تلاعبوا بعواطفها وخدعوها فلما نزلت الساحة انقضوا عليها مثل الذئاب فاستخدموها للدعاية والإعلان وهي عارية,, هذا في شبابها اما إذاولى شبابها رموها غير آسفين تحت اقدامهم. خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء ثم نزلوا الى ماتحت مستوى البهيمية فأباحوا العلاقة الجنسية بين الذكرين، بل وبين المحارم. قال صاحبي مرزوق: والمخدرات تنتشر فيهم وسفك الدماء والسرقة. قال مرزوق: إذاً ماهي حقوق الإنسان التي يدعون إليها قلت: الآن وصلنا بيت القصيد اما سمعت بالثعلب الذي قطع ذيله فأحس بنقصه فحسّن للثعالب قطع ذيولها. يا أخي مرزوق حقوق الانسان كلمة حق اريد بها باطل، هذا عندهم, اما عندنا فهي حق ونريد بها حقاً، فهم يريدوننا كما يريد الثعلب مقطوع الذيل,, يريدون منا حذف كلمة حرام وحذف كلمة عيب وان نتخلى عن الحياء وان نعطل حدود الله فلا نقتل القاتل ولانقطع يد السارق، وان ندعو الى الإباحية وان نبيع الخمر كما يباع البيبسي في كل مكان، فهم يريدون إفساد حياتنا في هذه المملكة القائمة بشريعة الله وعلى شريعة الله. الدولة التي دستورها القرآن والسنة قانون خالق البشر الذي لايعتريه نقص ولاخلل، فحقوق الانسان بيّنها المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع حين قال: يا أيها الناس,, هل تدرون في اي شهر أنتم وفي اي يوم أنتم وفي اي بلد أنتم فقالوا: في يوم حرام، وبلد حرام، وشهر حرام، قال: فإن دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وفي بلدكم هذا الى يوم تلقونه, ثم قال: اسمعوا مني تعيشوا الا لا تظلموا الا لا تظلموا الا لا تظلموا، انه لايحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفس منه، ثم قال: وإن كل ربا في الجاهلية موضوع وإن الله قضى ان اول ربا يوضع ربا العباس بن عبدالمطلب, لكم رؤوس اموالكم، لاتظلمون ولاتُظلون، الا وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السموات والارض، ثم قرأ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم الا لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، الا إن الشيطان قد آيس ان يعبده المصلون ولكنه في التحريش بينكن واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوانٍ لايملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا، ولكم عليهن حقا الا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما اخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل، الا ومن كانت عنده امانة فليؤدها الى من ائتمنه عليها وبسط يديه، وقال: الا هل بلغت الا هل بلغت, ثم قال: ليبلغ الشاهد الغائب، فإنه رب مبلغ اسعد من سامع, رواه الإمام احمد. قال مرزوق: الآن بردت قلبي. قلت: قارن شرع الله الذي اعلن حقوق الإنسان منذ بعث نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم بأبواق الرأسمالية والاشتراكية المساكين شعوبهم المغلوبة على امرها يحجب النور عنهم، ولو علموا هذا الخبر لأخذوا به ولكن المصيبة هؤلاء المنتسبون الى الإسلام اسما ويقلدون الشرق والغرب حتى لو دخلوا حجر ضب لدخله هؤلاء المقلدون.

محمد بن عبدالرحمن آل إسماعيل

http://search.suhuf.net.sa/2000jaz/sep/26/rv3.htm