قراءة في كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد – الأنساب


قراءة في كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد – الأنساب


قراءة في كتاب
تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد
الأنساب
 
كتاب ألفه الشيخ القاضي محمد بن عبدالله آل عبدالقادر الأنصاري الأحسائي رحمه الله طبع قديماً في قسمين القسم الأول في التاريخ والاجتماع والثاني في العلم والأدب. الطبعة الأولى عام 1379هـ والثانية مصورة عنها حيث ضم القسمان في مجلد واحد عام 1400هـ الناشر مكتبة المعارف في الرياض ومكتبة الأحساء الأهلية في الأحساء.
          والكتاب يعد أول كتاب عن الأحساء تاريخها وجغرافيتها أعني تاريخها السياسي حيث لم يهتم المؤلف رحمه الله بالتاريخ الاجتماعي.
          وهو بلا شك جهد كبير جبار في وقته لأن المؤلف هو أول من ألف كتاباً خاصاً بالأحساء هذا مع انشغاله بالقضاء وقد تطرق للأنساب ويظهر أنه غير متخصص في هذا العلم فعدَّ أسراً تعد على الأصابع حيث لا يصدق أي قارئ أنَّ هذه المذكورة هي التي تعود بأصولها إلى قبائل عربية وإن كان المؤلف اعتذر في آخر الكتاب في ص 132 حيث قال: ولا أقول: أني ذكرت جميع الأسر العربية في الأحساء أسر كثيرة إلا أني لم أحط بهم علماً والله بكل شيء عليم الخ.
          أمَّا قوله: الأسر العربية فلعله زلة قلم وإلاَّ فكل أهل الأحساء أسر عربية كنجد والحرمين والجنوب ومصر والشام وعامة البلاد العربية.
1- فالأسر التي ذكرها لا أستطيع أن أقول بأنهم يمثلون واحداً على مائة ولا واحداً على ألف.
2- غالب الأسر الأحسائية تعود إلى أصول وقبائل في نجد والحرمين والجنوب واليمن حيث لا يوجد في الأحساء قبيلة ترجع إليها الأسر الأحسائية اللهم إلاَّ ثلاث أسر وفيها خلاف.
3- الأسر التي ذكرها أخطأ في كثير منها.
4- ص34 عد آل مهنا من تميم والصواب أنهم من بني زيد شقراء باتفاق النسابين ولديهم شجرات تضم أفخاذ القبيلة.
5- ص 37 نسب آل يمني إلى عبيدة من معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن صعصعة والصواب أنهم من عبيدة قحطان وكل أسرتهم في الخرج.
6- آل جميح والهدلق ذكر أنهم من بني زيد بن مناة بن تميم نزحوا من شقراء الخ
وصحح الشيخ حمد الجاسر وبين أنهم من قحطان كما في الحاشية وهو الصواب وكما هو في شجرتهم.
7- آل عمران نسبهم إلى عنزة بن أسد ثم قال وبعضهم يقول أنهم من بني حنيفة   الخ
والصواب أنهم من عنزة وأنهم نزحوا من الرياض وأن آل عبدالقادر سكان الرياض وآل ثنيان وآل عبيكان وآل عمران أسرة واحدة ترجع إلى آل عمران.
8- ص38 قال: آل عيدان وآل منقور ينتمون إلى تميم الخ
أقول آل عيدان من وهبة تميم نزحوا من حريملا قديماً وتتابعوا أمَّا آل منقور فإنهم من بني منقر من تميم نزحوا قريباً من سدير.
9- آل مديرس وآل زرعة قال ينتمون إلى عنزة بن أسد
أقول أن الأسرتين ترجعان إلى بني حنيفة نزحوا قديماً من الرياض وآل مديرس بيت واحد في حي النعاثل أولاد ناصر وأولاد محمد ولكن في شرقي النعاثل أسرة آل مديرس بن جبر عرينات من سبيع جدهم الشيخ إسماعيل من رميح بن جبر المتوفى في روضة سدير عام 970 هـ كان مفتي نجد كلها رحمه الله.
10- ثم لما ذكر آل عيسى وآل داعج قال: وفيها كثير العرب المنتمين إلى القبائل العربية لم تحضرني أسماؤهم.
11- المبرز
آل عفالق كانوا شيوخ الحنابلة وكان الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل عفالق شيخ الحنابلة في وقته في نجد والأحساء وما جاورها أمَّا المتأخرون فتحولوا إلى مذهب الإمام مالك رحمه الله. وكان قوم من آل عفالق في العيينة وكان القاضي عبدالله بن عفالق قاضياً في القرن الحادي عشر رحمه الله.
12- المطلق من عرينة.
أقول آل مطلق إبراهيم ومطلق صاحب الغنم وسليمان الموظف في إدارة التعليم هؤلاء يرجعون إلى آل جبر وآل جبر جدهم الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر العريني السبيعي المتوفى عام 970 هـ في روضة سدير في نجد وكان مفتي نجد في وقته.
وفي حي الرفعة الجنوبي آل مطلق ومنهم الصيرفي محمد بن عبدالعزيز المطلق رحمه الله وهؤلاء من تميم وهم جيران آل مطلق عرينة.
13- آل كثير ويرجعون إلى قبيلة طيء.
14- آل مبارك نسبهم في ص 38 إلى بني حنظلة ولكنهم يقولون نحن من بلعنبر من المزاريع.
15- آل مهيزعي من المهازعة الفخذ المعروف في سبيع في حريملا وفي الرياض يسمون آل مهيزع وآل مهيزعي آل مهزع وفي البحرين أبناء عمهم يسمون آل مهزع ومنهم الشيخ قاسم بن مهزع رحمه الله.
وأما في ص25 نص على أن آل فياض كانوا في المقدام وانقرضوا
فأقول: لا يزال لهم بقية في دولة قطر وكانوا قبلها في الرفعة الجنوبية في براحة العويس ولهم أوقاف في قرية صويدرة شرقي المقدام.
وأعود ثانية فأقول أنَّ الكرم بالتقوى وأنَّ الأسر التي ذكرها مؤلف تحفة المستفيد لعل بعضها لا يصاهر البعض الآخر مع الانتساب إلى قبيلة واحدة وهذا يعطينا فكرة على أنَّ عدم المصاهرة لا يؤخذ منه عدم صحة الانتماء إلى قبيلة عربية وأذكر أنَّ أحد علماء الأحساء رحمه الله سأله رجل من بلدة أخرى عن أسرة كريمة فأثنى عليها هذا الشيخ الأحسائي وذكر نسبها ثم عاد السائل قائلاً للشيخ هذا وهل هم يصاهرونكم فأجاب بإجابة مهذبة ليس بيننا وبينهم مصاهرة مباشرة فلمَّا علمت الأسرة المسؤول عنها بعد حين غضبت على الشيخ رحمه الله مع أنه لم يخطئ وإنما ذكر الحقيقة أمَّا التواصل غير المباشر فإنه موجود عن طريق التسلسل غير المباشر وهذا كثير فالذين لا يتصلون في الأحساء مثلاً تجدهم يتصلون في الدمام أو في بلدان الخليج وعندي على هذا شواهد كثيرة جداً يدل على ترابط الأسر الأحسائية بطرق غير مباشرة فتجد فلاناً صاهر آل فلان آل فلان صاهروا آل فلان وآل فلان صاهروا آل فلان وتجد ترابطاً مباشراً بين الأولى والأخيرة إنما بالتسلسل. وتجدهم يمتنعون عن المصاهرة في الأحساء فتفاجأ بأنَّ الأخرى تذهب إلى الرياض أو الشرقية أو الخليج فتخطب من أسرة قريبة من الأسرة الأحسائية التي رفضتها فيتم الزواج ولا يعلم به إلاَّ بعد الانجاب وهذا غالباً يأخذ صفة السرية أمَّا الأولاد الذين درسوا في الخارج فصارت بينهم علاقة قوية وثقة وود بين الذكور والإناث فيتم الزواج سواء رضيت الأسرة أو كرهت هذا تكرر مع سياسة الانفتاح.
فإني كذلك لا أستطيع الإحاطة بكل الأسر ولا أريد أن يضيق صدر أحد عليَّ بأني لم أذكر أسرته ولكني فقط أردت أن أثبت أن المؤلف رحمه الله ليس عنده دراية كافية بالأنساب فكثير من الناس بل والشايع أن الكلام في الأنساب يقصد به إثارة النعرات والتفريق بين الناس لا بل أقول إنَّ العلم بالأنساب علم شريف وليس له علاقة بالكفاءة والتفريق بين الناس فالله يقول سبحانه ((إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَّ الله عليم خبير)) وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم قال يا بني بياضة انكحوا أباهند كررها ثلاث مرات وهو رجل حجام فنكحوه فبارك لهم.
وقال صلى الله عليه وسلم يا عباس عم رسول الله يا فاطمة بنت رسول الله اعملوا لا أغني عنكم من الله شيئاً لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالكم وتأتوني بأنسابكم.الخ
          فالذي يربط الناس الاشتراك في العادات والتقاليد أو ما يسمى ((السلوم)) والتجانس في الحياة والأخلاق والمروءة.
وما وقع لصاحب تحفة المستفيد وقع فيه صاحب كتاب ((الأحساء عبر أطوار التاريخ)) بل زاد عليه فإنه ينقل عنه وليس له اختصاص في هذا العلم وقلده حيث اعتذر عن عدم إحاطته وذلك في ص380.
وكما قلت سابقاً هذا وقد دخل العرق التركي في الأصول العربية بدخول الدولة العثمانية الأحساء كما وإنَّ الساحل الغربي لإيران المعروف ((بلنجة)) فغالب سكانها عرب ويرجعون إلى قبائل عربية في الجزيرة العربية وأحسن من تكلم عنهم صاحب كتاب ((صهوة الفارس في قبائل فارس)) هذه الأسر استعجمت ثم عاد أكثرها وكونوا غالب سكان الخليج وتصاهروا واندمجوا وهم من يسمون ((الهولة)) وهم الحولة لأنهم ينطقون الحاء ها ونطقناها مثلهم خطأ وهو من التحول كما تتحول القبائل البدوية وغالبهم ينتمون إلى مذهب الإمام الشافعي رحمه الله وفيهم حنفية وحنابلة هذا والله من وراء القصد.
  
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

تابع: قراءة في كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد – المواقع والبلدان

تابع: قراءة في كتاب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد – العلم والأدب