ماذا عن المتعففين؟


ماذا عن المتعففين؟


ماذا عن المتعففين؟

 سر كل مواطن سعودي لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله سلمه الله بإنشاء هيئة مهمتها مكافحة الفساد، وهي خطوة عظيمة يفرح بها كل مواطن، لأنَّ الفساد المالي  ومع الأسف  أصبح شبه مألوف، والذي لا يناله فلا بد أن يناله من غباره شيء، فصار مصدر ثراء الكثير من الناس، والإسلام فيه مبدأ مطبق عند الغرب، وهذا المبدأ هو (من أين لك هذا؟) طبقه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم خلفاؤه الراشدين، وطبقه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله، ولكن لمَّا غاب هذا المبدأ انتشر الفساد، وانتشرت الرشوة، وانتشرت فكرة" شد لي واقطع لك" و انقطع المعروف، وضاعت الحقوق الوظيفية والنفعية، وكل ما يحتاجه المسلم في حياته ومستقبل أهله وبيته وأولاده. الشعار بلسان الحال يقول: "ادفع بالتي هي أحسن" والفساد هو الذي أوهن المسلمين فأصيبوا بالانحطاط، وسرى الفساد المالي مسرى النار في الهشيم، والرجل النزيه الشريف الذي يخشى الله ويمنعه دينه وتمنعه مروءته من ممارسة الفساد يعد هذا ضعيفاً ولا يعرف مصلحة نفسه.

ولهذا فإنني أعرف عدداً ليس بالقليل ممن كانت تحت أيديهم الأموال، تقاعدوا ورأس مالهم عفتهم، بل ربما وصل حالهم إلى حد الفقر، فأقول كما أنَّ خادم الحرمين الشريفين سلمه الله أمر بإنشاء إدارة لمكافحة الفساد المالي؛ فإنني أرى أن تشكل لجان تتفقد أحوال المتعففين، منهم الرجال الشرفاء النزيهون، الذين أبلوا في خدمة الوطن بكل نزاهة وأمانة، وذلك بالرجوع إلى حساباتهم في البنوك وإلى أرصدتهم، فيجب أن يكافأ هؤلاء حتى لا يموتوا حسرة، خصوصاً وأنَّ شياطين الإنس يشمتون بالشرفاء، ويصفونهم بالفقراء والضعفاء والمتخلفين، وحجة الشامتين مع الأسف أن هؤلاء الشرفاء لم يعرفوا مصلحتهم ولم يستغلوا فرصتهم! 

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* جريدة الوطن الأحد ٢١ رمضان ١٤٣٢ هـ – ٢١ أغسطس ٢٠١١ العدد ٣٩٧٨ – السنة الحادية عشرة

http://www.alwatan.com.sa/ebook/files/21082011.pdf