الحرمان الشريفان واهتمام الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان


الحرمان الشريفان واهتمام الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان


الحرمان الشريفان
واهتمام الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان
 
الحرمان الشريفان هما مهبطا الوحي ففي مكة المكرمة الكعبة المشرفة ، وفي طيبة الطيبة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن هناك بأبي هو و أمي ، فهناك مأوى الأفئدة من مشارق الأرض و مغاربها نشأ الطفل في أقصى القارات و قلبه معلق بالحرمين الشريفين و ينتظر اللحظة التي يرى فيها ما سمع من العلم و ما درسه عن هذا الدين العظيم و الخير العظيم العميم الذي جاء به الحبيب صلى الله عليه و سلم و أعظمه التوحيد لله رب العالمين و القضاء على الشرك و الوثنية و تحطيم الأصنام و الأوثان الحسية و المعنوية بجميع أشكالها و أنواعها .حتى رسخ معنى المساواة انما التفاضل بالتقوى جاهد صلى الله عليه وسلم في الله حق جهاده و معه الصحابه الكرام و من الفطرة السليمة أن هذا الحاج بشر و طبيعته البشرية السوية تجعله ينتظر حال وصوله آثار نتيجة التوحيد فمن حين دخوله حتى خروجه و هو يتأمل رسالة الحبيب صلى الله عليه وسلم فهناك ولد الحبيب و هناك درج وهناك نشأ وهناك جبل أبي قبيس وهناك الشعب الذي حوصر فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما ملأ ناظريه من الكعبة وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم وشرب من زمزم حتى تَضَّلع و رؤية هذه الماكن و الاثار من شأنها تثبيت عقيدة التوحيد وترسيخها و الذي يخشى منه انه إذا دخل المدينتين لم ير شيئاً من الآثار فيبحث عنها فيقال له كان هناك كذا و هذا الطريق الذي يمشي فيه كان فيه كذا و هذا الميدان كان فيه كذا فلا يرى القادم إلا ناطحات سحاب جاء وفي ذهنه أنه سوف يلتقي بأهل مكة ولهجتهم الجميله و تفاعلهم وتفانيهم في خدمة الحجاج وكل من ولد في مكة ونشأ فيها فهو مكي لا فرق بين أبيض و أسود إنما التقوى هي الميزان و لكنه لن يرى إلا عمالة وافدة ويندر أن يتعامل مع مكي في بيع و شراء أو خدمة كان أهل مكة يتشرفون بها هم و أولادهم و أطفالهم بخدمة الحاج بلا شك هذا كله له آثاره السلبية على الحاج و الزائر و فضيلة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء عاش تلك الحقبة ويغار كما يغار غيره على الهدم و التوسعات حتى أزيل فيها غالب الآثار المكية و المدنية التي يحن إليها جميع المسلمين بما فيهم العلماء ولا يمكن أن يقنعني من يبرر إزالة آثار الحرمين بحجة سد الذريعة فسد الذريعة لو ترك على مصراعيه لتعطل كثيرٌ من الأحكام بحجة سد الذريعة فهي كالملح زيادته تنقلب إلى مرارة : و أما قول أن هذه الأماكن لم يثبت شرعا ما نسب إليها فيرد عليه لقد استفاض لدى العام و الخاص قرنا تلو قرن أنها آثار وهذا يكفي و لم يأت في يوم من الأيام من ينفي أو يشكك و هذا يكفي حجة للفقيه ، ثانيا و أما الحجة الثانية فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحافظ عليها لا هو ولا صحابته الكرام فيرد عليها بأنه لم يهدمها ولم يأمر بهدمها ولم يهدمها صحابته الكرام ولا التابعون و الأصل بقاء ما كان على ما كان و مراعاة لشعور المسلمين وسداً لذريعة الذين يستغلون هذه الفرص للتشكيك في دولة التوحيد ثم هذه فطرة الناس لا نستطيع أن نغيرها ولا أن نغير مشاعرهم التي لا يستطيع أحد أن يقتلعها و خصوصا وأننا نشتاق لماضينا فنتذكر فيه أحبابنا ولهذا حرصنا الى إعادة القلاع والديار التي تهدمت وما ذاك إلا شوقا وحنيناً إلى الماضي صدقا ووفاء فالذي يزور الدرعية ويرى الآثار التي رممت و أعيدت ترسخ في ذهنه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله و آثار شقراء تعاد من جديد و أيدها الشيخ عبد الله بن منيع لأنها كانت منازل قومه لعل الذكرى تربط الحاضر بالماضي فيتأسى المتأخرون بالماضين فإنك لا تدخل مجلسا من مجالس العلماء أو العامة إلا وهم يتذكرون الماضين وديارهم ويتحسرون على زوال آثارهم فالإسلام أمرنا بمحاربة الشرك و الوثنية أما التوحيد و آثاره حسية و معنوية فيجب الحفاظ عليها فهي هويتنا و مايدعو إليه فضيلة الشيخ عبد الوهاب أبو سليمان هو مطلب كل حاج و زائر و كل مسلم و أنا واثق بأنه سوف يرد علي بعض مشايخي وما كتبته إلا براءة للذمة هذا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم.
 
بقلم خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل