الشيخ الفاضل محمد بن ناصر العجمي – الكويت


الشيخ الفاضل محمد بن ناصر العجمي – الكويت


إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ الفاضل محمد بن ناصر العجمي             وفقه الله
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد سدد الله خطاكم لقد تشرفت بإستلام مؤلفكم الموسوم بـ (الأربعون الحنبلية المسموعة) وكنت في جلستي الأسبوعيه بعد عشاء يوم الجمعة الموافق 21 / 7 / 1434 هـ ولما خرج الزوار والضيوف قرأته بلهفة وشوق حيث شدني عنوانه و لا أقول إلا جزاك الله خيراً ووفقك لإكمال مسيرتك المشرفة ثم أشكرك على اهتمامك بأخيك الفقير الى الله وعدم نسيانه ثم إن ما كتبتم في الإهداء بأن الفقير إلى الله شيخ الحنابلة في الأحساء فأقول ذاك شرف لا أدعيه ولا أستحقه فهو لقب فضفاض واسع وثقيل علي حمله و أنت ذكرتني بتقديم الشيخ العلامة محمد بن مانع رحمه الله حين قدم لكتاب الرياض النظرة لتلميذه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله الطبعة القطرية , كتب هكذا شيخ عصره في مصره يعني عنيزة أما شيخ الحنابلة في الأحساء فإن الأحباب ومن أحسن الظن في الفقير من الداخل والخارج فإنهم تواطؤ على أن الفقير إلى الله شيخ الحنابلة بين مقيد بالأحساء وبين مطلق فما كان من الفقير إلا أن سارعت وكتبت مقالاً نشر في صحيفة الجزيرة ومنشور في موقعي عنوانه (ابن يحيى شيخ الحنابلة في الأحساء) رحمه الله.
أولا : أن هذا الرجل أحق بهذا اللقب مني ومن غيري ولو كان في نجد لما تقدم عليه أحد في العلوم الشرعية واللسانية ويفهم مذهب أحمد لا كما يفهمه المعاصرون وكلهم يدعون الانتساب إلى هذا المذهب وكلهم يجتهدون أو بأقوال الشيخ تقي الدين يأخذون وإن الذي حُرم القراءة على ابن يحيى ومجالسته فإنه حرم خيراً كثيراً فإنه يستظهر عن ظهر قلب الزاد وشرحه وحاشيته و المنتهى و الإقناع والمفردات مع ذكاء يفوق المعاصرين وتدين واضح ونزاهة تميزه عن كثير من أهل العلم.
ثانيا : أن مصطلح شيخ الحنابلة هذا اللقب لا يعتد به , لماذا ؟ لأن هناك فقهاء برزوا كالشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله و الشيخ العلامة عبد الله بن محمد ابن حميد و الشيخ الزاهد العابد محمد بن عبد المحسن الخيال وهم من هم في مذهب أحمد وخروجهم عنه نادر ومع هذا لم يطلق على واحد منهم بأنه شيخ الحنابلة ومن قرأ على هؤلاء فقد جاز القنطرة بخلاف غيرهم وهم الكثرة الكاثرة التي لا تعرف منهج الحنابلة المتأخرين فهم مرة مع ابن تيمية ومرة مع الشوكاني ومرة مع الألباني وفضل الله واسع وباب الاجتهاد مفتوح عند الحنابلة لمن عنده أهلية لكن لا نستطيع أن نقول بأنهم حنابلة بل هم أنفسهم وطلابهم لا يرضون بأن يقال عنهم إلا أنهم مجتهدون و أنهم غير مقلدين ويرون التقليد نقصاً و أنت حين تقرأ لهم تجدهم يحررون المسائل على القول الآخر وهو اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه المحقق ابن القيم فلا يؤصلون على المذهب بل يردون على المذهب على طريقة الشيخ ناصر الدين الألباني لأنه عفا الله عنه يرى أن الحنابلة هم أقرب الناس إلى السنة لاحظ كلمة أقرب والمحققون لا يتركون أقوال الأئمة لترجيح أو تصحيح للشيخ ناصر الدين رحمه الله هذا مع أنني ولله الحمد أنحو الوسطية لا أنا ممن يردون تصحيح الشيخ ناصر الدين ولا أنا ممن يسيرون خلفه حتى أسقطوا التمذهب ولكني أعامله معاملة كبار المتقدمين المتشددين كالجوزقاني وابن الجوزي فأقبل  ما يصححه أما ما يضعفه فأنظر فيه وكفاه إنصافاً حيث أن عليه متابعات من كثير من المحققين ومنهم أخونا الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه المدخل المفصل في حديثه على تخريج أحاديث منار السبيل ولا أريد أن أطيل عليك فأصبحت الألقاب يمنحها من لا يملكها لمن لا يستحقها وهذا من حسن ظنهم بإخوانهم وفي الحديث المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور هذا وأبلغ سلامي لكل إخواني الكويتيين المتفقهين ولازلتم محفوفين بعناية رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 

أخوكم خادم أهل العلم

محمد بن عبد الرحمن بن حسين آل إسماعيل

www.alismaeil.com