مزامير آل داوود في جامع آل جلوي
جامع أبناء الأمير سعد بن عبد الله بن جلوي جامع لا كالجوامع أولاً سعته و ارتفاع سقفه وقوة بنائه وجمال مئذنته والساحة المحيطة به ومواقف السيارات التي لم أر مثلها و الأشجار المحيطة بالجامع كل هذا بسخاء من الأمراء الكرام وليس هذا غريباً عليهم ومصلى النساء حيث يرى النساء الإمام و لا يراهم المصلون وتوفر الخدمات جعل الله ذلك في موازين أعمالهم ولا أدري هل يتبعه سكن الإمام والمؤذن ولا أظنهم يبخلون وشهر رمضان شهر كريم يختم فيه الأئمة القرآن الكريم و رأيت ازدحام الناس على الصلاة فيه فأردت أن أعرف السر في ذلك صليت فيه أول ليلة في رمضان و إذا بالإمام الشيخ خالد الخليفة وكأنه أعطي مزماراً من مزامير آل داوود ما شاء الله يتغنى بألحان تجذب السامعين تجعلهم يخشعون ويتذوقون القرآن الكريم بصوت شجي فيه حزن فنحن نغسل الثياب و الأثاث و الأبدان ولكننا لا نغسل قلوبنا فالشيخ خالد يجعلك تغسل قلبك بالخشوع والذل والإنكسار والبكاء أضف إلى ذلك تميزه بوقفه عند تمام المعنى مما يؤكد لك أنه يتدبر القرآن الكريم حيث رأينا أكثر الأئمة لا يهمهم إلا الإنتهاء من الصلاة ولا يتدبر فهو يقف على غير وقف وتراه يقف ولم يتم المعنى أما الشيخ خالد فإنه لا يقف حتى يتم المعنى ولو وقف قبل تمام المعنى فإنه يعود ثم يقف عند نهاية الجملة مع تطبيقه التجويد أضف الى ذلك أنه قبل صلاة التراويح يخبر الجماعة بأنه سوف يقرأ الآيات المتضمنة موضوع كذا وكذا فهو رجل يحترم عقول من خلفه ولهذا فإنك ترى أن المسجد يزدحم بالمصلين من هنا وهناك ومن المبرز ومن سائر القرى فعرفت عندها السر لازدحام الرجال والنساء للصلاة خلفه لأنني لما صليت أول ليلة وليست العبرة بالشهادة فكثير ممن يحملون شهادات عليا لا يحسنون القراءة فإذا أضفنا إلى ذلك العناية بالمسجد من حيث الإنارة فهناك رجال يتابعون المصابيح وكذلك المكيفات وهذا كله عن طيب نفس فإنك تدعى إلى وليمة ولكنها ليست عن طيب نفس فتشعر بإنسداد نفسك فلا تشتهي طعامهم أما هذا فإنه عن طيب نفس والناس شهود الله في أرضه أعاد الله رمضان علينا وعليهم وعلى سائر المسلمين أعواما عديدة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بقلم خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل
* جريدة الجزيرة 14942 الاثنين 19 شوال 1434 العدد 14942
Monday 26/08/2013 Issue 14942
http://www.al-jazirah.com/2013/20130826/rj6.htm
