حصوننا مهددة من الداخل


حصوننا مهددة من الداخل


آه لو تنبه المسلمون لرأوا أنَّ المصائب التي تحل بهم فإنها بسعي أناس منهم ومن أبناء جلدتهم، يأكلون معهم ويشربون معهم ويتكلمون بلغتهم، فهناك المنافقون وهناك غير المنافقين فهم يصلون صلاتنا ويستقبلون قبلتنا ولكن ليس عندهم مانع من جر المصائب على المسلمين للقضاء عليهم، فحين قُتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بيد المنافقين، وبعده قُتل عثمان بن عفان، وبعده علي بن أبي طالب، وخرج المنافقون، ثم تتابعت المصائب على المسلمين بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ودخل التتار بلاد المسلمين وقتلوا الرجال وبقروا بطون النساء الحوامل وكان ذلك عن طريق دعم قوم في صفوف المسلمين ومحسوبين عليهم. وفي حرب الصليبيين تواطأ معهم إسماعيل البساسيري والي نابلس ومعه حفنة من المحسوبين على المسلمين وتم للصليبيين ما أرادوا. ودخل البرتغال الخليج العربي وكان بدعم كذلك من الداخل بقصد إضعاف الخلافة العثمانية وقبلها تصدى لهم السلطان قطز في معركة عين جالوت فهزمهم – رحمه الله- ثم عادت الكرة، فدخلت إنجلترا الخليج بدعوة من الداخل من أجل ضرب المسلمين ممثلين في الخلافة العثمانية ولكن صدهم السلطان سليمان القانوني. ودخل الاستعمار الأخير وكان بدعوة من قوم محسوبين على صفوف المسلمين. وفي عصرنا هذا دخل الاستعمار الجديد وثارت الفتن بين المسلمين في كل مكان وكان ذلك بمسعى قوم محسوبين على صفوف المسلمين. انشقاق في لبنان، انشقاق في فلسطين، انشقاق في العراق وفي كل مكان، إذاً حصوننا مهددة من الداخل والقوم مصرون ويتناوبون على خلخلة صفوف المسلمين وما زالوا محسوبين على المسلمين. فمتى نتنبه؟ نعم متى نتنبه للخطر المحدق بنا من جميع الجهات فالعلة في بطوننا.

    هل من يجيب إذا دعوت الداعي

                      ويعي الخطاب وأين مني الواعي

فالمنافقون إذا قوي المسلمون أظهروا أنهم مسلمون ولكنهم يعملون في الباطن، وإذا تعادلت الكفتان صاروا يأتون المسلمين بوجه ويأتون الكفار بوجه. وما يجري الآن من أحداث ونكبات والآن في غزة وما جره من ويلات كذلك هذا بدس من قوم في صفوف المسلمين.

فليتأمل المسلم فسوف يجد المؤثرات السابقة لا تزال تمتد ويقوى عودها في داخل حصوننا المهددة من الداخل.

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الأثنين 29 محرم 1430   العدد  13269
Monday  26/01/2009 G Issue 13269
http://www.al-jazirah.com.sa/2009jaz/jan/26/rj5.htm