قراءة في كتاب ((الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك رائد الأدب الأحسائي الحديث))


قراءة في كتاب ((الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك رائد الأدب الأحسائي الحديث))


هذا الكتاب من تأليف الأستاذين الفاضلين الأستاذ خالد بن قاسم الجريان والأستاذ الفاضل عبدالله بن عيسى الذرمان وقد أهداني هذان الفاضلان الكتاب والكتاب يتضمن حياة وأدب سعادة السفير الشيخ أحمد بن الشيخ علي آل الشيخ مبارك ويقع الكتاب في ست صفحات وثلاثمائة 306 من الحجم المتوسط ولولا أنهما وجدا لدى الشيخ أحمد ضالتهما المنشودة لما كتبا عنه لأنَّ الأحساء وإن كان فيها أدب قديم وحديث وأدباء والبلاد في خير ولكن الواقع يؤكد المؤلفين لماذا أولاً إنَّ الشيخ فرغ نفسه للشباب من جميع المستويات ومن جميع الفئات فلم يحصر نفسه في فئة معينة كما هي حال الإقصائيين وهذا ليس بغريب عليه فأبوه الشيخ المتفتح ذهنياً وعقلياً الشيخ علي رحمه الله وأخوه الأكبر الشيخ العلامة الفرضي إبراهيم المحبوب لدى الجميع وعين الأحساء الكريم المفضال الشيخ عبدالرحمن رحمهم الله وأخوه الدكتور عبدالله وهو صاحب ريادة في التعليم في الأحساء وكانت رسالتاه في الماجستير والدكتوراة عن الأدب في شرقي الجزيرة العربية وهو أستاذ في جامعة الملك سعود الكل اغترف من معينه أمَّا الشيخ أحمد وإن كانت السياسة والغربة أخذتاه ردحاً من الزمن إلاَّ أنه بقي محتفظاً بكنوزه العلمية والأدبية لأنه أخذ العلم من أجل العلم لا من أجل الوظيفة أو الرسالة وإلاَّ فإننا نرى كثيراً ممن يحملون الرسائل نراهم خواء ليس عندهم إنما الرسالة العالية مثل جواز سفر انتهى منه في وقته.
أمَّا الشيخ أحمد كما قلت فرغ نفسه لكل قاصد له.
ثانياً: خبرته الطويلة وتجاربه أكسبتاه حنكة وحصافة لا يعرفها إلاَّ القلة والمؤلفان من هذه القلة.
ثالثاً: الشيخ نشأ في أسرة علمية وفي بيئة أنفس أوقاتها ما يمضي في المطارحات العلمية والأدبية.
رابعاً: الشيخ من السهل الممتنع فهو لم يزك نفسه ولم يدع ماليس فيه أمَّا أنَّ الشيخ له سابقات في الأدب واكتشافات لعل غيره سبقه إليها فإنَّ هذا يسمى توارد خواطر من باب وضع الحافر على الحافر ففضل الله واسع.
أعود فأقول لقد كنت منشغلاً سابقاً ولكني لما تفرغت وقرأت الكتاب بتؤدة وجدتني أقف حائراً أمام عملاقين من عمالقة الفكر أعني المؤلفين حيث إن الكتاب يستحق أن يكون رسالة ماجستير أو دكتوراة.
فإنهما والله سبقا ولم يُسبقا بدراسة شاملة مستوعبة للعلم والأدب في الأحساء دراسة رائدة تمتاز بالدقة والأمانة والشمولية والإنصاف والبعد كل البعد عن العنصرية أو الإقصائية المقيتة التي ابتلي بها كثير ممن يكتبون حيث لا يعتنون إلاَّ بمن هو على هواهم يظهر ذلك جلياً في كتابتهما عن المدارس العلمية والمكتبات في الأحساء وهكذا الأمانة وإلاَّ فلو قدم الكتاب لي دون عنوان ودون ذكر مؤلفين لقلت بأني أقرأ لأساطين الفكر والأدب في مصر.
          إذاً العلم لا يأتي بالماجستير ولا الدكتوراة فكم رأينا وكم قرأنا لمهازل تحمل أسماء كالهر يحكي صولة الأسد وإذا لم يكن هذان المؤلفان في مقدمة أدباء الأحساء فمن يكون إذاً وإني من هذا الموقع أناشد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور إياد مدني ووكيله الدكتور عبدالعزيز ابن أستاذنا الشيخ محمد بن سبيل أناشدهما على أن يأخذا بأيديهما وأن يدعماهما وأن يفسحا لهما المجال وكذلك أوجه النداء لمعالي الدكتور يوسف بن محمد الجندان مدير جامعة الملك فيصل وهو الذي قدم الكتاب.
والمبرز هي الشق الثاني للأحساء لا تزال ترمينا بدهاتها ففيها علماء محققون وأدباء موفقون فالدكتور علي بن سعد الضويحي عضو هيئة كبار العلماء وهو أصولي فقيه وخطيب وشاعر مفوه فهو سحبان وائل والشيخ الفقيه الخطيب المؤصل القارئ الشيخ صالح بن سالم الصاهود ويعد من محققي الحنابلة في هذا العصر فهو ابن فيروز عصره وفضيلة الدكتور والخطيب والأديب سامي بن محمد آل عبدالقادر وفريد عصره الشيخ سامي بن عبدالله المغلوث الخطيب ومؤلف الأطالس والشاعر والأديب الذي يهز القلوب بشعره الأستاذ الأديب صلاح أبوهندي بحتري المبرز ولا أنسى الدكتور عبدالعزيز الضامر الذي رقق قلوبنا بترجمة للشيخ عبدالله العكلي رحمه الله والدكتور الفاضل الفقيه ياسر الربيع وغيرهم كثير لا أحصيهم فهؤلاء كلهم امتازوا بأريحية وسعة أفق واستيعاب لكل الناس ولسان حالهم:
فلا نزلت عليَّ ولا بأرضي
                  سحائب ليست تنتظم البلادا
ولن أدخل في تفاصيل الكتاب فإنَّ الوقت لا يسعف ولكني أكرر ما قالوه:
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما

                          قد حدثوك فما راءٍ كمن سمعا

بقلم/ خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل