إنها أم الفقراء سارة بنت محمد الصويغ الأنصارية ، الصويغ سكان المبرز زوجة المحسن الكبير الشيخ / عبدالرحمن بن حسن القصيبي ، عرفت رحمها الله بكرمها وحبها للفقراء وليس هذا غريباً عليها ففيهم نزل قوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) لاتأكل وحدها بل تحب أن يشاركها نساء من الأسر الفقيرة من البيوتات المستورة الذين ينطبق عليهم (لا يسألون الناس إلحافاً) وكانت مربيتنا وأمنا السيدة التقية مريم بنت السيد عبدالله العمانية وهذه إمرأة صالحة من أهل إمارة الشارقة ترقي وتعالج النساء اللاواتي يتأخر حملهن جاورتنا وأنا صغير وكانت تقضي أوقاتها بل وتنام عندنا وتهتم بها سيدتي الوالدة رحمها الله وأخواتي وكانت تقوم الليل في شدة البرد وزوجها من أهل المدينة اسمه: عطاء الله بن عطية الحربي ، وما كنا ننام الليل حتى تحكي لنا حكاية وهذا شأن كل البيوت لاينامُ الأولاد حتى تحكى لهم حكاية من الماضي وقد تكون من الخيال تنام عندنا لأن زوجها يعمل في الظهران فأحببناها وتعلقنا بها وكانت سارة الصويغ ترسل جاريتها لتدعو هذه السيدة الهاشمية رحمها الله وحين تعود تحكي لنا كرم سارة الصويغ وحبها لفعل الخير فأحببنا سارة التي أثر فيها زوجها المحسن الكبير الشيخ عبدالرحمن القصيبي فتفتح صدرها وبيتها لأصحاب الحاجات من الأرامل والمعوزين أما أمنا السيدة مريم فقد رجعت إلى الشارقة عام ١٣٨٥هـ وتوفيت هناك وأرسلت بنتها السيدة آمنة بنت السيد عبدالله خطاباً لسيدي الوالد رحمه الله تخبره بوفاة أمها وأنها توفيت في يوم ٢٠/محرم /١٣٨٧هـ والخطاب يدل على أصالة هذه المرأه وحبها لمن عرفتهم أو جاورتهم فإنها ذكرتهم في الخطاب وطلبت من سيدي الوالد إبلاغ سلامها لهم وسيدي الوالد رحمه الله سلّم الخطاب لي وقد تأثرنا بخبر وفاتها وكنت أكثر تأثرا وبكيت والكتاب عندي وتجدونه مرافقاً لهذا الذي كتبته إنهم الطيبون في زمن الطيب أو كما نسميه (الزمن الجميل) ، هذا والله من وراء القصد.
بقلم/ محمد بن إسماعيل