لم يتشبه الحنابلة بالظاهرية ، الرد على مختار غوث


لم يتشبه الحنابلة بالظاهرية ، الرد على مختار غوث


قرأت اللقاء الذي أجرته الرسالة يوم الجمعة 5 ربيع الأول ١٤٣١هـ  مع الدكتور مختار الغوث

والدكتور متخصص في اللغة والأدب إلا أنه فتح الله علينا وعليه خرج عن الموضوع إلى موضوع هو لا يعرفه ولا يتقنه بل وأخطأ في حق قوم هم أهل سنة وحدیث وأثر ألا وهم الحنابلة أتباع الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه رابع الأئمة الفقهاء المقلدين المجتهدين الإمام مالك والإمام أبي حنيفة والإمام محمد بن إدريس رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين.

وكلامه كلام شخص متأثر بالمعتزلة حيث شن هجومه على الحنابلة كما قال مجري الحوار غازي کشمیم: في طرح جرئ وهادئ.

والحنابلة يصدق عليهم

                  ولا عيب فيهم سوى أن سيوفهم

                                  بهن فلول من قراع الكتائب

وكلامه فيه دخن يقول هذا وهو في معقل الحنابلة إذاً كيف لو كان بعيداً عن معقلهم ولو كان عنده بعض إلمام بفقه الشريعة لعرف البعد مابين الحنابلة والظاهرية ولو كان عنده بعض إلمام بفقه الشريعة لفرق بين الحنابلة مذهباً وبين بعض العلماء المعاصرين الذين لا يتقيدون بالمذهب الحنبلي ويرون أنهم مجتهدون بمعنى أتباع ما اصطلح عليهم ((لا مذهبية) إذاً الضيف جنى على الحنابلة وعلى فقههم ولو قرأ ما كتبه الشيخ سعدي أبو جيب في تقديمه للعمدة لابن قدامة، مؤسسة الرسالة بيروت والدار المتحدة سوريا. ولو قرأ ماكتبه فقيه العصر وأصوليه الإمام الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله حيث أنه بعد دراسة طويلة ومتأنية حيث كتب في تاريخ الفقه الإسلامي بالتفصيل والاستقراء وهو حنفي المذهب حيث كتب عن فقه الإمام أبي حنيفة وفقه الإمام مالك وفقه الإمام الشافعي وفقه الإمام أحمد رضي ا عنهم ومما جاء في كتاباته ((أن مذهب أحمد يناسب كل عصر وكل مصر)). ولو قرأ كتاب المدخل إلى أصول الفقه للدكتور معروف الدواليبي لرأی العجب العجاب

فالضيف يتكلم من فراغ ثم ألا يعلم بأن الإمام الغزالي رحمه الله كاد أن يضل بسبب الفلسفة حتى ثبته الله ومات وصحيح البخاري على صدره كما ذكر ذلك عنه المحققون من علماء الشريعة.

أما كان الأحرى بالضيف أن يتكلم عن

اختصاصه ومن أجاز له أن يتكلم عن مدرسة كاملة لها كيانها ومنهجيتها وهو ليس من أهلها وليس من أهل الاختصاص ولو افترضنا أن المتكلم شافعي في حنبلي أو حنبلي في شافعي أو مالكي في حنبلي أو حنبلي في مالكي أو حنفي في حنبلي أو حنبلي في حنفي لما قبل ذلك عند أهل التحقيق من أهل المذاهب الأربعة لماذا؟ لأن الحامل العصبية والانتصار للمذهب فكيف بشخص يكتب وهو بعيد عن الجميع فهل الضيف كذلك يفكر في الوصاية على أهل السنة والجماعة وما يقال في حق الحنابلة يقال في حق غيرهم وكما في المثل: (أكلت يوم أكل الثور الأبيض).

فمذهب أحمد كله مرونة يعرف هذا من تخصص ودرس علم أصول الفقه فمذهب الإمام أحمد مذهب خرج فيه ابن قدامة وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم والطوفي فهل قرأت شرح الشيخ عبدالقادر بن بدران على روضة الناظر ثم هل يقدم العقل على النقل فلا أحد يقول بما تقول فهذا الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله يقدم الحديث الضعيف على الرأي

العلم قال الله قال رسوله

                           قال الصحابة ليس خلف فيه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة

                            بين الرسول وبين رأي فقيه

أمَّا الإمام أبو الحسن الأشعري فإنه لم يفكك الاعتزال بمنطقه بل فککه بالدليل من الكتاب والسنة وذلك في كتابه ((الإبانة عن أصول الديانة)) وهو آخر كتبه كما نص عليه المحققون بما فيهم الإمام أبو الثناء محمود الآلوسي في تفسيره روح المعاني في الجزء 1 ص ۸۱

دار إحياء التراث العربي ونص الأشعري في مقدمته بأن عقيدته عقيدة الإمام بن حنبل رضي الله عنه وهي عقيدة الإمام مالك

انظر التمهيد لابن عبدالبر وانظر مقدمة رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني وهي عقيدة الإمام أبي حنيفة انظر الفقه الأكبر للإمام الأعظم وشرحه للإمام ملا علي القاري وكذلك الإمام الشافعي رحمهم.

أمَّا ما تلوح به وتشير إليه فهي الافتراءات التي حكاها تاریخ ابن الأثير وهو خصم ولكن انظر كتاب ((دفع شبهات المفترین على الحنابلة السلفيين))  للشيخ الفقيه القاضي أحمد بن حجر آل أبو طامي الشافعي في قطر سابقاً رحمه الله فسوف تری الحقيقة وليس الوهم.

والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه.

ثم إن الضيف ألا يعلم بأن مذهب الحنابلة الأصل في الأعيان الانتفاع والأصل في العقود الإباحة إلا ما ورد نص بتحريمه إن كان عنده شيء من علم الشريعة فليراجع معنى هذا ثم المصلحة المرسلة التي يأتي فيها الحنابلة مواكبين للمالكية في العمل بها. وكذلك الاستحسان الذي أخذ بحظ وافر منه الإمام أبو حنيفة النعمان رضي عنهم.

ثم أليس الإمام ابن تيمية هو صاحب کتاب درء تعارض العقل والنقل الكتاب الكبير الذي يعرفه أهل الاختصاص أو موافقة صريح المنقول لصحيح المعقول.

أمَّا احتجاجك بالشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله فأقول لك الطاهر متأثر بالمعتزلة في تفسيره وفي تفكيره.

أما احتجاجك بمالك بن نبي رحمه الله وغفر له صاحب كتاب الظاهرة القرآنية والظاهرة شيء غير ثابت يعتريه التغير كل وقت مثل الظواهر الطبيعية فهل يليق بعاقل أن يقول ((الظاهرة القرآنية)) . والظواهر أعراض تعتري الجسم وتزول سلبية وإيجابية ثم قولك: الحنبلية أحسنت بالعودة للنصوص لكنها تشبهت بالظاهرية أقول: فما هي مؤهلاتك الشرعية وما هو مركزك الشرعي لتحكم دون تصور.

بقلم/ محمد بن إسماعيل