بين ابن دهيش وأبو عيسى


بين ابن دهيش وأبو عيسى


بين ابن دهيش و أبو عيسى اشتهرت القصة قسمة الميراث والمناسخات اشتهرت وفيها زيادة ونقص وتحريف وكذب فأقول و أنا شاهدٌ على التاريخ ، توفي جدي أحمد بن إسماعيل المزني المدني في أول الثلث الأخير من القرن الثالث عشر وبقيت عقارات لَمْ تقسم وكثر الورثة وتناسلوا ورثة وعصبة وذوو أرحام ومات الكثير منهم وبلغوا المئات وأراد الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رحمه الله أن يعمل لهم مناسخات ولأنه يرث عن طريق أمه عمتي لطيفة بنت جدي الشيخ حسين بن إسماعيل فأحضر الشيخ عبدالله رحمه الله أربع صحائف من أكبر المقاسات التي ترسم عليها الخرائط وألصق بعضها في بعض حتى صارت مساحتها أمتاراً والشيخ عبدالله هو من هو في علم الفرائض في وقته على مستوى المملكة فإنه لايجارى ولا يبارى ومدة عمله في القضاء فقد كان هو الذي يقسم التركات حسبما دونه الثقات وموجودٌ في ملفات المحاكم التي رأسها فأصبح في هذه الحال بحاجة إلى شخصٍ يملي عليه وما على الشخص إلا أن يضع ما يملى عليه في خانته التي رسمها الشيخ عبدالله فاتفق الشيخ مع شخصٍ من الأسرة وهوع.ز رحمه الله ، وجلس يملي عليه أياماً وأسابيع وكان هذا بين عامي ثلاثٍ وثمانين وأربعة وثمانين وكنت حينها ملازماً له كي أستفيد فلما مضت الفترة الزمنية المذكورة أخذها الشيخ عبدالله ليراجعها فوجد أن كل الذي أملاه في غير موقعه فغضب وضاق صدره وما كان منه إلا أن ذهب إلى الشيخ عبدالله أبوعيسى العمير رحمه الله واتفق معه على أن يملي عليه وفعلاً مكثوا على هذا الوضع أسابيع في الأحساء ثم أخذه معه إلى مكة المكرمة وأكملوا المناسخات هذه هي القصة برمتها والتي خاض فيها كل من خاض بلا علم ومن طلاب الشيخ عبدالله بن دهيش الأستاذ الشيخ محمد بن عبدالرحمن الجعفري أبو جعفر رحمه الله فقد لازم هذا الشيخ عبدالله بن دهيش حين كان قاضي الخبر وأخذ عنه المذهب الحنبلي وقد أعطاني الشيخ عبدالله حاشية الرحبية للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي لأن في هذه الحاشية زيادة نظمي باب الرد وباب ذوي الأرحام نظم الشيخ عبدالله بن صالح الخليفي عم إمام الحرم الشيخ عبدالله بن محمد الخليفي رحمهم الله وكان يشرحها لي وإذا إاشغل كلف تلميذه الشيخ محمد الجعفري بأن يسمع حفظي لها وكان الشيخ عبدالله يجاوره ثلاثة مساجد مسجد آل ملحم وجامع فيصل بن تركي ومسجد السدرة الذي يؤم فيه الشيخ عبدالله بو شبيب ولكن الشيخ عبدالله حين يكون في الأحساء لايصلي إلاّ خلف تلميذه الشيخ محمد الجعفري في مسجد الجعفري الذي في شارع الماجد وكان الشيخ الجعفري آنذاك حنبلياً لا يجهر بالبسملة ويقنت في الوتر في رمضان ، هذا والله من وراء القصد.

بقلم محمد بن إسماعيل