من علماء السوء (٣)


من علماء السوء (٣)


ما من راوي لحديث رسول الله إلا اختلف فيه أهل الجرح والتعديل حتى استقرت قواعد أهل الشأن على قواعد وضوابط متى يقبل الراوي ومتى يرد ويقبل في زمن ويرد في آخر هذه المقاييس انضبطت في الكتب التي تعقبت الإمام ابن الجوزي في كتابيه الموضوعات والعلل المتناهيه وفي كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر الذي تعقب فيه اللسان الحافظ الذهبي لانهم اتفقوا على أن المعدلين والموثقين ينقسمون الى ثلاثة أقسام متشددين لايقبل قولهم إلا بشروط ومن هؤلاء المتشددين الجوزقاني في المتقدمين وابن الجوزي والذهبي في المتأخرين والقسم الثاني المتوسطون وهم الإمام احمد بن حنبل ومن في طبقته وهم المقبولون والقسم الثالث المتساهلون ولهم شروط في قبول جرحهم وتعدليهم واتفقوا كذلك على ان العبرة بأقوال المتوسطين المنصفين وهذا يعرفه من مارس علم الحديث علم الجرح والتعديل واستقر العمل على ماقرره المتوسطون ولكن المعاصرين الصحفيين يقولون: ضعفه ابن الجوزي ولايدرون ان ابن الجوزي لا يوثق في تضعيفه وقد تعقبه المحققون وأحسن من تعقبه الامام ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة لان ابن الجوزي يضعف الصحيح وكذلك لايعتمدون على الذهبي في كتابه الميزان مع ان الميزان منتقد واحسن من تعقبه الحافظ ابن حجر في كتابه لسان الميزان فلا يجوز ان أقول ضعفه الذهبي واسكت فهذا جهلٌ او غش وعندنا كتب الإمام السخاوي وهي كثيره منها فتاويه في الحديث ومنها المقاصد الحسنة فمثلاً حديث (اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان ) فهذا الحديث كثر الكلام عليه ولكن لَم يغب عن المختصين قوله تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن باللهإلخ) فهذا عموم القرآن الكريم وتجد هذا الكلام في كتاب المقاصد الحسنة وقد سمعته من شيخي خاتمة الحنابلة بل شيخ الحنابلة وهو آخرهم سماحة الشيخ : عبدالله بن محمد بن حميد النجدي حين كان يدرس في الحرم الشريف وحين يشدد من يرى القراءة خلف الإمام ثم يتلى عليه قوله تعالى : (واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) وهذه الآية ثايتة في القراءة خلف الإمام فالمحقق المتمكن يجمع بين النصوص ولا يضرب بعضها ببعض لأن الوحي قرآن وسنة لقوله : (آلا إني أوتيت القرآن ومثله معه) وهي السنة المطهرة الحديث الشريف فأما أن يكون محدثاً يروي أحاديث دون النظر الى القرآن الكريم أو ان يكون محدثاً لايستطيع الجمع بين النصوص فهذه مصيبة ولوثة اشتهر بها المعاصرون الذين عطلوا الكثير من السنة باسم النسخ وباسم كلمة (تنزيه) ثم جاء من جاء باسم التصحيح والتصفية للتراث مع جهلهم بآيات الأحكام فحال هؤلاء حال الذي يقرأ (ويلٌ للمصلين) فلابد للمفتي أو الشارح لأي فن ان يعرف الحديث على اهله المختصين وان يكون فقيهاً محدثاً وعنده شئٌ من الأصول مع الملكة فهذا الذي يجمع بين النصوص هو العالم المتمكن الناصح فالسنة شارحة ومفسرة للقرآن الكريم ولا يمكن ان يكون في القرآن ما يعارض السنة او مافي السنة مايعارض القرآن ولا يمكن ان يتعارض دليلان من السنة خاليان من القوادح كما نص على هذا فحول العلماء ومنهم الإمام ابن خزيمة رحمه الله انظروا كتاب التقييد والإيضاح على مقدمة ابن الصلاح في باب النسخ وماقال ابن خزيمة هو الحق الذي يقول به العلماء الراسخون اما إلغاء حديث صحيح بكلمة منسوخ او (تنزيهاً) دون النظر في النصوص على طريقة اهل التحقيق والنظر فقد عاب أحمد محدثا يتفقه فانني ادعو هؤلاء الى أكل الجزر ليقوي نظرهم ، هذا والله أعلم.

بقلم / محمد بن عبدالرحمن بن إسماعيل