لقد استمتعت بما كتبه أخي الفاضل الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حول القراء المعاصرين في العدد 12642 يوم الخميس 23 / 4 / 1428هـ واستفدت كثيرا وأنا معه في كل ماذكره جزاه الله خيرا ولكن من باب المشاركة والتأييد فأقول:
إن قراءة الشيخ عبدالباسط رحمه الله لقصار السور تشوش على المستمع وقد نهى عنها المحققون لأنه يقرأ الآية على القراءات المشهورة والشاذة وإذا كان المحققون ينهون عن الجمع في تلاوة واحدة للقراءات المشهورة فكيف إذاً إِذا انضاف إليها القراءات الشاذة فتذهب الخشوع وتشوش على المستمع ويشك في قراءته وكما هو معلوم أن القراءة المعتمدة هي قراءة حفص أما المغرب فعندهم ورش ولا يقرأ بها غيرهم واستقر عمل الناس على قراءة حفص وتلقاها الناس عامة وفي قراءة الشيخ عبدالباسط تشكيك وتشويش وفوضى.
أما الشيخ محمود خليل الحصري فهو صاحب المصحف المعلم وله ثلاثة أصوات فكل ختمة لها لحن خاص بها وبلا شك فهو شيخ القراء وهو القارئ الوقور رحمه الله.
ومما يؤكد كلام الشيخ أبي عبدالرحمن فليس لمشايخنا عناية بعلم القراءات ولا بالتفسير ويؤكد ذلك أنه في عام 1382هـ طبع المصحف الشريف على نفقة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر السابق طباعة مُذهبةً نادرة ووزعتْ بصفة خاصة عن طريق الواسطة فلم يحصل عليها إلاَّ الخاصة من العلماء والوجهاء وتحيلت على أحد المشايخ للحصول على مصحفهِ فلم أستطع إلاَّ لما دفعتُ إليه عباءتي (مشلحي) وقرأت فيه سنوات ثم جلدته بجلد يضم دفتيه جلدا أصليا أخضرا وكانت هذه الطبعة عند مشايخي في الأحساء وفي الرياض وإذا قرأ الشيخ أخفى المصحف لئلا يطمع فيه طامع فهو مُذهبٌ فِعلاً طباعة نادرة جدا ثم تعرفت على أحد الشيوخ القراء من مصر وهو الشيخ رشاد مرسي طلبه وهو ممن راجعوا مصحف الملك فهد رحمه الله فلما رآى هذا المصحف بالرسم الإملائي وفعلاً وجدته كما ذكر ولا أدري كيف لم أنتبه لهذا هل لأني رأيت عدداً من المشايخ المعتبرين لدينا يقرأون فيه؟ بعدها وضعته في لفافة نظيفة بعد أن كتبت عليه تحرم القراءة فيه لأنه بالرسم الإملائي فهذه صورة تؤكد عدم عناية مشايخنا بعلم القراءة ولذا فإن أحد العلماء رحمه الله من بيئتنا كتب تفسيرا جمع فيه الرواية والدراية بطريقة فوضوية غريبة توحي بأن الشيخ ليس له اختصاص بهذا العلم مع أنه أثري محدث صاحب رواية، ولم يسلك مسلك الشوكاني رحمه الله فإن الشوكاني فسر القرآن الكريم رواية ودراية وميز في تفسيره بينهما ونص على ذلك.
وما ذكره شيخنا ابن عقيل حفظه الله من عامية نجد في مثل ((كيف حالك)) فهي المسماة بِالكَسْكَسَةِ فالحرف ليس كافا ولا سيناً بل خرج بينهما فإن كان المخاطب رجلا فتقع الكَسْكَسَةُ على كاف كيف فقط وإن كان المخاطب أنثى فإن الكَسْكَسَةَ تقع في كاف كيف وكاف حالك كما في كتاب تاريخ آداب العرب للعلامة مصطفى صادق الرافعي رحمه الله ثم إن القراءة الملفقة من جميع القراءات يحرمها كل العلماء وليس السستاني فقط كما ذكرتم عفى الله عنكم وليس ببعيد عنا الشيخ الجليل الوقور عبدالله بن محمد الخليفي إمام وخطيب الحرم المكي وإن كان ليس في مرتبة الشيخ عبد الباسط ولا الشيخ الحصري ولكن بالنسبة لبيئتنا فهو شيء عظيم وكثير فهو خاشع على فطرته يخرج الحروف من مخارجها وأظن لزهده دوراً في تأثيره على سامعيه في مشارق الأرض وفي مغاربها رحمه الله وجمعنا به بعد عمر طويل وعمل صالح في جنة النعيم هذا وأَرجو من أخي الشيخ أبي عبدالرحمن ألا يأخذ علي ضعفا في اللغة فلا يغيب عنه أني أكتب في صحيفة يقرأها المجتمع بكل شرايحه.
بقلم
خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل
* أرسل لجريدة الجزيرة بتاريخ 11/7/1428هـ ولم ينشر حتى تاريخه
لحفظ المقال اضغط هنا مع العلم أنه يعمل على برنامج مايكروسوفت وورد 2007