الملك عبدالعزيز وعنايته بمناسك الحج


الملك عبدالعزيز وعنايته بمناسك الحج


لما وفق الله الملك عبدالعزيز رحمه الله لخدمة الحرمين الشريفين سخر كل إمكانات الدولة وكل طاقاتها لتسهيل الحج وتيسيره على المسلمين تقرباً بذلك إلى الله وحده لا شريك له وقد وفقه الله في علماء مخلصين وفقهاء متخصصين ومتمكنين طابعهم الورع وعدم حب التقدم على السلف ولما كان الحجاج ينتسبون إلى مذاهب أهل السنة والجماعة وهم المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، وهذه المذاهب تسير حسب اجتهادات علماء أتقياء صلحاء جمعوا بين الحديث والفقه حتى استقرت الأمة على تقليدهم منذ ألف ومئتي سنة وأنها مذاهب منهجية معتبرة ينتسب إليها المحدثون كابن عبدالبر والنووي وابن تيمية والعيني وغيرهم مئات الألوف ويعلم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وغيره أنهم لو تركوا هذه المذاهب لضاعوا كما هي الحال الآن حيث نرى الفوضى في الفتاوى، حيث تصدر كل من تفاصح وكل من حمل (د) حتى ظهرت اجتهادات شاذة وخاطئة في الأصول والفروع ويكفينا خروج أهل التكفير والشذوذ لأنهم ليسوا على منهج وليس من السهل زحزحة الناس عن مذاهبهم ولا يمكن أن أغيّر في يومين ما عليه الناس أكثر من ألف عام، لهذا أمر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بتأليف مناسك على المذاهب الأربعة وفعلا أُلف منسك كتب عليه طبع بأمر الملك المعظم الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1366هـ وقدم له رئيس القضاة آنذاك الشيخ عبدالله بن حسين آل الشيخ ومدير المعارف العام الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمهم الله وجمعت المناسك الأول على مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله والثاني على مذهب الإمام أحمد رحمه الله والثالث على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله والرابع على مذهب الإمام مالك رحمه الله بأسلوب سهل ميسر. وكذلك طبع كتاب (جامع المسالك في أحكام المناسك في الفقه على المذاهب الأربعة للعلامة رئيس قضاة مكة المكرمة الشيخ الجليل عبدالله بن سليمان آل بليهد -رحمه الله- المتوفى عام 1359هـ. ثم طبع منسك سماحة شيخنا الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد على مذهب الإمام أحمد باسم (هداية الناسك إلى أهم المناسك) ثم وزع دليل الناسك لأداء المناسك للشيخ الفقيه عبدالغني بن ياسين اللبدي الحنبلي. وفي هذه المناسك مجتمعة اليسر والسهولة وكلها مراعية مناهج الحجاج ومذاهبهم ومشاربهم معتمدة على الكتاب والسنة حسب اجتهادات الأئمة الكبار. وليس فيها مناسك تشتمل على اجتهادات فردية معاصرة في قضايا قتلت بحثاً من أساطين العلماء رحمهم الله هذا والله من وراء القصد.

 

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 03 ذو الحجة 1430   العدد  13567
Friday  20/11/2009 G Issue 13567
http://www.al-jazirah.com.sa/125868/is3d.htm