رسالة إلى النساء والفتيات


رسالة إلى النساء والفتيات


هذه الرسالة كتبتها على عجل لأخواتي المؤمنات فحديثي إليكن حديث الأخ لأخواته سوف أصارحكن وأكاشفكن لماذا؟
عندما رأيت كثرة ما يكتب العلماء والكاتبون لكن وعنكن وظهر ما يسمى بحقوق المرأة انعكاساً لتأثير الأمم الغالبة علينا وصار الذين يطالبون بحقوق المرأة هم الرجال فالذين ينادون بخروجها لتعمل في كل الميادين هم الرجال والذين ينادون بخروجها عاملة ونادلة ومشاركة الرجل في أدواره هم الرجال والذين يريدون منها أن تكون لعبة ومتعة هم من الرجال والذين يريدون منها أن تتخلى عن رسالتها وعن حشمتها وعن فضيلتها هم الرجال والذين يريدون من المرأة أن تتخلى عن بيتها وأولادها هم الرجال وكل ذلك باسم حقوق المرأة وباسم الحرية وبعض النسوة فيهن براءة ونشأت على الفطرة فربما انخدعت واستجابت لهذه الدعوات وغاب عنها قول شوقي رحمه الله:
خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء
حتى صار بعض النسوة دعايات للتجارة ولأماكن اللهو فإذا انخرطت واستهلكت وذهبت زهرة شبابها رموا بها كما في المثل المصري (أخذوها لحمة ورموها عظمة).
أمَّا الطرف الآخر من الرجال فهو لا يرى للمرأة الحق في التعبير ولا في الاختيار بل يرى إغلاق الباب عليها وأن تقوم مقام الخادمة فتربي الأولاد وهي الخادمة المطيعة لزوجها الذي لا يهمه منها إلاَّ جسدها فإنه يأخذ الثانية والثالثة والرابعة للمتعة واللذة الجنسية ولكنه لا يعدل بينهن ولا بين أولادهن ويبخل عليهن وينشغل عنهن بأعماله التجارية وسهراته الليلية وإن كان عالماً فينشغل بتدريسه ومحاضراته وبرامجه ومقابلاته ضارباً عرض الحائط بحقوقها الأنثوية وبمشاعرها وأحاسيسها ثم إن تفرغ لها فإنما هي لحظات ليقضي وطره غير آبه بوطرها والمرأة المسكينة ضحية للطرفين تنتظر من ينصفها.
وأنا أقول لأختي المؤمنة: لماذا تتركين الرجال يتحكمون في مصيرك مرة باسم الدين ومرة باسم الحرية والديمقراطية والمساواة، فالله سبحانه حين خلق الخلق خاطب المرأة كما خاطب الرجل وكذلك السنة النبوية المطهرة.
فأنا أدعو المرأة المؤمنة بما أنها آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فما عليها إذاً إلاَّ أن تعود هي إلى مصادر الشريعة المطهرة أن تعود وتقرأ في التفسير في آيات الأحكام مثل تفسير الإمام القرطبي وأحكام القرآن للجصاص وأن تقرأ في كتب أحاديث الأحكام وأن تقرأ في كتب فقه الإسلام وأن تقرأ في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي شمائله وفي سيرة أمهات المؤمنين وفي سيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين فسوف ترى ما يسرها وما يفيدها حتى تستطيع أن تحدد هدفها وأن تعبر عن رأيها بثقة تامة بعيداً عن خلاف الرجال ونزواتهم ونزعاتهم أمّا أن تبقى الساحة للرجال بين محق ومبطل وبين خادع ومخدوع وتكون المرأة سلعة وضحية فهذا لا يقره الإسلام لماذا؟ لأنها مكلفة بتحمل الرسالة ولا تحمل إلا بفهم حتى العلماء اختلفوا في حق المرأة والغرب والشرق يرقب الأحداث والرجال هم الذين يؤججون الفتنة حولها وكأنها سلعة.ونقاشي المفترض أنه مع أطراف كلها مسلمة لماذا؟ لأنَّ المسلم لا يحتاج إلى عناء بحث لأنه بإسلامه صار ملتزماً بشرع الله راضياً به خاضعاً لأحكامه أمَّا غير المسلم فليس محل نقاشنا لأنه لم يؤمن بالأصل وهو دين الإسلام فكيف نناقشه في الفرع فهذا خارج عن دائرة نقاشنا. هذا والله من وراء القصد.

كتبه خادم أهل العلم

 محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 15 محرم 1431   العدد  13609
Friday  01/01/2010 G Issue 13609
http://www.al-jazirah.com.sa/2482808/is7d.htm