مصلى عيد الأحساء


مصلى عيد الأحساء


لقد قرأت ما دار من حوار في جريدة اليوم في العددين 13141 و 13371 بقلم الأستاذ عبدالله بن أحمد آل ملحم وفقه الله وقرأت ماكتبه الأستاذ خالد بن أحمد آل نعيم وفقه الله في العدد 13313 وما دار من حوار حول مصلى عيد الأحساء الذي يقع غربي حي النعاثل والذي أقيم في مكانه الجامع الكبير ومع احترامي للأستاذين الكريمين فقد توجب عليَّ أن أدلي بدلوي في قضية لا تستحق النقاش أو الخلاف وكل من الأخوين اجتهد وهذا ما أداه إليه اجتهاده وحتى الآن لم يأت أي من الطرفين بدليل قاطع وهو الوثيقة التي تثبت ما ذكره وتوثقه ومن حق كذلك إدارة الأوقاف في الأحساء المطالبة بالوثائق إذا وجدت لكني لا أظن أنَّ هناك وصية ولا وقفية لأنَّ مصلى العيد مجرد أرض جرداء وهي ما يسمى في مصطلح أهل الأحساء بالأرض الرحمانية أي التي ليست مملوكة لأحد أمَّا إقامة جدران لمصلى العيد حتى لا يطمع فيه أحد فهذا عمل خير كل ساهم فيه.
وأما كون آل نعيم يتولون الإشراف عليه لأنهم كانوا قضاة الأحساء في فترات من الزمن الماضي وقد كانت إمامة صلاة العيد فيهم وآخرهم الشيخ محمد بن صالح رحمه الله إذاً لا إشكال في ذلك. بقي قضية الأوقاف والوصايا فالذي لا يخفى على أحد أنَّ غالب مساجد الأحساء الذي يبنيها ويوقف عليها هم محسنون من بلاد لنجة من إخواننا الهولة ومن أهل عمان ورأس الخيمة والشارقة والبحرين فقد ساهم القواسم وآل عتيبة وآل دلموك وآل لوتاه وآل نهيان وآل خليفة وآل مطر وآل أبو علي ومن الأحسائيين الذين سكنوا الساحل وأغناهم الله مثل آل دهنيم فهؤلاء جزاهم الله خيراً وجعل ذلك في موازين أعمالهم لقد قاموا بأعمال عظيمة وهي دعم الأسر العلمية حيث أوقفوا العقارات والنخيل ومزارع الأرز على المساجد والمدارس من أجل دعم مسيرة هؤلاء العلمية وهذا ما شجع على الاستقرار ووفود الناس من جميع الأنحاء لطلب العلم عندهم هذا مضاف إلى ما قام به الحكام والسلاطين والأسر التي وسع الله عليها من الأحسائيين حيث ساهموا في بناء المساجد وتحبيس العقارات عليها وهؤلاء ليس هذا المقام مقام حصرٍ لهم ولكن يمكن الرجوع إلى إدارة الأوقاف والمساجد في الأحساء أو إلى موسوعة الدكتور عبدالله بن ناصر السبيعي المكونة من ستة أجزاء عن الأحساء في شتى نواحيها حيث أفرد ذلك بجزء ذكر فيه الوثائق والوصايا.

هذا والله من وراء القصد.

 

كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

*  جريدة (اليوم)

http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13376&I=733346&G=1