شكر على إهداء


شكر على إهداء


إلى حضرة المكرم صاحب السعادة الأستاذ الأديب والأخ الفاضل سلمان بن محمد العمري    المحترم وفقه الله لكل خير

 

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        وبعد سدد الله خطاكم فالداعي هو السلام عليكم ثم إني أيها السيد الفاضل لقد تشرفت باستلام هداياكم وهي مجموعة مؤلفاتكم النفيسة وذلك في تاريخ 24/8/1430 هـ وهي:
1-              ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي.
2-              ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي.
3-              الكنز الثمين في معاني أسماء البنين والبنات.
4-              وباء المخدرات وخطره على صحة المجتمع.
5-              أولئك رجال ونساء أسلموا.
6-              الإسلام دين الوسطية والاعتدال.
7-              مجلة أسرة العُمري العدد الأول.
8-              مجلة أسرة العُمري العدد الثاني.
وقد تأخرت إجابتي لكم وذلك لحرصي على تصفحها والتأمل فيها وقد قرأتها وشدَّ انتباهي سعة إدراككم وبعد غوركم فقد أحطتم بالمواضيع إحاطة السوار بالمعصم حيث لم تتركوا مقالاً لقائل أمَّا كتاب
1- ((ظاهرة التدخين)) فأظنني لم أقرأ كتاباً بهذه السعة والشمولية حيث استقصيتم آفات هذا الشراب الخبيث وآثاره المترتبة على شاربه.
2- أما الكتاب الثاني ((ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي)) فقد والله أصبت المحز فلعل مجتمعنا أكثر الأمم طلاقاً فقد شخصت الداء ووصفت الدواء.
3- أمَّا الكتاب الثالث ((الكنز الثمين في أسماء البنات والبنين)) فإنه كتابٌ المكتبة في أمس الحاجة إليه فهو كتاب جمع بين الكم والكيف وركزتم على الأسماء العربية والتي تتوافق مع التعاليم في الأحوال المدنية حيث لم تذكروا أعجمياً ولا غير إسلامي ولم تذكروا اسماً مضافاً ولا مركباً اسنادياً ولا مركباً تركيباً مزجياً وحبذا لو عمم هذا الكتاب على فروع وزارة الشؤون الإسلامية وعلى مكاتب الدعوة لأنه في الغالب أنهم يتعاونون مع الأحوال المدنية فيما يخص الأسماء فإن الأحوال تأخذ برأيهم كما كنت في الإدارة آنذاك.
4- الكتاب الرابع ((وباء المخدرات وخطره على صحة المجتمع)) ورحم الله الإمام ابن الوردي حيث قال في لاميته المشهورة:
          ودع الخمرة إن كنت فتى
                             كيف يسعى في جنون من عقلْ
          وهي أم الخبائث وكفى
5- الكتاب الخامس ((أولئك رجال ونساء أسلموا)) سلمت براجمك أبا محمد فقد وفيت وكفيت في عرضك حال هؤلاء المسلمين وهذا خير لك من حمر النعم.
6- أمَّا الكتاب السادس ((الإسلام دين الوسطية والاعتدال)) نعم والله كما ذكرت انه دين الوسطية ولكننا نفرنا الناس عنه بشدتنا وعنجهيتنا وتكبرنا واحتقار الآخرين وعدم النزول إلى الساحة وليس لنا من الهم إلاَّ جمع الحطام والتكفير والتفسيق حتى صرنا صورة مشوهة للإسلام نحكم على ظواهر الناس ونحكم على بواطنهم حتى أصبحنا نحن في أمس الحاجة إلى من يدعونا إلى الإسلام دين الفطرة والوسطية ولكن حالنا حال من قال فيهم ابن زريق:
          لا تعذليه فإنَّ العذل يوجعه
                             قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه
فأصبحت الدعوة تتمثل في رواة لا وعاة في شماغ يابسة ولحية متعثكلة وثوب إلى الساق وفصاحة ثم التعالي على الناس ونسينا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قال هلك الناس فهو أهلكهم))
          نعيب زماننا والعيب فينا
                             وما لزماننا عيب سوانا
لا فض فوك وخاب من يجفوك ورحمت أمك وأبوك.
7- أمَّا مجلة أسرة العُمري العدد الأول والثاني فقد استمتعت أيما استمتاع حتى كدت أنسى الأهل والمتاع وأنا أقرأ أخبارها وسيرها وأعمالها وروادها وهذه الأسرة حبيبة إلى قلبي فالشيخ الفقيه الجليل الشيخ سليمان بن عبدالرحمن العُمري رحمه الله قاضي الأحساء في وقته كانت بينه وبين والدي علاقة حميمة يستشيره في مهام الأمور وقد والله أحبه الناس في المدينة المنورة وفي الأحساء حين كان قاضياً فيهما فالرجل من طراز فريد فقيه متمكن أمكن وحكيم سياسي محنك وذكي ذكاء خارقاً وعادل ومتواضع يزور الكبير والصغير والغني والفقير أحبه الناس كلهم واحترموه لنزاهته فلسان حاله لسان حال القاضي الجرجاني:
          إذا قيل هذا مورد قلت قد أرى
                             ولكن نفس الحر تحتمل الظما
          ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم
                             ولو عظموه في النفوس لعظما
عاش عزيزاً ومات عزيزاً ويبعث إن شاء الله بعز الإسلام.
وكان من أقضيته رحمه لله أنَّ الخصمين إذا احتدما واشتد غضبهما فإنه ينحاز في غرفة مجاورة ويترك الباب مفتوحاً يستمع ما يدور بينهما ثم بعدها يأتي ويسكتهما ثم يبدأ في الحكم بعدما اطلع على أشياء لم يكن يدري بها لو لم يتنح قليلاً ويخرج الخصمان راضيين.
له رسائل منها وظائف رمضان طبع الطبعة الأخيرة باهتمام الشيخ فهد بن سعيد من أهل الخبراء رحمه الله في مجلد لطيف.
أمَّا الدبلوماسي والأديب الظريف الشيخ محمد بن حمد العُمري رحمه الله فقد كان آنذاك على صلة بالشيخ سليمان وله علاقة بالأحساء وبعدها أصبحت ألتقي به في سوق الكتب بجوار الجامع الكبير في الرياض حيث يقام سوق لبيع الكتب لعلماء متوفين وكان الشيخ يُحكَّم في حال الخلاف فهو شيخ سوق الكتب القديمة فكم اختلفنا وحكمناه ورضينا رحمه لله لأني كنت أحد الذين يتعاطون بيع وشراء الكتب القديمة والخطية لأنه إذا مات العالم فإنَّ كتبه يؤتى بها إلى هذا المكان وتباع بالمزايدة وهم من يسمون بالشريطية أمثال الأخ عبدالله السلطان من أهل شقراء رحمه الله ومحمد السويح ومحمد الفواز الصميل ومنصور النجعي ويعقد هذا السوق على مدار الأسبوع بعد صلاة العصر بجوار الجامع من الناحية الشمالية أمَّا يوم الجمعة فإنه اليوم الذي تأتي فيه التركات والموروثات من الكتب والمؤلفات على قدر كبير ويحضره الكثير من العلماء والأدباء ممن لهم عناية بالعلم وكتبه وكان كذلك من الرواد فضيلة الدكتور عبدالكريم الخضير عضو هيئة كبار العلماء فإنه نعم الرجل ونعم العالم وقد كان بيني وبينه صفقات من الكتب وأذكر أنه بقي لي عنده مبلغ ألف ريال فأعطاني كتاب الفتح الرباني في ترتيب سنن الإمام أحمد رحمه الله مقابل الألف كما قال فقد كان الشيخ محمد العمري رحمه الله هو شيخ سوق الكتب كان هذا مابين عام 1391هـ وعام 1400هـ ثم كنت أزوره في منزله في العليا وهو على فراشه ولكنه رحمه الله يستقبل الضيوف بأريحية فكيف إذاً بالذين يعرفهم في الغالب أجد عنده الشيخ الدكتور بكر أبو زيد القضاعي رحمه الله وكنت عنده فيتحدث لي عن أيام زيارته الأحساء حين كان الشيخ سليمان رحمه الله قاضياً.
أمَّا الشيخ صالح رحمه الله صاحب الجائزة فإني قد كتبت مقالاً بهذه المناسبة وأرسلتها إلى الجزيرة ولكنها لم تنشره وقد قرأت له كتابه النفيس علماء القصيم من طلاب آل سليم في مجلدين وهو كتاب ماتع وقد استفدت منه كثيراً. ويكفي آل عُمري شرفاً أنهم يلتقون بشيوخ المذهب الحنبلي آل قدامة وآل عبدالهادي في جد واحد فرضي الله عن عمر بن الخطاب وأرضاه أصل الشجرة المباركة.
وإني لأشكر لكم عنايتكم بأخيكم الفقير إلى الله هذا وأرجو إبلاغ سلامي كل من يعز عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أخوكم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل