الشيخ ابن خضير


الشيخ ابن خضير


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه.
          وبعد فقد أطلعني الابن عبدالرحمن وفقه الله على ما نشر في موقع الألوكة حول الشيخ عبدالكريم الخضير وما كتبه الشيخ الفاضل عادل المرشدي وفقه الله وما نسب من الثناء على الشيخ فأقول وعلى الله إتكالي الواحد الأحد المطلع على جميع أحوالي والذي أسأله أن يستر ما بقي من العمر وألاَّ يطلع الناس على قبيح فِعالي وهذا بيت القصيد فإنَّ من نقل عني الثناء بالخير في حق الشيخ عبدالكريم فجزاه الله خير الجزاء.
          والذي قلته لا أزال أقوله وهو بعض ما يستحقه الشيخ نعم فإن فضيلة الشيخ الجليل العالم العلامة المتزن الوسطي اعتقاداً وقولاً وعملاً الشيخ عبدالكريم بن عبدالله آل خضير نعم عرفته منذ قرابة أربعين عاماً حين كنا طلاباً في كلية الشريعة في الرياض وأنا في السنة الثانية والشيخ في السنة الأولى وإن كنت أكبر منه سناً فإنه أكبر مني علماً وقدراً وفضلاً عرفته ربعة من الرجال تحبه قبل أن تعرفه السكينة تجلله والوقار يجمله وحسن السمت يؤصله قليل الحركة قليل الالتفات عليه هيئة تعرف أنه نشأ في بيئة صالحة فأسرته آل خضير أسرة معروفة بالديانة والأمانة فهم أهل تجارة في مدينة بريدة بلد الرجال وفي كل خير،وعمة أبيه زوجة سماحة شيخنا محدث العصر الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فهي أم فضيلة الدكتور أحمد بن عبدالعزيز آل باز وقد خطبها لسماحة شيخنا الشيخ الجليل صالح بن أحمد الخريصي رئيس القضاء في بريدة رحمه الله فهو الذي نعتها لسماحة شيخنا لما يعرفه من حسن النشأة.
          وفي هذا دلالة على طيب هذا البيت وهو البيت الذي نشأ فيه الشيخ عبدالكريم ثانياً فيه دلالة على ورع الشيخ صالح الخريصي الذي نعتها لسماحة الشيخ مع أنه سبق أن طلقها وما طلقها إلاَّ لعدم قدرته القيام بحقها لكبر سنه ولصغر سنها ولكنه الرجل الأمين الناصح التقي فكونه يخطبها لسماحة الشيخ هذا فيه دلالة على تقواه لأنه من النادر أن ينعت رجل مطلقته لأحد بعده فهذه صورة من أخلاق سلفنا الصالح.
          أعود فأقول نشأ فضيلة الشيخ عبدالكريم في هذه البيئة أمَّا ما نسب لي من أن علاقة الشيخ عبدالكريم بالكتاب منذ أربعين عاماً فأقول: لا بل علاقته بالكتاب أكثر من أربعين عاماً فهناك ست سنوات قبل كلية الشريعة وهناك السنة الخامسة والسادسة الابتدائي والذي يجالس الشيخ عبدالكريم يعرف أنَّ علاقته بالكتاب منذ نعومة أظفاره أو منذ طفولته فهو يمتلك مكتبة نادرة كماً وكيفاً وأثر هذه المكتبة واضح في عطاء الشيخ في دروسه وفي شروحه وفي استطراداته والفوائد والنكات التي يأتي بها في الدرس مع إحاطة وشمولية ليس لها نظير من ناحية العلوم الشرعية وكذلك العلوم اللسانية فقد عرفته في كلية الشريعة عالماً جليلاً محدثاً فقيهاً متقناً وليس هو بحاجة إلى شهادتي فقد جاز القنطرة فهو الآن عضو هيئة كبار العلماء ففيه رزانة وهدوء لا يحب الكلام فيما لا ينفع ولا يحب القيل والقال ولا يضيع وقته فهو لا يمشي إلاَّ ومعه كتاب يقرأ فيه وأذكر لمَّا كنا طلاباً كان يصحب معه في الغالب سنن الإمام الترمذي إذا ذهب صاحب المنزل لإحضار الشاي والبن.
رجل يحافظ على الصداقة ويحافظ على الأسرار صاحب نخوة فكم كتاب كنت بحاجة ماسة إليه ولم أجده فأفاجأ بالشيخ عبدالكريم يأتيني به حتى مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية الطبعة الأولى هو الذي جلبها لي لأنها ليست آنذاك في الأسواق أعني الطبعة الأولى وكنا نقوم بشراء الكتب وتبادلها وأذكر أنه بقي لديه لي مبلغ من المال فأعطاني بدله كتاب الفتح الرباني في ترتيب وشرح مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني طبعة قديمة جداً وقد كتبت ذلك على غلاف الكتاب.
وقد أهداني منسك الشيخ سليمان بن علي بن مشرف مفتي الديار النجدية المتوفى عام 1079هـ نسخة خطية نادرة وقد استعارها مني فضيلة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رحمه الله وقد كتبت لابنه الشيخ عبدالملك عن ذلك ولكنه حتى الآن لم يعد الكتاب إليَّ.
          والشيخ عبدالكريم كريم بمعنى الكرم وسخي بمعنى السخاء وكنا نأكل في بيته العامر في شارع الظهيرة الأكلة التي تميز بها أهل القصيم ألا وهي ((المرقوق)) و((المطازيز)) ومهما قلت في الشيخ فلن أوفيه حقه.
          وما رشح لمنصب كبار العلماء إلاَّ لأهليته ولأحقيته فأسأل الله تعالى أن يزيده وأن يحفظه وأن ينفعنا بعلمه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. 

 

كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

www.alismaeil.com

20 صفر 1431 هـ