الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي


الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي


قراءة في كتاب
الزبير وصفحات مشرقة من تاريخها العلمي والثقافي
(المؤلف عبدالعزيز بن إبراهيم الناصر)
 
          أهداني هذا الكتاب النفيس سعادة الدكتور الكريم الأخ نبيل بن الأستاذ عبدالرحمن آل محيش رئيس قسم اللغة العربية في كلية الشريعة في الأحساء ونائب رئيس النادي الأدبي في الأحساء في يوم الجمعة الموافق 28 / 2 / 1431 هـ.
والدكتور كريم معطاء فكم من كتاب كنت أتمنى الحصول عليه فأفاجأ بالدكتور نبيل يقدمه لي هدية شكر الله سعيه وما درى أني أحب الزبير وأهل الزبير ولقد كانت في يوم من الأيام هي دار الحنابلة ومأرزهم فأهل الزبير رجال عظماء كونوا في الزبير حضارة وعلماً فكأنها بغداد في عهد العباسيين وفي مكتبتي الكثير عن الزبير وتاريخها وسكانها وعلمائها. وفي يوم الجمعة 17 ربيع الثاني وصلتني نسخة من الكتاب هدية من فضيلة الدكتور عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس بن الشيخ الحبيب محمد بن الشيخ عبداللطيف آل الشيخ مبارك أتى بها النجيب محمد بن الشيخ عبدالباقي آل الشيخ مبارك فجزى الله الشيخ قيساً خير الجزاء.
          ولكن كتاب ((الزبير هذا)) فإنه غاير كل ما قرأته فالكتاب يقع في سبعمائة وست وستين صفحة من القطع الكبير جمع فيه مؤلفه كل ما يتعلق بالزبير جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً وحضارياً وعلمياً فجاء كتاباً جامعاً ماتعاً يغني عن غيره ولا يغني عنه غيره فصار مرجعاً في التاريخ والاجتماع والصناعة والفلاحة والتراجم والأدب والشعر لم أر كتاباً صنف عن بلد مثله ولا أبالغ بدأ الكتاب بترجمة موجزة للمؤلف القدير وقدم له المستشار الشيخ عبدالله بن عقيل العقيل.
          ففي حديثه ص42 ذكر بعض المواقع الثابتة لها فذكر سفوان وذكر بأنها منطقة حدودية بينها وبين الكويت وحين مر علي سفوان تذكرت أبياتاً قالها شاعر جاهلي
          جارية بسفوان دارها
          تمشي الهوينى ساقطاً خمارها
          تكاد من غلمتها ينحل إزارها
          قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
ويحتج بالبيت الأخير قاله الله تعالى: ((وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا)).
          وذكر أم قصر وذكرني بالتاجر النجدي الشهير أحمد بن رزق الذي انتقل إلى البصرة وبنى قصره هناك وصارت تسمى بأم قصر نسبة إلى قصره وهذا الرجل المثري الكريم الشهم المؤثر التقي ألف فيه المؤرخ الشيخ عثمان بن سند كتابه النفيس سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد كتاباً نفيساً تضمن أخباره وضيوفه وفيه تراجم لعلماء أجلاء والكتاب على غرار مقامات الحريري وهذا الكتاب كذلك أهداني إياه الأخ الدكتور نبيل المحيش جزاه الله خيراً.
          ص186 ذكر المؤلف بأن الكويت تدين بالمذهب المالكي …الخ
أقول: الكويت فيها مالكية وشافعية وحنفية وحنابلة ولكن أول قاض لها هو محمد بن عبدالله بن فيروز وهذا حنبلي كما ذكر الذين كتبوا عن الكويت كابن رشيد وعبدالله الحاتم والشيخ عبدالمحسن بابطين حنبلي والشيخ عبدالله الخلف الدحيان حنبلي.
وآل عبدالجليل والعدساني تولوا قضاء الكويت فترة من الزمن وهم شافعية.
          ص200 في ترجمته للشيخ مشعان بن ناصر المنصور رحمه الله فقد استفدنا فائدة عظيمة لأنَّ الشيخ مشعان كان كثير التردد على الأحساء ثم انقطعت أخباره وله أبناء أخ أولاد مطلق الزبيري لهم محل بيع أدوات كهربية وأدوات بناء في أول شارع الرياض من الشرق.
ص298 السطر الرابع أو البيت الرابع
ورد هكذا
ثم الصلاة على المختار بن مضر
                             ما هبَّ ريح الصبا واهتز أغصان
وأظنها من مضر وليست بن مضر.
ص299 البيت الأول
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
                             فكمْ يبقى إلا صورة اللحم والدم
والصواب فلم يبقَ
ص300 قال صفي الدين الحلبي
والصواب ((الحليّ)) نسبة إلى الحلة في العراق.
ص301 قصيدة المتنبي البيت 9
          ولا تمار سفيه
والصواب ((سفيها)) مفعول به
ص302 قصيدة معروف الرصافي اسمها أم اليتيمة
ص372 رقم 10 ورد هكذا ((حاشية الاقتناع))
والصواب ((الاقناع))
والذي أعرفه أنَّ أصحاب الحواشي هم الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز وابنه الشيخ عبدالوهاب رحمهم الله.
ص373 رقم 20 ذكر كتاب الاقناع وذكر بأنَّ مؤلفه مجهول
وأقول: مؤلفه شيخ المذهب الإمام شرف الدين موسى أبو النجا الحجَّاوي المتوفى عام 960 هـ أشهر من نار على علم له زاد المستقنع كذلك وحواشي التنقيح وشرح منظومة الآداب الصغرى وله نظم الكبائر رحمه الله.
وفي رقم 13 ذكر بأنَّ المقنع مختصر من الإقناع
والصواب أن المقنع من أصول كتب المذهب لشيخ المذهب موفق الدين ابن قدامة المتوفى سنة 620 هـ أمَّا الإقناع فهو مستمد من كتب كثيرة منها المقنع إذاً المقنع أصل للإقناع وليس العكس.
في ص381 رقم 3 ذكر كتابا اسمه الاعلام في بلد العوام وأثنى عليه
أقول ليته يخرجه ويحققه لنا أثابه الله وجزاه خيراً.
ص390 تكلم عن مكتبة العالم الشيخ الجليل يعقوب بن عبدالوهاب أباحسين.
وفي ص 500 حين أثنى على الأديب الشاعر سعود بن عبدالعزيز العقيل ذكر من جلسائه وأصدقائه الحميمين العالم الجليل الشيخ يعقوب بن عبدالوهاب أباحسين.
ص621 ذكر الرحلات والزيارات المتبادلة بين مثقفي الزبير والبصرة وذكر الدكتور يعقوب أباحسين.
ص627 ذكر رحلة الشيخ يعقوب إلى الرياض.
ص641 رقم 8 ذكر رحلة الشيخ يعقوب إلى مصر ودخوله الأزهر الشريف وفي عام 1972م حصل على الشهادة العالمية من كلية الشريعة بجامعة الأزهر.
أقول: يلاحظ القارئ أنَّ المؤلف اهتم بالشيخ المذكور والشيخ يعقوب عضو هيئة كبار العلماء أبو يوسف نعم إنه يستحق أكثر من ذلك إنه العالم العامل الجليل النبيل الكريم المتواضع يألفه من يراه من أول مرة نعم تعرفت عليه وزرته في الرياض حين كنت هناك يحب الزوار ويكرم الضيوف عليه السكينة والوقار يستمع ويصغي لمن هو أقل منه علماً ولعلي أحدهم نفع الله به وكثر من أمثاله آمين.
ص596 ترجم لسعود بن عبدالعزيز بن عبدالله الصالح وأثنى عليه وعلى أسرته وذكر أنهم نزحوا من الدرعية عام 1224هـ يعني قبل دخول إبراهيم باشا الدرعية بتسع سنين وهذه الأسرة ترجم لها إبراهيم فصيح الحيدري في كتابه الماتع ((عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد)) وذكر نزوحهم ومكانتهم ووجاهتهم ومساهمتهم في أعمال الخير وإن لهم دوراً فاعلاً في الزبير تاريخياً وسياسة أقول ولا يزال في الأحساء من ذرية الشيخ عبدالوهاب إمام وخطيب جامع وخلفه رحمه الله ابنه الشيخ عبدالله ومنهم المهندس يوسف ذكرت ذلك لأبين أنَّ الأسرة عريقة ولها تاريخها المجيد الذي ربما يحفى على بعض أهل الأحساء وأن لأسلافهم وأبناء عمهم ذكراً طيباً في الزبير والبصرة تعطر بذكرهم المجالس ورحم الله أبا الطيب حين قال:
          لولا المشقة ساد الناس كلهم
                             الجود يفقر والإقدام قتال
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل