قراءة في تحقيق كتاب التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح


قراءة في تحقيق كتاب التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح


كتاب التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح تأليف العالم العلامة أحمد بن محمد بن أحمد الشويكي المولود 875 – 939 هـ كتاب جمع بين كتابين الأول التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع لإمام المذهب ومصححه علاء الدين المرداوي رحمه الله و المقنع تصنيف شيخ المذهب الإمام موفق الدين بن قدامة المتوفى 620 هـ فكتاب التنقيح هو خدمة للمقنع وللمذهب وسبق أن طبع في مجلد لطيف في مصر ثم قام بتحقيقه الدكتور ناصر بن عبدالله الميمان و جاء في ثلاثة مجلدات الناشر المكتبة المكية في ورق نباتي جميل وقد اعتنى المحقق جزاه الله خيراً عناية فائقة في خدمته جعل الله ذلك في موازين أعماله ولكن من باب التعاون على البر والتقوى فسأذكر بعض النقاط التوضيحية لا أقل ولا أكثر مساهمة مع أخي الفاضل المحقق فأقول وبالله التوفيق
ورد في ص10 وجدت كلاماً منسوباً إلى العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي وراويه العلامة الفقيه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل سلمه الله نص الكلام ((قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: تأملت كتاب التوضيح للشويكي فوجدته أنفع وأحسن من المنتهى))
أقول: هذا الكلام ليس على إطلاقه فالتنقيح
1- لا يعد وكونه مقارنة بين كتابين فرع وأصله.
2- أما المنتهى فهو ((منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات)) فهذا جمع الكتابين وأضاف إليهما كثيراً من العلم.
3- فأنت إذا تجد شخصية مؤلف المنتهى واضحة في الكتاب بخلاف صاحب التنقيح فهو مجرد مقارنة فهو لا يشفي غليل طالب العلم.
4- اشتهر عند متأخري الحنابلة كتاب المنتهى حتى أنهم جعلوا المعول عليه في القضاء والفتوى حين يختلف مع الإقناع.
5- كتاب المنتهى شرحه مؤلفه وشرحه بكتاب كبير غزير العلم مشحون بالأدلة من الكتاب والسنة سماه ((معونة أولي النهى شرح المنتهى)) وشرحه كذلك شارح كتب المذهب الإمام منصور البهوتي رحمه الله المتوفى سنة 1051هـ وعمل عليه كذلك حاشية نفيسة حققها فضيلة الدكتور عبدالملك بن دهيش وفقه الله وعليه كذلك الحاشية النفيسة للشيخ عثمان بن أحمد النجدي ثم القاهري المتوفى سنة 1097هـ.
وحققها فضيلة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في خمسة مجلدات وعلى المنتهى حواش كثيرة لم تطبع.
6- فجمع مع كونه ثروة فقهية محققه كذلك شروحه تمتاز بالتحصيل والتأصيل ولهذا فقد اشتهر المنتهى ولم يشتهر التوضيح.
7- تهافت الفقهاء في كل مكان على المنتهى وشروحه حفظاً وتدريساً.
8- اختصره الشيخ مرعي الكرمي رحمه الله المتوفى سنة 1033هـ وسماه دليل الطالب وأشار بأنه اختصره من المنتهى في مقدمة كتابه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الفائز بمنتهى الإرادات)) قال ابن عوض في حاشيته هذا من قبيل التورية وهي إطلاق لفظ له معنيان: قريب وبعيد فأطلق ((منتهى الإرادات وأراد معناه البعيد. انتهى من حاشية شيخ مشايخنا على الدليل العلامة المفضال الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع رحمه الله المتوفى سنة 1385 هـ.
9- إذاً لا وجه للمقارنة بين التوضيح والمنتهى.
10- ص70 ذكر المحقق أن الدكتور عبدالرحمن العثيمين وقف على إجازة من أحمد الحجاوي لتلميذه ابن أبي حميدان النجدي نصها ((وأخذت الفقه من جماعة منهم الشيخ العلامة الزاهد شهاب الدين أحمد بن أحمد بن أحمد العلوي الشويكي المقدسي ثم الصالحي …السحب الوابلة في ص 216/1
أقول: الإجازة موجودة بكاملها في آخر كتاب الفواكه العديدة في المسائل المفيدة للشيخ العلامة أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي المتوفى سنة 1125هـ رحمه الله والكتاب يقع في مجلدين جمعه وهو يقرأ في الإقناع للإمام موسى الحجاوي رحمه الله على الشيخ الفقيه عبدالله بن محمد بن ذهلان رحمه الله أقول الإجازة موجودة في الصفحات 389، 390 ، 391 ، 392 وموطن الشاهد في ص390
وكتاب الفواكه العديدة في المسائل المفيدة يسمى كذلك بمجموع المنقور وطبع في مجلدين عام 1380هـ على نفقة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني رحمه الله حاكم قطر السابق والكتاب فيه نقول وفتاوى لعلماء عصره وما قبله من نجديين وحجازيين وأحسائيين ومصريين وشاميين وفيه نقول موثقة من كتب الفقه على المذاهب الأربعة ينقل عن حوالي 350 كتاب والكتب التي ينقل عنها كلها مدونة في آخر الكتاب و لا يستغني عنه طالب العلم.
11- ص16 ذكر المحقق أنه جزاه الله قام بتصحيح ما أخل به المؤلف وأنه استدرك عليه في شيء مما صححه لظهور غيره الخ
أقول جزاك الله خيراً ولكن هذا مركب صعب لا يخوض فيه إلاَّ الجهابذة الذين عرفوا بالفتوى والترجيح والإطلاع على الأقاويل ولكن أعود فأقول: فضل الله واسع يؤتيه من يشاء فعلى كل جزاك الله خيراً ونفع بعلمك وفتح علينا وعليك.
في نفس الصفحة سطر 10 ورد هكذا: وقد يكون ما ارتأيته خطأٌ الخ
فخطأ منون بالرفع وهو في الواقع خبر يكون فيكون إذاً بالفتح لا الضم.
12- ص109 قال المحقق: اشتمل الكتاب على جملة وافرة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أوردها المؤلف مبثوثة في ثنايا الكتاب. الخ
أقول: هذه الخصائص من عمل وجمع صاحب التنقيح المشبع حيث نص على ذلك في مقدمته النفيسة ذكرت ذلك حتى لا يظن القارئ أنها من عمل الشويكي رحمه الله.
13- ص134 ذكر بأن المذهب ما اتفق عليه الشيخان يعني ابن قدامة ومجد الدين ابن تيمية.
أقول: هذا ليس على إطلاقه بل لابد من الاتفاق في كتابين المحرر لمجد الدين والكافي لابن قدامة.
14- ص317 في الحاشية قال المحقق: وقال أبي يعلى:

أقول: الصواب وقال أبو يعلى لأنه فاعل هذا والله من وراء القصد.

 

 كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل