واجب العلماء نحو السلطان


واجب العلماء نحو السلطان


واجب العلماء نحو السلطان
 
حديثي اليوم مختلف فيه شيء من الصراحة التي تعودنا عليها نشأنا عليها وعَوَّدنا أهلنا عليها ولو كانت على رقابنا فحديثي مع العلماء والمفكرين والمعلمين في هذه البلاد الغالية على كل مسلم في كل بقعة من بقاع الأرض فأمن هذه البلاد يهم كل مسلم وكل مؤمن بل هو أمن كل المسلمين واختلال الأمن في هذه البلاد لا قدر الله فإنه اختلال في كل بلاد المسلمين ففيها قبلة المسلمين وفيها دفن سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين ونحن محسودون من قوم ومحسودون من قوم حيث وفق الله بلاد الحرمين في حكام مسلمين من نفس البيئة مطبقين لشرع الله ومقيمين شعائر الله إذاً هذه البلاد سكانها كلهم عرب على فطرتهم في المناطق والمحافظات ولم يدخلها استعمار ولم تخضع لاستعمار ولا لغزو فكري فعقيدة التوحيد صافية لم تشبها شوائب ولا مكدرات وأيس الشيطان أن يعبد فيها فليست إذاً بحاجة إلى أحزاب ولا جماعات كلنا جماعة واحدة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكننا مع هذا كله لم نسلم من شر الإرهاب ولم نسلم من أهل التكفير.
          إذاً على من تقع مسؤولية انتشار هذه الأفكار أقول تقع المسؤولية على العلماء والأئمة والدعاة والمعلمين من على المنابر وفي المدارس والجامعات على الجميع تحذير أولادهم وطلابهم من مغبة التكفير ومغبة الخروج على الحاكم وأعني بالحاكم حكومتنا الرشيدة فليس لنا دخل بالبلدان الأخرى.
          فإنه والله بلغ السيل الزبى واتسع الخرق على الراقع وما حصل ذلك إلاَّ بتقصير من العلماء والدعاة والمعلمين لأنَّ دعاة الباطل الذين يسعون إلى تفريق كلمتنا وإسقاط حكومتنا لنعيش حياة الفوضى كما عند غيرنا وهذا تفكير وتخطيط أهل الضلال ويشيعون في الناس بطرقهم الخاصة أنَّ فلاناً شيخ سلطة وفلان شيخ حكومة والسطحي من أهل العلم لا يحب أن يقال له شيخ سلطة حتى لا يخسر الشباب وهذه خطة شيطانية من أجل إبعاد الناس عن السلطان وزرع العداوة والوحشة ثم يقوم بدور آخر وهو إشاعة أنَّ العلماء لا يحبون السلطان والحاكم فإذا زرعوا الوحشة حل عدم الثقة كما اسقط السلطان عبدالحميد بواسطة العلمانيين مستغلين بعض السذج من أنصاف العلماء السطحيين ولو أن كل طالب علم وكل معلم تكلم بصراحة وبكل ثقة محذراً الشباب من الانزلاق في التكفير والإرهاب وبلا خجل لو أن كل أهل العلم تتبعوا التجمعات السرية ولو أن كل المعلمين نبهوا التلاميذ على الشفرة التي يتحدث بها بعض المحاضرين وبلا مجاملة ودعهم يقولون شيخ حكومة ودعهم يقولون شيخ سلطة ودعهم يقولون كم أعطوك ودعهم يقولون ما يمدح السوق إلاَّ من ربح فيه فكل إناء بما فيه ينضح
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
                           وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فوالله ثم والله أن السكوت في مثل هذه الحال سيحل بنا ما يحل بأصحاب السفينة إمَّا أن ينجو الجميع وإمَّا أن يغرق الجميع فشأن الحديث عن السلطان شأن عظيم ومع الأسف خاض فيه الرويبضة وهيان بن بيان اللهم قد بلغت اللهم فاشهد اللهم فاشهد.
          وهؤلاء الشباب الذين انخرطوا في الإرهاب والتكفير لهم من يغذيهم ويوجههم وهناك من يدري ولكنه يسكت ولا يمنع الشباب إلاَّ الذي أمرهم ولا يكشف الخطط الإرهابية إلاَّ أهل العلم لأن الشباب بهم يأتمرون وبهم ينتهون. هذا والله من وراء القصد.

كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

 * نشر في جريدة عكاظ ( الأربعاء 21/03/1430هـ ) 18/ مارس/2009  العدد : 2831
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090318/Con20090318264992.htm
تحت عنوان: واجب العالم والمعلم نحو ولاة الأمر