قراءة في كتاب من أعلام مدينة المبرز 1150 – 1350 هـ


قراءة في كتاب من أعلام مدينة المبرز 1150 – 1350 هـ


لقد أهداني الأستاذ الأديب النبيل عبدالله بن عيسى الذرمان مؤلفه المعنون له في تاريخ 12/1/1426هـ.
ولعل زحمة العمل سابقاً ثم وجود الفوضى في مكتبتي حالت بيني وبينه ولكن حين عدت أرتب جزءاً من المكتبة وجدته أمامي وقد قرأته في وقته فأشكر المؤلف على هذا الإهداء الذي يدل على كرمه ونبل أخلاقه وحسن ظنه في الفقير.
والكتاب يقع في ثلاثمائة صفحة 303 من القطع المتوسط يتحدث عن المبرز الشق الثاني للأحساء أو حاضرة الأحساء سابقاً فقط كان الناس قديماً يسكنون في المبرز وغالب سكان الهفوف نازحون من المبرز وبالمناسبة فقد ذكر الشيخ محمد آل عبدالقادر في تاريخه تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد ذكر في ص83 طبعة الأمانة العامة للإحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة قال: المبرز بالميم المضمومة بعدها باء وراء مهملة مشدَّدة ثم زاي معجمة سميت بذلك لبروز حجاج الأحساء إليها واجتماعهم فيها في الزمان الأول وذكر هذا المؤلف وذكر غيره إلاَّ أني أرى رأياً آخر وأنها سميت المبرز على اسم بلدة في الأفلاج حيث كان وادي الدواسر والأفلاج تزدحم بالسكان وبالقبائل العربية وقد نزح منها على مر السنين هجرات إلى الأحساء والعراق لما ساد الجفاف أو للتنازع عليها لأنها اشتهرت بالمياه فالأفلاج هي الأنهر الصغيرة ولا تزال تسمى في عمان بالأفلاج وكانت القبائل التي تأتي من جنوبي الجزيرة العربية مثل بني خالد حيث قدموا من بيشة وغيرهم من القبائل وبنوعتبة فخذ جميلة الذين منهم آل صباح وآل خليفة كانوا في الهدار تبع الأفلاج أقول الأمم حين تهاجر مكرهة إمَّا لجدب أو حروب فيحنون إلى بلادهم فيسمون موقعهم الجديد باسم القديم الحقيقي وإنَّ الأفلاج فيها بلدة المبرز وكذلك حين نزح الدواسر من الوادي فإنَّ عندهم بلدة البدع فلمَّا سكنوا البحرين استقروا وسموا بلدتهم ((البديع)) ولأن الفينيقيين لما نزحوا من الخليج العربي إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط سموا جبيلاً وسموا صوراً في لبنان على اسم جبيل المنطقة الشرقية وصور في عمان وكذلك لما كثرت الهجرات النجدية إلى الأحساء ففي عنيزة القصيم بلدة اسمها الهفوف وحين نزح قوم من هناك سموا الهفوف ولأنَّ بني خالد استقروا في عنيزة وأسسوها في آخر القرن السادس الهجري وهم آل جناح فلاشك لما انتقل بنو خالد من بيشة إلى الأحساء فإنهم استعانوا بكثير من القبائل الحجازية والنجدية فسميت الهفوف كمَّا أن في المبرز حلة العتبان فهم ممن استعان بهم آل عريعر الخالديون وحين انتقل كثير من العرب في الخليج إلى ساحل بر فارس المسمى ((لنجة)) فإنهم سموا العدان على اسم البر الذي يمتد من الجبيل إلى الكويت اسمه بر العدان وفيه مراعي مشهورة وعرف أهله من البادية بصنع السمن العداني ولا يزال أهل الخليج يقولون: سمن عداني كذلك سموا الجشة على اسم قرية الجشة المعروفة وهلم جرا.
لأننا لو قلنا بأنَّ المبرز لبروز الحجاج فيسأل سائل إذاً أين أهل الأحساء في هذا الزمن خصوصاً وأن المبرز سكنت قبل الهفوف إذاً من أين يبرزون ثم لماذا يبرزون شمالاً وطريقهم إلى مكة المكرمة غرباً.
أعود ثانية فأقول هذا الجزء أو الشق الثاني كان هو الأول وقد ظهرت جهود المؤلف واضحة حيث أنه استقصى التراجم ويعتبر بحق مرجعاً لتراجم أعلام المبرز الأعلام فيكون هذا المعجم أول كتاب شامل لتراجم أعلام المبرز حيث استقصى.
وقد أفادنا برجال لا نعرف عنهم شيئاً لولا جهوده فترجم لعالم اسمه الشيخ أحمد بن حمد العمير المتوفى عام 1387هـ مالكي المذهب واشتهر بنسخ الكتب كذلك ترجم للشيخ أحمد بن عبدالوهاب آل غنام وهو من طلاب المؤرخ الشيخ حسين بن أبي بكر وأخيه الشيخ عبدالوهاب كذلك ترجم للشيخ أحمد بن أحمد بن عيسى بن عبدالرحمن بن غرير بن مطلق الأحسائي موطناً المالكي مذهباً.
          فأفادنا كذلك بسلسلة أجداد الشيخ عيسى رحمه الله.
كذلك أفادنا بترجمة الشيخ أحمد بن محمد المصري صاحب المنظومة في مدح علماء الأحساء.
كذلك ترجم للشيخ حسين بن عبدالرحمن آل كثير وعرَّفنا أنَّ ممن أخذ عنه العلامة الشيخ عيسى بن مطلق وكذلك ترجم للشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالرحمن بن غرير بن مطلق وهذا ابن أخ الشيخ عيسى بن مطلق رحمهم الله.
في ترجمته للشيخ محمد آل عبدالقادر رحمه الله ذكر بأن الشيخ رحمه الله له معرفة جيدة بأنساب الأسر الأحسائية الخ في ص246 فأقول: الشيخ رحمه الله حصل له أوهام في كثير من الأنساب نبهت عليها في حاشية نسختي ثم إنه رحمه الله لم يذكر إلاَّ شذرة من أنساب أهل الأحساء وقد اعتذر رحمه الله في آخر كتابه حيث قال مانصه: ((ولا أقول:أني ذكرت جميع الأسر العربية ففي الأحساء أسر كثيرة إلاَّ أني لم أحط بهم علماً والله بكل شيء عليم)) انتهى ص 688.
كذلك أفاد المؤلف بأن للشيخ عبدالله الكردي البيتوشي أخاً اسمه محمود.
          فالأعلام الذين ذكرهم ليس عندنا عنهم شيء من العلم سوى نتف ولكن المؤلف وفقه الله زودنا بقدر ما استطاع من كشف عن هؤلاء الأعلام فله السبق في ذلك.
وفاته ترجمة الشيخ عبدالله بن مبارك بن بشير الأحسائي
وفاته ترجمة القاضي عبدالله بن سعد بن حماد النجدي الحنبلي وهذا عاش ومات في المبرز ولا نزال نطمع في المؤلف أن يبحث عن ترجمته فهو قادر والمجال لا يسع للتفصيل ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق وفقه الله وشكر سعيه.
 
بقلم/ خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة المدينة (ملحق الأربعاء) الأربعاء 28 ربيع الأول 1430   العدد  16772
الموافق 25 مارس 2009م
http://al-madina.com/node/119600/arbeaa