دليل الطالب لنيل المطالب


دليل الطالب لنيل المطالب


عني به سلطان بن عبدالرحمن العيد تأليف الإمام العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المتوفى 1033هـ رحمه الله وهو الإمام المشهور يكاد يكون ابن تيمية عصره له كتاب ((غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى)) وله ((دليل الطالب)) اختصره من كتاب المنتهى واشتهر من شروحه شرحان ((نيل المآرب)) وهذا كما قال فيه المحققون أنه شرح لم يحرر وهو فك عبارة ولهذا جاءت حاشية اللبدي استدراكاً وتصحيحاً له ولغيره من كتب المذهب والشرح الثاني منار السبيل للشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان رحمه الله شرح نفيس من حيث عنايته بالدليل ولكنه لا يعتني بالشرح عناية الفقهاء وطبع منار السبيل في قطر أول طبعة انظر كلامي على الدليل وشرحه وحواشيه في كتابي اللآلئ البهية الناشر المعارف في الرياض عام 1408هـ انظر ص31 ، 32 ، 33
وعليه حاشية نفيسة لشيخ مشايخنا الفقيه الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع رحمه الله
ولمَّا رآى الشيخ الجليل الفقيه المحدث عبدالله بن عبدالرحمن آل جبرين سلمه الله لمَّا رآى أن منار السبيل لا يفي بالغرض سارع إلى شرحه وطبع المجلد الأول باسم شفاء العليل شرح مانر السبيل في أبواب الطهارة في مجلد متوسط يقع في 494 صفحة الناشر دار القاسم ظهرت فيه قدرة الشيخ الفائقة في الفقه والحديث وتمكنه اللغوي في الإنشاء طبع عام 1420هـ فعسى الله أن يفرج عن بقيته ليستفيد منه الفقهاء ويمتاز الشيخ حفظه الله بطول النفس وسعة الصدر في الترجيح والتصويب ولورعه دائماً يبحث عن معاذير وتأويلات للفقهاء و لأنه كما اشتهر ((من اتسع فقهه قلَّ انكاره)) وحققه وحقق أصله الدكتور نظر بن محمد الفاريابي ولي حديث كذلك مع دراسته وتحقيقه جزاه الله خيراً.
هذا الكتاب أعني الدليل اعتنى به الأخ في الله سلطان بن عبدالرحمن العيد وعمل عليه دراسة ورقم مسائله وطبع في مجلد لابأس به يقع في 608 ص الناشر مؤسسة الرسالة ويظهر جهده جلياً في عنايته ودراسته جعل الله ذلك في موازين أعماله ولكن من التعاون على البر والتقوى فأقول وبالله التوفيق:
1-ص34 أثنى على تخريج الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله بكتابه ((إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل)) حيث قال (( فخدم حفظه الله المذهب الحنبلي أيما خدمة الخ))
أقول: جزاه الله خير الجزاء وغفر لنا وله ولكن تخريجات الشيخ ناصر الدين عليها انتقادات من العلماء المتخصصين حيث تعقبه كثير من العلماء في المملكة وغيرها وذلك عائد إلى أنه لم يرتض طريقة المحدثين المتقدمين الذين آخرهم الحافظ ابن حجر فاتخذ له طريقة لم يسبق إليها ولهذا فالذي يرجع إلى دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وشروحه يرى استدراك الشيخ عليه في شيء ليس بالقليل وكذلك الشيخ العلامة المحدث إسماعيل بن محمد الأنصاري له كثير من التعقبات على الشيخ ناصر الدين رحمهم الله وكان يقره ويكلفه بالتعقيب شيخ مشايخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس قضاتها فتعقبه في صلاة التراويح ، وتعقبه في الذهب المحلق وتعقبه في كثير من تخريجاته.
ومما قاله الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه المدخل في ص793 ، 794 ((وقد خرَّج أحاديثه الألباني في كتابه ((إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل)) مطبوع في ثمانية أجزاء.
تنبيه: هذا الكتاب خدمة جليلة لأدلة المذهب لكن على الناظر التنبه لأمرين الأول: كثرة مافيه من الوهم والغلط بحيث أنَّ الناظر فيه يحتاج إلى تطبيق ماذكره على المصادر التى عزا إليها.
وقد اختبرته في مواطن كثيرة فوجدت الأمر كذلك. مثاله:حديث((من ترك حقاًّ فلورثته)) عزاه إلى الصحيحين وغيرهما وساق بعض ألفاظه عند مخرجيه مع أنَّ لفظ ((حقاًّ)) ليس في شيء من الكتب المذكورة ، وهذه اللفظة لها شأن عند الفقيه ، فلو أخذت بتخريجه للحديث لأثبتها في الكتب المذكورة.
الثاني: إنه أثابه الله في النتيجة الحكمية للحديث تصحيحاً و تضعيفاً ، لا يوافق على كثير من أحكامه فكان لابد من معرفة المرتبة عند الحفاظ وجماعة النقاد،وتنزيلها على القواعد الاصطلاحية لمن ملك الآلة. والله المستعان انتهى كلامه.
أقول: هذه المآخذ لا تنقص من قدر الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني ولا من علمه رحمه الله وغفر لنا وله فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلاَّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ولكني أقول لمن أراد أن تطمئن نفسه وتبرأ ذمته فعليه الاعتماد على تخريجات الشيخ عبدالله الجبرين لشرح الزركشي على الخرقي وكتابه ((شرح الدرر المبتكرات شرح أخصر المختصرات)) فإنه متمكن في الحديث ورجاله أيما تمكن.
ص61 في تعريف الطهارة قال المحقق في الحاشية: وفي طبعة البارودي ص9 ((ارتفاع))
أقول: صاحب الدليل تعريفه واحد في جميع النسخ وهو ((رفع))
ولكن اللبدي استدرك عليه وقال بأنَّ الأولى أن يقول ((ارتفاع)) ليطابق بين المفسر والمفسر كما في شروح الزاد وكشاف القناع. وتبعه الشيخ ابن مانع رحمه الله في حاشيته ص5 قال((والأولى أن يقول ((ارتفاع)) وتبعهم البارودي فقال في ذيل الدليل ص9: في المطبوع رفع والأولى أن يقال كما أوردنا. يعني ((ارتفاع))
إذاً ليس هناك نسخ فيها ((ارتفاع)) إنما اجتهاد من البارودي جزاه الله خيراً.
ص69 في حكم اللحية ذكر المحقق: في ذيل الصفحة قول البارودي ((القول المعتمد أنه لا يحرم))
أقول: هذا سهو من البارودي وإلاَّ فحلقها يحرم بالإجماع وليس فيه قولان إنما الخلاف في تخفيفها و الأخذ منها
ص176 في الحاشية ذكر المحقق ((العناب)) فقال: كرمان ثمر معروف والواحدة عنابة
أقول: العناب هو ما يسمى الكرز نوع من الفواكه في حجم النبق فيه الصغير والكبير وهو على شكل قلوب الطير
قال الشاعر يصف الصقر وهو يصطاد الطيور الصغيرة ويأتي بها إلى وكره لصغاره فمن كثرتها فيها الطري الذي يشبه العناب وفيها اليابس الذي يشبه الحشف اليابس البالي
كأنَّ قلوب الطير رطباً و يابساً
                          لدى وكرها العنابُ و الحشفُ البالي
وفي هذا البيت شاهد بلاغي وهو التشبيه المركب
ص322 في الحاشية: قال شيخ الإسلام ((قول الفقهاء: نصوص الواقف كنصوص الشارع يعني في الفهم والدلالة لا في وجوب العمل الخ
أقول: كلام شيخ الإسلام وجيه ولكن المسلمين بما فيهم شيخ الإسلام رحمه الله متفقون على تنفيذ الوصية إذا لم تخالف الشرع ولهذا فإنهم يكتبون الآية الكريمة (( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ))
علقت هذا حتى لا يفهم بعض القراء فهماً آخر ولا مشاحة في الاصطلاح إذا فهم المعنى هذا والله من وراء القصد.
 
 
 
 كتبه خادم أهل العلم
 محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل