الأحدية


الأحدية


الأحدية
 
أحدية الشيخ الأديب شيخ أدباء الأحساء السفير المتقاعد أحمد بن علي آل مبارك رحمه الله فتحت في الأحساء فتحاً جديداً لم يسبق وكان الشيخ موفقاً ووجدت إقبالاً شديداً من السعوديين وغيرهم لأنَّ الشيخ أحمد رحمه الله شخصية محببة إلى القلوب يمتاز بالسكينة والوقار والهدوء والصمت إلاَّ فيما يعني هادئ متزن لا يجاري ولا يماري ولا يغتاب ولا ينتقم عرفته منذ أكثر من خمسين عاماً حين كان سفيراً وكان يزور الأحساء في الصيف ويدعوه أخي الشيخ إسماعيل مع إخوانه وبني عمه فتعرفت عليه قبل عام الثمانين الهجري وحتى وهو ساكت ترى عليه أثر الابتسامة حين كان في أشده يبادر بالدعابة وربما بالنكتة التي تسلي الحاضرين وليس ببعيد عنه ابن عمه وابن خالته الشيخ الأديب محمد بن الشيخ عبداللطيف والد عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الدكتور قيس فإذا جالست هؤلاء يمضي الوقت فلا تشعر بالملال لما عندهم من أريحية وعفوية مع تواضع جم أقول عرفت الشيخ أحمد رحمه الله قبل عام 1380هـ ثم توطت العلاقة حين كنت في الرياض يشهد الله أنه ما مر ذكره في مجلس العلماء والمشايخ إلاَّ وأثنوا عليه خيراً حين كان سفيراً متنقلاً بين عدة بلدان فلمَّأ عدت إلى الأحساء كان يزورني في الإدارة وكذلك في المنزل مع أنَّ الحق له ولكن هكذا عرفنا العظماء وما سموا عظماء إلاَّ لخصالهم العظيمة وكنت أزوره في مكتبته التي في منزله فتمضي الساعات والحديث ما انتهى حتى أنك لتود أن يطول الزمن دعاني رحمه الله لمَّا رآى اهتمامي بالتاريخ وكتابتي في الصحف دعاني وألحَّ عليَّ وكانت محاضرتي قراءة في تاريخ الأحساء في 21/5/1413هـ قراءة نقدية استغرقت أكثر من ثلاث ساعات مع المداخلات وقد حضرها الجمع الغفير حيث امتلأ المجلس وكانت جريدة اليوم آنذاك فيها ملحق ((باسم الأحساء وخاص بأخبار الأحساء)) وكان المفروض أن ينوه الملحق بالمحاضرة كعادته بعد كل محاضرة ولكن مع الأسف هذا لم يتم بل تتبعت الملحق فوجدته آنذاك شديد الاهتمام بأخبار الاخوان والترجمة لأعلامهم.
            إلاَّ أنَّ الأخ الأستاذ الفاضل النبيل عادل بن سعد آل ذكر الله وفقه الله أشار في زاوية من الجريدة لما ذكرته من أنَّ الذين أسسوا ((مقديشو)) رجال من الأحساء أظنهم ثلاثة أشقاء وذلك بعد خروجهم من الأحساء وهربهم من القرامطة ممَّا جعل العالم الجليل المؤرخ الكريم سمو الأمير محمد بن فهد بن جلوي رحمه الله يتصل بي هاتفياً ويطلب مني المصدر وفعلاً ذهبت إليه وسلمته المصدر هدية وهو تاريخ الإسلام للدكتور أحمد شلبي.
            نعود إلى صلب الموضوع حتى لا نشتت أفكار القارئ أقول إنَّ الأحساء فقدت علماً بارز ذا حضور وتواضع وكرم فلم يدع يوماً بأنه أديب الأحساء ولا عالم الأحساء ولكن الواقع جعله كذلك لخلو الساحة حتى بدأ رحمه الله بأحديته ثم إنه درّس في منزله رجالاً أوفياء استفادوا من علمه ومن خلقه مما جعلهم يتفقون على غير اتفاق على أنه شيخ أدباء الأحساء وما قالوه فإنه حق وقد كتبت عنه مقالات ومؤلفات وأحسن ما ألف عنه هو كتاب الأستاذين الفاضلين الأستاذ خالد بن قاسم الجريان والأستاذ الفاضل عبدالله بن عيسى الذرمان ((الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك رائد الأدب الأحسائي الحديث)) حيث بدأوا بمقدمة ومدخل يجعلك تعرف لماذا كان الشيخ أحمد على هذا المستوى من الخلق الرفيع لاقتدار المؤلفين وفقهم الله وجزاهم خيراً فقد برا بشيخهما وقد أهدياني نسخة من الكتاب.
توفي رحمه الله يوم الجمعة 9 جمادى الأول 1431 هـ هذا والله من وراء القصد.
 
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل