قراءة في كتاب المذهب الحنبلي


قراءة في كتاب المذهب الحنبلي


تأليف الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي
مؤسسة الرسالة
هذا الكتاب يقع في مجلدين من الحجم المتوسط جهد طيب من معالي الدكتور وليس كثيراً خدمة لهذا المذهب الجليل قرأته قراءة تمعن فوجدته الدرة المفقودة والضالة المنشودة جهود تذكر فتشكر.
ولكن من باب التعاون على البر والتقوى فأقول ولله الحمد معالي الدكتور استفاد استفادة واضحة من كتابي ((اللآلئ البهية في كيفية الاستفادة من الكتب الحنبلية)) ولكنه لم يشر ولا إشارة مع أنه ينقل منه وقد أهديته كل مؤلفاتي ولكنه لم يشر إليها ولا إشارة وسوف يرى القارئ ذلك إن شاء الله وكتابي اللآلئ البهية مطبوع عام 1408هـ الناشر المعارف في الرياض وكتاب الدكتور عام 1423هـ وكان فكرة ناقشناها معه حين زار الأحساء.
 

ص51 في حديثه عن مذهب أحمد وأنه لا فرق بينه وبين مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنهما نقل الدكتور نص مانقلته ولكنه أحال إلى الأصل الفواكه العديدة.

ص177 في ترجمته للإمام أبي بكر الأثرم رحمه الله
قال: أحمد الأثرم مع أنَّ شهرته عند الحنابلة أنه لا يعرف إلاَّ بأبي بكر الأثرم.
ص245 في ترجمة الإمام ابن الجوزي لم ينبه المؤلف على ما حصل له من اضطراب في باب الأسماء والصفات وأنه في التصحيح والتضعيف لا يعتمد عليه في التضعيف للأحاديث كما ذكر المحققون ومنهم ابن رجب في ذيل الطبقات.
ص270 ذكر بأنَّ ابن مفلح رحمه الله يعد مصحح المذهب الخ.
ولكن الحنابلة يتفقون بان مصحح المذهب ومنقحه الإمام علاء الدين المرداوي صاحب الإنصاف مطولاً والتنقيح مختصراً.
ص288 في ذكر المنتهى هكذا ورد ((منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات))
والصواب هكذا ((منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادة)) فهو ليس مقارنة بل ضم التنقيح إلى المقنع وأضاف إليهما زيادات من غيرهما.
ص293 في قول المؤلف: فمن درس في الأحساء عاد مالكياً أو حنفياً ومن درس في العراق عاد حنفياً ومن درس في مكة رجع شافعياً ومن درس في الشام تحنبل   الخ.
هذا الكلام غير موثق ففي الأحساء المذاهب الأربعة مذ القدم فيتركز فيها المالكية والشافعية وفيها حنفية وحنابلة بل في الأحساء بيوتات كاملة كلهم شافعية يتوارثون هذا المذهب مثل آل عبداللطيف وآل عمير وآل جعفري وآل عبدالقادر وآل نعيم وغيرهم.
أمَّا المالكية فيكاد أن يكون هو المذهب السائد لدى العامة في الأحساء وقراها وفيه من الأسر العلمية آل كثير وآل موسى وآل زواوي وآل غنام وآل مبارك وآل مشرف وآل عكاس أهل حي النعاثل وخرج أفراد أنشأوا مدارس فقهية مؤصلة يأتيها الناس من كل مكان مثل الشيخ عيسى بن مطلق والشيخ عبدالعزيز العلجي والشيخ أحمد المهيني وغيرهم.
أمَّا مذهب الإمام أبي حنيفة فإنه لم ينتشر في الأحساء مع أن الدولة العثمانية حنفية المذهب بل كان منحصراً في أسرة آل ملا وفي القضاة الذين يأتون من خارج الأحساء.
أمَّا مذهب أحمد فإنه قديم في الأحساء والبصرة ولهذا فإن الشيخ ملا قاري الحنفي الفقيه المحدث المتوفى عام 1004هـ في كتابه شرح عين العلم وزين الحلم في المجلد الأول ص48 قال: فإن الحنابلة موجودون في نجد وتوابعه وكذا في البصرة وبغداد والأحساء ونواحيها. الخ
والدليل على ذلك مكاتبتهم لشيخ الإسلام ابن تيمية يسألون عن إقامة صلاة الجمعة في بيوت اللبن والطين في الجزء24 في أول باب الجمعة ومكاتبتهم تنم عن معرفة تامة به وهو كذلك أثنى عليهم ثناء من يعرفهم حق المعرفة.
ص295 عن انتشار مذهب الإمام أحمد فهو متمركز في مقرن ومعكال وهما يقعان جنوبي الرياض فمعكال تقع جنوبي شارع آل فريان.
ص329 في ترجمة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله فاته من مؤلفاته القول السديد فيما يجب لله على العبيد في العقيدة على صيغة سؤال وجواب طبع هذا الكتاب على نفقة الشيخ علي آل ثاني رحمه الله حاكم قطر وعلقت عليه حاشية باسم ((النهج الرشيد على القول السديد)) الناشر مكتبة الرشد في الرياض.
ص431 في حديثه عن مختصر أبي القاسم الخرقي لم يذكر النسخة التي علقت عليها والناشر مكتبة المعارف في الرياض هذ مع أني أهديته منها وشكرني بخطاب منه وقد أثنى على هذه الطبعة فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن سليمان البُعيمي الأستاذ المساعد بكلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية في مقدمة تحقيقه لشرح ابن البناء المسمى ((المقنع في شرح مختصر الخرقي))
فقال أحسن الله إليه وأثابه على تواضعه في ص74 وهو يعدد من خدموا الخرقي قال: ((محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل متعه الله بالصحة له حاشية على مختصر الخرقي أكثر فيها من نقولات المسائل التي خالف فيها الخرقي غلام الخلال الموجودة في طبقات الحنابلة ومن كتب ابن قدامة وكتب ابن تيمية وكتب ابن القيم ومن كتاب الإنصاف ومن كتب البهوتي وينقل كثيراً من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المتوفى سنة 1389هـ وجعل مختصر الخرقي في أعلى الصفحة وفي أسفلها الحاشية وتقع في ثمانين ومائتي صفحة وطبع عام 1408هـ)) انتهى كلامه
أقول وللأسف إنَّ هذه الطبعة كثيرة الأخطاء والسقط لأنَّ الناشر عفى الله عنه لا يعيد الكتاب إلى محققه والمعلق عليه قبل إخراجه الأخير.
ص127 ماذكره في الحاشية من تشكيك فيما قاله الإمام أحمد لتلاميذه وابنيه عبدالله وصالح
أقول: هذا ثابت في طبقات أبي يعلى الفراء وتلقاه الناس من طرق كثيرة ويؤيده من الكتب كتاب القول المسدد في الذب عن المسند للحافظ ابن حجر والذيل الممهد في الذب عن المسند للحافظ السيوطي
وكتاب الشيخ ناصر الدين الألباني ((الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد)).
ج2 ص10 في ذكره مسائل الإمام أحمد رحمه الله فحين ذكر مسائل أبي داوود قال: توجد منه نسخة في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة رقم (650) عدد أوراقها 136 ورقة في حجم (2) سطر كتبت بخط عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن أحمد سنة 1219هـ انتهى
أقول وأعادت طباعتها كذلك مكتبة المعارف في الرياض على الطبعة السابقة
وأقول: النسخة المحمودية المكتوب نصاً في آخر النسخة هكذا ((تم الكتاب بعون الملك الوهاب وقد وافق الفراغ من نسخه بحمد الله ومنه ضحوة الخميس ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع عشرة بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية بقلم العبد الفقير القاصر الراجي رحمة الحليم القادر في موقف تبلى فيه السرائر حيث لا يكون للمرء قوة ولا ناصر عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالقادر الشافعي الأحسائي كان الله له ولطف به)). انتهى
أقول: هذا هو نص المكتوب على النسخة وانظر ص 291 المطبوعة وابن عبدالقادر هذا من كبار العلماء من آل عبدالقادر الأنصاريين أهل المبرز في الأحساء وكان من العلماء الأثبات الثقات لدى الدولة السعودية وهو مرجع الفقهاء في الأحساء في وقته وترجم له صاحب تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد في ص361 وذكر فضله وعلمه ولمَّا دخل الأحساء الإمام سعود بن عبدالعزيز وقويت ثقة الإمام بهذا الشيخ أصدر أمراً بتعيينه مدرساً ومعلماً ومفتياً في الأحساء وذلك في عام 1221هـ ومن أراد الرجوع لنص الخطاب فليرجع إلى نفس الصفحة يجد خطاب الإمام سعود بتمامه.
ص 163 ذكر كتاب ((رحمة الأمة في اختلاف الأئمة))
قال: ويترجح أنَّ هذا عنوان للكتاب السابق يعني ((كتاب الإفصاح لابن هبيرة))
وأقول: هذا كتاب رحمة الأمة في اختلاف الأئمة تأليف الشيخ محمد بن عبدالرحمن العثماني الشافعي من علماء القرن الثامن أوالتاسع في ذكر خلاف الأئمة الأربعة وقد طبع في مصر قديماً في مجلد لطيف ثم طبع على نفقة الحكومة القطرية في مجلد كبير يوزع مجاناً بتقديم الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله.
ص391 في حديثه عن شرح الزركشي لمختصر الخرقي
أقول: إنَّ الذي سعى في جمع الأجزاء وكملها بأجزاء في مكتبة الشيخ الفقيه محمد بن عبدالمحسن الخيال أقول الذي سافر وجمعها من مصر وغير مصر هو الأستاذ والأديب سحبان وائل عبدالله بن الوجيه والأديب الكبير سعد بن عبدالعزيز الرويشد وذلك بتكليف من سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله والشيخ ابن حميد دفعها للشيخ الجليل عبدالله بن عبدالرحمن آل جبرين سلمه الله ولهذا قصة طويلة سوف أذكرها في مكان آخر إن شاء الله.
ص551 في الحديث عن كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ذكر آداب المشي إلى الصلاة
أقول لقد جمعت عليها شرحاً جمعته من كشاف القناع ومن كتب المذهب وطبعت في مكتبة الرشد في الرياض الطبعة الثانية 1412هـ ولها شرح نفيس من إملاء سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله حققه وطبعه تلميذه الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله.
ص567 ، 568 في الحديث عن نيل المراد نظم الزاد للشيخ الفقيه المحدث سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله ذكر أن الشيخ عبدالرحمن بن سحمان أكمل النظم
وأقول نظم الشيخ ابن سحمان ليس إكمالا وإنما نظم اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد نبهت على ذلك في كتابي اللآلئ البهية.
ص571 ذكر الشيخ عبدالعزيز الهاشمي
هو عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر آل بشر العلوي الهاشمي ترجمة البسام في علماء نجد 3/421 وذكر له حاشية على الروض المربع   الخ.
أقول: الشيخ شهرته ومعرفة الناس بأسرته بآل بشر فهو الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل بشر فهو من آل حسين السادة الأشراف أهل الأفلاج. وتعرف الأسرة بأسرة آل بشر
أمَّا الحاشية فإنها على زاد المستقنع لا على الروض وهي خفيفة ولكنها نافعة جداً وهي في مكتبتي طبعت على نفقة الشيخ عبدالرحمن بن حسن القصيبي والد الدكتور غازي في المطبعة السلفية.
 
   
 كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل