نحن وبعض المفتين


نحن وبعض المفتين


نحن وبعض المفتين
 
ظاهرة لا تسر وهي عدم اهتمام العلماء والمفتين بحاجات الناس على المصطلح العامي الذي يقول ((اللِّي يصفي يصفي)) المجتمع مليء بأصحاب الحاجات من أسر فقيرة وشباب عاطلين وأسر متعففة وأجدني متحيراً لتصريح شيخين نقدا أحد الكتاب الذين يطالبون بالمسارعة إلى دعم الفقراء والمعوزين ولم يكذب والله بل مرَّ عليَّ كثير من الناس ليس عنده فسحة لولده ومن ليس عنده قيمة مريلة لبنته هناك من لا يجد الكفاف والغرابة كل الغرابة أن يصرح أحدهم في التلفاز والآخر يكتب في الصحيفة. وأقول كثَّر الله من أمثال هذا الكاتب الذي يلفت نظر الناس إلى المحتاجين والمعوزين وأقول بصراحة إذا لم يهتم العلماء والدعاة بشؤون الأمة فمن يعتني وإذا لم يشعر العلماء بالجائعين والعراة فمن يشعر فإنَّ كلمة لعالم ناصح والله إنها لكفيلة بقلب الموازين وتصحيح المسار لأن العالم الناصح له تأثيره أمَّا إذا كان العالم والداعية لايهتم إلاَّ ببطنه وشهوته فهذه والله المصيبة لا يسمى العالم عالماً وهو لا يشعر بحال ضعفاء الأمة فهمه فقط الأرصدة في البنوك والعمارات في كل مكان بل تصل أطماعه إلى المتاجرة في أراضي الحرمين الشريفين ويتصدر الذين حولوا الحرمين من ملاذ للناس وأمنا إلى ناطحات سحاب خمس نجوم فأصبح الحرمان لا يصلحان إلاَّ لأهل الثراء والتجارة على حساب الحجاج والمعتمرين ولا منكر لهذا المنكر اشتهرت عبارة بان الحرمين لا يجوع ساكنوهما والآن تغير الوضع فأصبحا لتنافس الدلالين الذين غيروا اسم الدلال لما يحمله من نفرة وتقزز عند أهل العلم فتحول الاسم ((عقاريين)) وأنا وغيري ننتظر رد هيئة كبار العلماء على هذه الظاهرة وهي تحويل الحرمين الشريفين إلى محل تنافس في العقار وغلاء الأسعار.
فأين الفقه في دين الله الظاهرة الأسوأ أنَّ كثيراً ممن يعدون في العلماء والدعاة أصبحوا يتاجرون في لقمة الناس وإذا دخل في أرزاق الناس ومعاشهم العلماء والكبراء وأصحاب الرئاسة فإنها بلاشك سوف ترتفع الأسعار وتضيق بالناس سبل العيش فإنهم بلا شك يتحكمون في السوق وليس لهم من يردعهم وهذا هو الحاصل الآن فما موقف هيئةكبار العلماء فإننا ننتظر.
            بعض المفتين والدعاة إذا سئل من قبل المستفين أجاب بكل سذاجة فلا أدري أهي طبيعته أم أنه يتجاهل. وإلاَّ فإنَّ غالب أسئلة المستفتين حول الوسوسة في الصلاة وفي العبادة وهم في مقتبل العمر ولكن المجيب يمازحهم ويقول أنتم الآن في مقتبل العمر لماذا تأتيكم هذه الأمراض وكأنه لم تمر عليه قضية المرأة التي تمتدح زوجها ظاهراً وتذمه باطناً بأنه يقوم الليل ويصوم النهار يمعنى أنه لا يقوم بحقها من المعاشرة.
            وإلاَّ فواجب الشيخ أن يسأل المرأة عن ظروف معيشتها لأنَّ عندها مشكلة إما أنَّ زوجها عاطل أو أنه لا يستطيع النفقة عليهم أو أن عندها شباباً عاطلين إذاً مهمة الشيخ أن يسألها ليحل مشكلتها حيث يسعى لهذا السائل وهذه السائلة وإلاَّ فما قيمة هذا العلم وهذا المنصب أو أنَّ الحال حال الخطيب الذي يتحدث عن الصدقة والانفاق فلمَّا عاد إلى بيته وجد ولده ينفق امتثالاً لخطبة والده فأوقفه أبوه قائلاً له هذه الخطبة للناس وليست لكم.  
 
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

www.alismaeil.com

* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 25 محرم 1432  العدد  13973
Friday  31/12/2010 Issue 13973
http://www.al-jazirah.com.sa/2010jaz/dec/31/is8.htm