القرآن كلام الله غير مخلوق


القرآن كلام الله غير مخلوق


القرآن كلام الله غير مخلوق
 
          هذه مسألة عظيمة هي من أصول الدين وقد انتهى منها المسلمون وقررها أهل السنة والجماعة وانتهى البحث فيها وليس هذا وقت إثارتها ولولا أني رأيت من أثارها لما أثرتها وقد أثيرت منذ أيام إثارة ربما تشكك الناشئين والعامة والسذج ولست بهذا انتصر لأحد ولا لأرد على أحد وإنما هي عقيدة أهل السنة قاطبة وهي أنَّ القرآن كلام غير مخلوق استقر على هذا قول أهل السنة قاطبة بما فيهم الأئمة الأربعة وأتباعهم وأهل الحديث في مقدمتهم وهو معتقد السلف والخلف بما فيهم الأشاعرة والماتريدية والفقهاء والصوفية كلهم استقر عندهم هذا ومن خالفهم لا يعتد به في مخالفة الاجماع ولو أردنا أن نأخذ بقول الخصم لما استقر لنا ولا له شيء لأنَّ أهل القبلة اختلفوا في قضايا كثيرة والعبرة عندنا أهل السنة هو ما استقر عليه أمرهم الذي أجمعوا عليه ويقول به طوائف أهل السنة والجماعة.
          فمما قاله الإمام الطحاوي الحنفي رحمه الله: وإنَّ القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً،وأنزله على رسوله وحياً،وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً وأيقونوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة،ليس بمخلوق ككلام البرية الخ ص106.
          ومما قاله الإمام عبدالقادر الجيلاني في كتابه الغنية: ونعتقد أنَّ القرآن كلام الله وكتابه وخطابه ووحيه الذي نزل به جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل ((نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)) ص86 ، 87
          قال الفرغاني وأظنه ماتوريدياً في منظومته:
وما القرآن مخلوقاً تعالى
                   كلام الرب عن جنس المقالِ
ص20 مجموع مهمات المتون
وقال الشيباني وأظنه أشعرياً قال في متن الشيبانية:
          ونعتقد القرآن تنزيل ربنا
                             به جاء جبريلُ النبيَّ محمدا
          وأنزله وحياً إليه وأنه
                             هدى الله يا طوبى لمن اهتدى
          كلام قديم منزل غير محدث
بأمر ونهي والدليل تأكدا
          كلام إله العالمين حقيقة
                             فمن شك في هذا فقد ضل واعتدى
          ومنه بدا قولاً قديماً وأنه
                             يعود إلى الرحمن حقاً كما بدا
          وأنَّ كلام الله بعض صفاته
                             وجلَّت صفات الله أن تتحددا
          فمن شك في تنزيله فهو كافر
                             ومن زاد فيه قد طغى وتمردا
          ومن قال مخلوق كلام إلهنا
                             فقد خالف الاجماع جهلاً وألحدا
ص36 مجموع مهمات المتون
          إذاً هذا اعتقاد أهل السنة قاطبة محدثين وفقهاء وصوفية سلفية وأشعرية وماتوريدية وليس هذا اعتقاد ابن تيمية وابن القيم كما يظن الجهال والمغالطون والمسألة هذه انتهى البحث فيها ولا يثيرها إلاَّ من يريد إيقاظ الفتنة النائمة ولا يعتد بخلاف من خالفهم ولا يثير هذه المسألة عالم يتقي الله وولاة أمورنا وفقهم الله حين فتحوا المجال للحوار وإبداء كل ذي رأي رأيه في كل ما جد ويجد وهو محل اجتهاد من المسائل العلمية أمَّا هذه المسألة فليست داخلة في ذلك ولو أخذنا بمنهج الحرفيين لتعطلت مصالح العباد والبلاد هذا والله من وراء القصد.
 
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل