الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم


الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم


الرحمة المهداة
صلى الله عليه وسلم
 
يفرح الناس بالمولود الجديد ويفرحون بالقادم من السفر ويفرحون بالغنى بعد الفقر ويفرحون بالهدية ويفرحون بالثوب الجديد ويفرحون بالنجاة من الحادث ويفرحون بالمحسن إليهم ويفرحون إذا رأوا أحبابهم بعد غيبة وهذا دليل محبتهم ولم لا يفرح المسلمون بالرحمة المهداة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم لا نفرح به والله يقول: ((لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)) من أنفسكم بالضم وأنفسكم بالفتح من النفاسة يعز عليه كل ما يشق علينا فشريعته سمحة بل هو حريص علينا والحرص هو أشد العناية والاهتمام وهو رؤوف بنا ورحيم فماذا بقي من العناية بأمته نحن نفرح بالقليل فلم لا نفرح بهذا النبي الذي ما ترك خيراً إلاَّ حظنا عليه ولا شراً إلاَّ حذرنا منه وصدق الله العظيم حيث قال: ((وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين)) نعم هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي قال فيه عمه العباس رضي الله عنه:
 وأنت لما ولدت أشرقت الأر                 ض وضاءت بنورك الأفق
 فنحن في ذلك الضياء وفي                 النور وسبل الرشاد نحترق
قال الشيخ الإمام عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب المتوفى في مصر سنة 1242هـ رحمه الله في كتابه النفيس ((مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)) ناقلاً عن لطائف المعارف للإمام الحافظ ابن رجب رحمهم الله وخروج هذا النور عند وضعه إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض،وزالت به ظلمة الشرك كما قال تعالى: ((لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين*يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام))الآية
وأمَّا إضاءة بُصرى بالنور الذي خرج منه فهو إشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته،فإنها دار ملكه كما ذكر كعب: إنَّ في الكتب السابقة ((محمد رسول الله مولده بمكة،ومهاجره يثرب،وملكه بالشام)) ولهذا أسري به إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الشام وبها ينزل عيسى بن مريم عليه السلام وهي أرض المحشر والمنشر. ص13
          روى البخاري عن عبدالله بن عمرو قال: وجدت في التوراة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين،أنت عبدي ورسولي،سميتك المتوكل،ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتي يقيم به الملَّة العوجاء،ويفتح عيوناً عميا وآذاناً صمّا وقلوباً غلفا بأن يقولوا لا إله إلاَّ الله)) المصدر السابق ص56
((ولكم في رسول الله أسوة حسنة))
هذه بعض صفاته صلى الله عليه وسلم.
          نحن إذا أكلنا طعاماً تذكرنا أنَّ هذا الطعام كانت تصنعه لنا جدتنا فتذكرناها وترحمنا عليها وبكينا شوقاً إليها وعرفاناً بجميلها وإذا اجتمعنا في مناسبة من المناسبات وفي رمضان عند الفطور تذكرنا حبيباً كان معنا وكان يؤثرنا عليه تذكرناه فبكينا على فراقه وشوقاً له والبعض منا بجمع أحباب والده لأنَّ أباه كان يجمعهم في هذه المناسبة وحين يحسن إلينا أحد فإنما نتذكر إحسانه خاصة إذا وافق الزمان.
وإذا تطيبنا صلينا على النبي صلى الله عليه وسلم لأننا تذكرنا أنه كان يحب الطيب صلى الله عليه وسلم فهو الذي أنقذنا الله به من الظلمات إلى النور فنحبه حباً لا يوازيه حب أولادنا ووالدينا وأنفسنا وأموالنا ولا يتم إيماننا إلاَّ بذلك ولا نجاة لنا إلاَّ بمحبته واتباع سنته والحب تفضحه العينان وقيس لم يستطع إخفاء حبه ولا جميل فالحب يظهر على القلب والجوارح
          يا لائمي في هواه والهوى قدر
                             لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
ومن أحسن ما كتب في مولده وبعثته كتاب ((بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم)) يقع في 48ص لصاحب السماحة الشيخ الفقيه عبدالعزيز بن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رحمه الله وغفر له.
 
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

www.alismaeil.com

* نشر في جريدة الجزيرة الجمعة 08 رجب 1432  العدد  14134
Friday  10/06/2011 Issue 14134
http://www.al-jazirah.com/20110610/is8d.htm