قراءة في كتاب حكم استبدال الأوقاف على مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى


قراءة في كتاب حكم استبدال الأوقاف على مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى


قراءة في كتاب
حكم استبدال الأوقاف
على مذهب الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى
وما حاصل فيها من الاتفاق والاختلاف
تأليف خاتمة المتأخرين العالم العلامة
الشيخ أبي بكر بن محمد بن عمر الملا
المتوفى سنة 1270 هـ
دراسة وتحقيق
د. عبدالإله بن محمد بن أحمد الملا
أستاذ الفقه المساعد بكليات البنات بالأحساء
1423هـ – 2002م
 
هذا كتاب يقع في واحد وثمانين ص من القطع المتوسط الناشر دار أبو هلال للطباعة والنشر جمهورية مصر العربية المنيا 358452-086-02
          وهو في موضوع جداً مهم خاصة في الأحساء حيث تعطلت كثير من الأوقاف وخربت وضاعت ولكنها لم تنقل ولم تستبدل لخوف الناس من التعرض للأوقاف ولو كان من مصلحتها ولتشديد بعض الفقهاء والأئمة في ذلك خوفاً من أكلها والتلاعب بها فهو حرص منهم ولكن هذا الحرص أضر بالأوقاف فلا ترى خربة إلاَّ وهي وقف حتى اشتهر عن أحد ولاة الترك أنه رآى نخيل الأحساء وبساتينها شيئاً عامراً وشيئاً خراباً فعرف بأنَّ العامر حر والخراب وقف فقال كلمته المشهورة ((مال الله خراب ومال الناس عمار)).
          أقول إن نقل الوقف حين تتعطل منافعه هو المشهور لدى الحنفية والحنابلة مع خلاف في بعض التفاصيل وفي هذا فسحة ومخرج من المخارج التي عند الحنفية أصحاب الرأي المحمود إن شاء الله والحنابلة أصحاب الحديث كما يشاع وفي هذا رد على ما يشاع فكلا الفريقين على هدى وكلهم فقهاء لأنَّ الدين جاء بالمصالح ودرء المفاسد.
          وإلاَّ فإن الأئمة الأربعة كلهم على هدى ويكمل بعضهم بعضاً و لا ينتقصهم إلاَّ ناقص محروم من الخير.
وبالنسبة للحنابلة فاعتماد المؤلف في الغالب على كتاب المناقلة بالأوقاف لابن قاضي الجبل وهذا الكتاب اعتنى به وطبعه فضيلة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رحمه الله وذكر في مقدمته بأنه حصل عليه عن طريق الإهداء من جده لأمه الشيخ حسين بن إسماعيل المدني. والشيخ حسين هذا جدي لأبي وهو مالكي المذهب وهو حنبلي كذلك و لأنه اشتهر في الأحساء الفتوى على المذاهب الأربعة وعلى مذهبين وليس ذلك بغريب فالأحساء فيها المذاهب الأربعة ولهذا فإنَّ الفقيه الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي لابد أنَّ له اطلاعاً على المذاهب الأخرى حتى لا يتعجل في الانكار وهذا هو الذي نشأنا عليه ولله الحمد فمذهب والدي مذهب الإمام مالك ولكنه محيط بمذهب الإمام أحمد ولأنَّ حينا حي النعاثل الغالب عليه أنهم مالكية وفيهم شافعية وتكاثر الحنابلة أخيراً فيه مع نزوح إخواننا النجديين إلى هذا الحي.
أقول: هذه رسالة نفيسة أمَّا المؤلف فهو العالم العلامة الفقيه المحدث الزاهد الناسك الورع التقي فقد طبقت شهرته الآفاق وألَّف في كل فن وجوَّد وأتقن وبرَّز وفاق في كل ما ينفع حتى حرص الناس من كل صوب ومن كل مذهب أن يجيزهم هذا الشيخ وهو من كبار فقهاء السادة الحنفية ويفتي على المذاهب الأربعة وهو أهل أن يفتي ومن خلال كتابه هذا تعرف سعة إطلاعه وتمكنه وأمانته وانصافه وقد توفاه الله عام سبعين ومائتين وألف و دفن في مقبرة المعلاة في مكة المكرمة رحمه الله وغفر له وكل كتبه مفيدة ونافعة ولها قبول لصلاحه وزهده وله ذرية مباركة وفيهم صلاح وتقوى.
          وعلى العموم فالكتاب نادر في بابه وإنَّ القضاة بحاجة ماسة إليه هذا والله من وراء القصد وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
 
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل