شذرات في كنف البقاء – الكاتبة روان بنت عبدالرحمن الهرمي (من مملكة البحرين)


شذرات في كنف البقاء – الكاتبة روان بنت عبدالرحمن الهرمي (من مملكة البحرين)


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على عبده ورسوله سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
          وبعد فإنَّ بين يدي كتاباً صغيراً في حجمه كبيراً في معناه قد حمل فكراً ناضجاً نيراً بأسلوب موجز ينطبق عليه قول سيدنا علي رضي الله عنه ((خير الكلام ما قل ودل مالم يطل فيمل)) إذ لو شرح وبسط الكلام لتحول إلى مجلدات بعنوان عبقري عميق المدى ((شذرات في كنف البقاء)) بغلاف يحمل صورة تفاحة مغرية وهو ما يسمى لدى الأدباء المعاصرين ((خداع العناوين)) فإذا ما دخلت في الكتاب وجدت مواضيع في صلب قضايا المسلمين تشخص وتعالج بمنهج الله في كتابه الكريم وبمنهج النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب جذاب يعالج أمراضنا المعاصرة والعجب كل العجب أنَّ هذا الكتاب سطرته أنامل ناعمة إنها أنامل الكاتبة والأديبة الداعية والمفكرة البنت روان بنت الأخ الفاضل الشيخ عبدالرحمن الهرمي. جاءت مواضيعه تحت عنوان ((لقيمة)) تصغير لقمة واللقمة معروفة عربياً وربما تحمل معنى مشتهراً في مملكة البحرين والخليج حيث تطلق لقيمة مفرد لقيمات وهي تصنع من العجين على شكل كروي الشكل. الكتاب لا تستغني عنه مكتبة المسلم بل كل أسرة مسلمة هي بحاجة ماسة أن يكون هذا الكتاب في منزلها يقرأه الوالدان ويقرأه الأولاد ففيه إيقاظ وتنبيه بل فيه عمق الفكرة وجدية الطرح ومهما كتبت فلن أستطيع أن أعبر عن مادة الكتاب فإني أمام أسلوبين موجودين في بعضها أسلوب الرافعي وأسلوب العقاد. نعم إنَّ أسلوب الكاتبة أسلوب السهل الممتنع تضمن حكمة الله من خلقنا وأننا خلقنا لعبادته تضمن مواضيع تبين أنه لا عز للخلق إلاَّ بالتمسك بدينهم ولا بقاء لهم إلاَّ بالتواصي بالصبر على إقامة شرع الله ولا قيمة للعرب إلاَّ بالتمسك بأهداب الفضيلة ونبذ الرذيلة فعزهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا عز إلاَّ بالتمسك بالكتاب الكريم والسنة المطهرة،فيه تحذير وإيقاظ لما وقع فيه المسلمون من غفلة وبعد عن الدين وتحذير لهم من القشور والبهرج،فيه دعوة لهم ليتنبهوا لما يحاك لهم وما يدبر حتى يتأخروا أكثر مما تأخروا بإشغالهم بالملهيات والمهلكات.
          وإني أحض على قراءته بتأمل وتدبر مع قراءة ما تحت السطور فإنَّ الكتاب على صغر حجمه إلاَّ أنه عميق وقد عالج أسباب تأخر المسلمين بعدما شخص أمراضهم. وفق الله الكاتبة وبلغها أملها وجزى الله والديها خير الجزاء حيث أحسنا تربيتها فنريد أن يكون أولادنا على منوالها.
          هذا ولثقة المؤلفة ووالدها أخي الكريم الشيخ عبدالرحمن كتبت هذه المقدمة مع أنني قد ضيعت عمري في البطالة وأخشى أن أكون ممن يقول ولا يفعل وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل