ابن خميس وما لم يكتب عنه


ابن خميس وما لم يكتب عنه


ابن خميس وما لم يكتب عنه
 
            فجعنا هذه الأيام بوفاة الأديب الكبير والمؤرخ الأستاذ الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس رحمه الله.
كنت صغيراً وأشتاق لصوت ابن خميس وهو يلقي الشعر فهو مع كونه من فحول الشعراء ويستحق لقب أبي تمام فهو إذا أخذ يقول الشعر في المحافل تود أنه لا يسكت وقد بهر المشاركين في سوق المربد في العراق في المؤتمر الشعري وفاز بالجائزة أيام الرئيس أحمد حسن البكر وكنت أتابع المؤتمر من إذاعة العراق.
            في عهد الملك فيصل رحمه الله كانت إذاعة الرياض تقدم كل صباح برنامجاً عن الإسلام برنامج أعدَّ من أجل الرد على القوميين والاشتراكيين والشيوعية وكان يقدمه الخطيبان المصقعان غالب كامل وماجد شبل فكل منهما يستحق لقب سحبان وائل وكان البرنامج يبدأ وينتهي ببيت لقصيدة ابن خميس يعارض فيها أبا تمام البيت يقول:
            لست من بكين أستوحي الهدى
                                    إنما أستوحي الهدى من يثربِ
فأطرب لهذا البيت.
يغيب عن كثير من الناس بأن ابن خميس رحمه الله كان من أوائل الداعمين والمناصرين للقضية الفلسطينية بل كان متبنياً قضيتهم ويعرف هذا منظمة فتح.
            ابن خميس تولى مناصب عدة فكانت له بصمات فتح المعهد العلمي في الأحساء فأنشأ مجلة هجر وتولى بعدها مناصب آخرها مصلحة المياه فكان يحمل هموم المواطنين أخلص في أعماله أيَّما إخلاص عرف بقوة شخصيته وهيبته عرف بصراحته عرف بنزاهته التي تميز بها بلا شك وجد من يعارضه ولكنه سائر في طريقه لا يثنيه شيء يجيد شعر الحرب ويجيد حمل السيف إذا رأيته رأيت رجلاً مستعداً للقتال والنزال تشعر بأنه لن يهزم ولن يكسر،قلمه سيال إذا أمسك به فإنه لا يحير في ماذا يكتب بل أمامه الكون مفتوح والحافظة قوية والذكاء وقاد ليس عنده عُقد تعرقل كتابته فهو يكتب في الأدب ويكتب في التاريخ ويكتب في الجغرافيا كتب تاريخ الدرعية في مجلد ضخم فأبدع وكتب معجم اليمامة في مجلدين كبيرين امتاز بالشمولية والاستيعاب وجمع من القائل في ثلاث مجلدات كبار فجاء هذا في وقت نحن في أمس الحاجة إليه وكتبه كثيرة وأهم مافيه حبه الخير لوطنه وهو قبل كل ذلك من خريجي كلية الشريعة بمكة المكرمة نزاهته جعلته يواجه صعوبات في كل ما أنيط به من أعمال ولكنه صلب القناة لا ينثني ولا يغلب ولا يهزم شديد الباس كثير المراس لا يعرف المراوغة صريح فصيح رأيه رجيح ملأ مكانه وإن صح التعبير هو أكبر من الكرسي فعنده نفس أبية وأنفة علاقته قوية بكل المسؤولين وبكل الناس ولكن الشخص الذي كان يقف معه ويدعمه والفضل يعود إلى الله ثم إليه في مسيرته العلمية والعملية هو الأمير الشهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض سلمه الله لقد كان يدعم مسيرته العملية والعلمية رحم الله ابن خميس وغفر له هذا والله من وراء القصد.
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الأثنين 04 رجب 1432  العدد  14130
Monday  06/06/2011 Issue 14130
http://www.al-jazirah.com/20110606/fe22d.htm