قراءة في ديوان راشد بن صالح بن خنين


قراءة في ديوان راشد بن صالح بن خنين


قراءة في ديوان راشد بن صالح بن خنين
قدم له وعلق عليه أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
 
            هذا الديوان لصاحب المعالي والفضيلة الشيخ راشد بن صالح بن خنين أهداني إياه الأخ الكريم الشيخ عبدالعزيز بن ناصر البراك أحد أدباء ومؤرخي الخرج والدلم.جزاه الله خيراً.
          هذا الديوان يقع في 261ص من القطع المتوسط.
والشيخ راشد رجل فاضل يتحلى بصفات قلمَّا توجد في غيره وهي الأناة والتثبت وهو من بيت علم عريق في الفقه الحنبلي والحنفي فعم جده كان مرجع الحنفية في نجد والشيخ راشد مخضرم يقول الشعر بنفس شاعر فشعره شعر الشعراء والأدباء لا شعر العلماء وسوف أثبت ذلك أقول قدم الأستاذ الفاضل أبو عبدالرحمن فاستغربت فهذا ديوان شعر ولكن أبا عبدالرحمن قدم له وكأنه يقدم لكتاب من كتب أهل الكلام في العقيدة انظر ص5 فقد أتى بعبارات فلسفية منطقية حيث قال: الحمد لله رب العالمين ثناء وشكراً لا نحصي ثناء عليه هو سبحانه كما أثنى على نفسه لا تصل الظنون إلى معرفته إلاَّ بعلم المؤمنين أنّ له الكمال المطلق الذي لا يقبل إضافة لكماله المطلق ولا يعتريه سلب إذ هو سبحانه منزه عن النقائص..الخ
          الشاعر صديق حميم للشيخ سليمان بن عبدالله الحماد المفتش القضائي رحمه الله فهو زميله في الدلم وزميله في كلية الشريعة وهو شاعر وأديب وبحاثه وعالم ومحدث ومؤرخ ونسابة وكان كثير الثناء على الشيخ راشد ولكني استغربت أنَّ الشيخ راشداً لم يشر إليه إشارة ولم يرثه ولم يذكره في زملاء الدراسة ص18جعلني أتحيَّر في الأمر مع أن الشيخ راشداً وفي لأنك سوف تجد في ديوانه ذكر العلماء وزملاء ما عرفهم إلاَّ أخيراً وأصغر منه سناً احتفى بهم وأشاد بهم والشيخ راشد كان يزور الشيخ سليمان في مرضه باستمرار ويتصل به هاتفياً كل يومين.
          الشاعر ناصح لولاة الأمر فهو يقول للملك خالد رحمه الله:
واحذر مشورة من بالجهل يتسم
                    يبدي التملق كذاباً وأفاكا
فقصيدته من أين لي ص 67
تدل على تمكنه من الشعر حتى ليكاد يتلاعب بالألفاظ
فهو يقول:
طار الكرى وازداد همي يا ترى
                   من أين لي من أين لي من أين لي
فلقد تراكمت الديون وأثقلت
                   والكف صفر والمقاول مشغلي
لكنني أدعو الإله وأرتجي
                   وبدونه لا حول لي لا حول لي
ص69
الشاعر مرهف الحس ولعله قرأ طوق الحمامة لابن حزم
فهو يقول:
أحب الحسن في ضدي وإلفي
                   وأخشى أن يكون نذير حتفي
(إذا لاح الجمال وضعت كفي
                   على قلبي مخافة أن يذوبا)
وبالصوت الجميل أنا معنَّى
                   و آنس بالجليس إذا تغنى
(وطير من ذوات الريش غنَّى
                   على فنن بدوحته طروبا)
الشاعر عمل مدرساً في المعهد العلمي في الأحساء وكان مديره آنذاك الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله والأحساء تعج بالعلماء والأدباء والشعراء في وقته والمعهد العلمي ملتقى للعلم والأدب ومجلة هجر صدرت في وقته والأحساء كانت أنهاراً وفواكه قبل قيام المشروع وعلماء الأحساء شعراء وأدباء وهم أصحاب محاورات ومساجلات كآل مبارك وآل عبدالقادر ولكني لم أجد في ديوان شاعرنا شيئا من هذا وهذا محال خصوصاً وأن شاعرنا يفرض نفسه بحسن خلقه وتواضعه ورقته ولطافته فله ذكريات لعيون الأحساء ولأهل الأحساء.
          و مما قاله مخمساً قول مجنون ليلى:
أمر على الديار ديار ليلى
                   أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي
                   ولكن حب من سكن الديارا
قال شاعرنا:
          تذكرت البلاد فطار لبي
                   وزاد الشوق مني للمحب
سقت تلك الديار غيوث ربي
(وما حب الديار شغفن قلبي
                   ولكن حب من سكن الديارا)
هذا والله من وراء القصد.
 
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل