تزكية النفس


تزكية النفس


تزكية النفس
 
ظهر في هذه الأيام تزكية النفس والغلو فيها وما كان السابقون يزكون أنفسهم بل كانوا يتهمون أنفسهم لأنَّ الله يقول: ((فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)).
                في هذه النهضة المباركة والتوسع العلمي حيث حمل العلم من هم أهله و من هم غير أهله وتسابق المتسابقون للحصول على الشهادات العليا فظهرت كتابات وتوقيعات تحمل هكذا ((وكتبه الشيخ فلان)) و ((توقيع الشيخ فلان))،((وكتبه الشيخ الدكتور))،ويكتب على الباب ((منزل الشيخ فلان)) و (( منزل الدكتور فلان)).
                وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم كان يكتب من محمد بن عبدالله. وهكذا الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم. ولم يكن أحد من أهل العلم و الفضل يكتب عن نفسه الشيخ فلان.
                وعلماء المسلمين العاملين ما كانوا يكتبون عن أنفسهم كتبه الشيخ بل يكتبون خادم العلم وخادم أهل العلم وكتبه الفقير إلى رب الناس عيسى بن عبدالله بن عكاس والفقير إلى المولى تبارك عبداللطيف بن مبارك والفقير إلى عفو المولى أحمد بن عبداللطيف الملا.
والفقير إلى عفو المولى محمد بن أبي بكر الملا. وخادم طلبة العلم في الحرم المكي وخادم العلم عبدالله بن إبراهيم الأنصاري
فطالب العلم متواضع. فعمر بن الخطاب رضي الله عنه يخشى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عده في المنافقين.
                وإذا قرأ الإمام وغيره شيئاً عن المنافقين فإن العلماء ترتعد فرائصهم خوفاً من أن يكون فيهم نفاق.
                وإذا قرأ قارئ قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون)) ترتعد فرائص العلماء الربانيين ويقولون نخشى أن نكون من هؤلاء.
                فالإنسان دائماً يسعى إلى الكمال ولكنه لا ينسب نفسه إلى الكمال ((لأنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله))
                ولكن الناس وأهل الفضل وأهل الذوق يطلب منهم حسن المخاطبة فيقولون إلى فضيلة الشيخ المكرم. فهذا يختلف عن ذاك .
 
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* جريدة الرياض الجمعة 2 ربيع الآخر 1433 هـ – 24 فبراير 2012م
العدد 15950
http://www.alriyadh.com/2012/02/24/article712619.html