قراءة في كتاب
لمحات في المكتبة والبحث والمصادر
تأليف الدكتور محمد عجاج الخطيب
هذا الكتاب من تأليف أستاذي وشيخي العالم العلامة الموسوعي المحدث الفقيه اللغوي الأديب المربي الشيخ محمد عجاج الخطيب سلمه الله وبارك في أيامه ونفعنا بعلومه فقد كان أستاذ البحث في كلية الشريعة وتعرفت عليه في السنة الأولى في كلية الشريعة ((الكليات والمعاهد العلمية سابقاً)) جامعة الإمام محمد بن سعود حالياً عام 1392 هـ في الرياض وكان أول توثق علاقتي به حين طرح سؤالاً بعد ذكره الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقبل الله صلاة حائض ((إلا بخمار)). رواه الخمسة فسأل الشيخ الطلاب عن معنى الحديث فأجاب من أجاب بأنَّ الحديث لعله مقلوب أو محذوف منه شيء لأنَّ الحائض لا يجوز لها أن تصلي.
فالتفت إليَّ شيخي الجليل فقلت هذا الحديث يدل على أنَّ الحيض علامة البلوغ فصارت مكلفة عليها ما على البالغات فلا تصلي إلا بخمار.
فاستأنس شيخي الجليل وفي اليوم الثاني أهداني كتابه النفيس الدفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم أهداني كتابه النفيس ((السنة قبل التدوين)).
هذا العالم العامل غرس حبه في قلوب طلابه وتلاميذه فهو قدوة في تعامله مخلص في أداء رسالته حريص على نفع الطلاب بشكل لم أر له مثيلاً فكان يطوف على قاعات المحاضرات ليقول للطلاب من يريدني في أي وقت فن فإني موجود في المكتبة نعم فكان يحضر أسبوعياً ويقضي الدوام كاملاً ففي بعض الأيام ليس عنده إلا محاضرتان أو محاضرة ومع ذلك فإنه يبقى في الكلية وفي المكتبة ليستقبل الطلاب الذين يستفسرون عن حل لمشاكل علمية وهذا يطلب منه مساعدته في بحثه وهذا يسأله عن المراجع التي يرجع إليها في بحثه فكان هذا الشيخ كله عطاء وإذا جلس في المكتبة وناقش مسألة حديثية قال: في اصطلاحنا نحن المحدثين وفي النحو في اصطلاحنا نحن النحويين وهكذا فإنه مبرز في كل فن حتى تظن أنه لا يحسن غيره مع تواضع جم فلم أره يوماً غاضباً أو منفعلاً ولقد كنت أحاول تقبيل رأسه فيمتنع. عاد بعدها شيخنا إلى الشام وتخرجنا ولكن لا أزال أتذكره وقد علمت أخيراً بأنه يعمل في إحدى دول الإمارات الغربية أظنها الشارقة أو رأس الخيمة ثم إني رأيته مرة أو مرتين في التفاز أطال الله في عمره.
أعود فأقول عن كتابه النفيس ((لمحات في المكتبة والبحث والمصادر)) هذا الكتاب يقع في 284 ص من القطع المتوسط كتب في صفحة الغلاف الخلفية: يطلب هذا الكتاب من دار القلم دمشق الشركة المتحدة للتوزيع.
الفصل الأول من الكتاب عن المكتبة والمكتبات في العالم وأنظمة المكتبات والإسلام والعلم. وأهمية الكتاب وإعارة الكتاب الخ
الفصل الثاني: عن البحث وأصوله.
الفصل الثالث: أهم المصادر والمراجع في العلوم الإسلامية. وهذا الفصل بدأ من ص113 حتى نهاية الكتاب فهذا الفصل لا يستغني عنه باحث ولا طالب علم حيث ذكر المصادر الشرعية والعلوم اللسانية والتاريخية والاجتماعية بتوسع وتفصيل وتكلم عن التفاسير وخصائصها وميزاتها والمآخذ التي عليها.
ثم انتقل إلى الحديث وعلومه وتكلم بتوسع عن أمهات كتب الحديث ومصطلح الحديث وكتبه وكتب رجال الحديث ثم أتى على السيرة النبوية والعقيدة ثم انتقل إلى الفقه والفقهاء والكتب الفقهية في كل مذهب ثم أتى على أصول الفقه وتاريخ التشريع.
والبحث السابع التاريخ الإسلامي والتراجم.
والبحث الثامن حضارة الإسلام.
التاسع حاضر العالم الإسلامي.
العاشر اللغة والأدب.
الحادي عشر كتب جامعة وكتب في دراسات إسلامية.
الثاني عشر معاجم البلدان.
الثالث عشر مراجع المراجع.
كل هذا جاء عليه بتوسع وتراجم وميزات كل كتاب وخصائص كل فن وذكر الأمثلة والنماذج.
فهذا الكتاب لا يستغني عنه طالب علم في أي فن فهو مدخل وكشاف للعلوم الإسلامية والعلوم اللسانية جزى الله مؤلفه خير الجزاء وأثابه.
هذا وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل
