قاضي العواصم الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش


قاضي العواصم الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش


قراءة في كتاب
قاضي العواصم
فضيلة الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش
رئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة سابقاً
سيرته و نتاجه الفكري
1320 هـ – 1406 هـ
إعداد
أ-د. عبدالملك بن عبدالله بن دهيش
مكة المكرمة
1430 هـ – 2009 م
 
هذا الكتاب أهداني إياه الأخ الفاضل الدكتور خالد بن الشيخ عبدالله بن دهيش فجزاه الله خيراً والكتاب يقع في 101ص من القطع المتوسط.
                والكتاب يتضمن ترجمة لواحد من العلماء الأفذاذ الذين استفدت من علمهم الغزير وخاصة في الفقه الحنبلي والفرائض فلقد كان هذا الرجل من نوادر الزمان في معرفته للفقه ولمعرفته بكتب المذهب معرفة لا أظن أحداً يدانيه فيها فهو يعرف خفايا كتب المذهب ويحفظ ويستحضر وقد استفدت منه في معرفة كتب المذهب حيث لم أر أحداً يهتم بهذا مثل اهتمامه وقد أشرت إلى ذلك في عدة مواضع من كتابي ((اللآلئ البهية في كيفية الاستفادة من الكتب الحنبلية)) والذي جعله الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله أصلاً لكتابه ((المدخل المفصل)) حيث ذكر ذلك في مقدمة المجلد الثاني الذي فيه كتب المذهب.
                والشيخ عبدالله يعرف له الفقهاء فضله وخصوصاً الحنابلةفإذا انضاف إلى معرفته كرمه الحاتمي وأناقته فلم يعرف عنه أنه أفطر أو تغدى أو تعشى وحده حتى وهو في سن الصغر وفي أول الطلب بل لا يأتي بالأكل حتى يشاركه أحد وربما خرج إلى الشارع ليبحث عمن يشاركه طعامه وقد جمع مكتبة لا نظير لها وأنفق الأموال الطائلة لنسخ الكتب النادرة المختصرة والمطولة.
                ولقد أحسن ابنه معالي الدكتور عبدالملك في جمع ترجمته فصاحب الدار أدرى بما فيها وأهل مكة أدرى بشعابها وليس على الكتاب ما يلاحظ إلاَّ أني وجدته لم يتقيد بالقواعد الإعرابية فالمرفوع منصوب والمنصوب مرفوع.
2- في دراسته على الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس المالكي السبيعي رحمه الله لم يذكر بأنه قرأ عليه فقه الإمام مالك بن أنس وفقه الإمام أحمد لأنَّ الشيخ عيسى يفتي على المذهبين مع أنه مالكي المذهب حيث تفقه على الشيخ أحمد بن علي بن مشرف المالكي المتوفى عام 1285 هـ رحمه الله.
وقرأ الشيخ عبدالله الموطأ على الشيخ عيسى.
والمؤلف حفظه الله ذكر بأنَّ الشيخ عبدالله قرأ على الشيخ عيسى في الرسائل الصغيرة وذكر منها ((الدين الخالص)) لصديق خان فأقول كتاب الدين الخالص كتاب كبير جداً وقد طبع في ستة مجلدات كبار وهو في التوحيد وقد أخذ على صديق غفر الله له تعنيفه على المذاهب الأربعة وعلى مقلديهم وبلا شك فإنه بالغ حتى اشتط رحمه الله.
3- ذكر المؤلف بأن والده قرأ من الرسائل ((الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية)) لزيد بن عبدالعزيز بن فياض وأقول إنَّ الشيخ زيد رحمه الله لم تلده أمه إلا بعد موت الشيخ عيسى بسنين فهو من خريجي كلية الشريعة في الرياض ومن زملاء الشيخ راشد بن صالح بن خنين المستشار في الديوان الملكي.
                أمَّا الكتاب الذي قرأه الشيخ عبدالله فهو ((الروضة الندية شرح الدرر البهية)) لصديق خان.
4- ذكر في رحلته بأنه أخذ عن صديق وعن محمد بشير
فأقول هؤلاء ماتوا قبل أن يولد الشيخ عبدالله رحمهم الله ولا يضيره رحمه الله كونه لم يأخذ عن هؤلاء بل أخذ عن فحول جمعوا بين الفقه والحديث مثل الشيخ عيسى بن عكاس والشيخ سعد ين عتيق والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ولم يذهب إلى الشيخ محمد بن إبراهيم إلاَّ و قد نضج وأتقن العلوم الشرعية واللسانية ولهذا فإنَّ الشيخ محمد بن إبراهيم كان يكلفه بأنْ يدرس عليه طلابه مثل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وسماحة الشيخ عبدالله بن حميد وسماحة الشيخ عبدالله بن يوسف الوايل كما أشار إلى ذلك المؤلف.
                وعلى العموم فالشيخ عبدالله رحمه الله من بيت زعامة ورئاسة وتجارة فأسرته كانت لها زعامة في بلدة مرات وقد كان جده دخيل الله بن دهيش أميراً على مرات حيث نصبه الإمام فيصل بن تركي رحمه الله عام 1267 هـ انظر تحفة المشتاق ص149 في حوادث 1282 هـ.
ولأسرته دور كبير في تثبيت إمارة عبدالله بن حمد الجبري في مرات في عهد الإمام تركي بن عبدالله بن سعود. انظر المنتخب للمغيري ص266-267.
فوالده عمر من خيرة الرجال سمتاً وعقلاً وديانة وعمله في التجارة والذي اعتنى بابنه الشيخ عبدالله وأجسله لطلب العلم جده لأمه الشيخ حسين بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل المزني المدني. حيث أجلسه في حلقة الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس المالكي السبيعي المتوفى عام 1338 هـ والشيخ حسين هذا جدي لأبي وقد توفاه الله رحمه الله عام 1350 هـ وقد ورد ذكره في مقدمة تحقيق الشيخ عبدالله لكتاب المناقلة بالأوقاف لابن قاضي الجبل الحنبلي.
                أمَّا الشيخ عيسى بن عكاس رحمه الله فهو ابن عمة الجد الشيخ حسين فهي شجرة مباركة.
5- أمَّا ما ورد في ص77 من أنَّ الشيخ عبدالله أخذ عن الشيخ عبدالعزيز بن عمر بن عكاس فهذا غير صحيح بل يختلفان مذهباً ومشرباً فهما كالأقران بل هما فرسا رهان.
6- وما ورد في بعض التراجم أنَّ الشيخ عبدالعزيز بن عمر بن عكاس أخذ عن عمه الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس فهذا غير صحيح.
أولاً: أنَّ الشيخ عيسى ليس عمه فالشيخ عيسى بن عبدالله آل عكاس السبيعي المالكي والشيخ عبدالعزيز بن عمر بن عثمان آل عكاس السبيعي الحنفي ولكنهم يلتقون في أحد الأجداد لأنهم لما قدموا من عنيزة سكن فخذ منهم الكوت وصاروا حنفية ومنهم الشيخ عبدالعزيز وأبوه الشيخ عمر بل يعد عمر من الأعيان والوجهاء في عهد الدولة العثمانية وله مكانة لدى علماء الأحساء عامة وعلماء الكوت خاصة وممن اشتهر منهم الشيخ صالح.
                أمَّا الفخذ الذين سكنوا حي النعاثل فإنهم مالكية المذهب وقد برز منهم الشيخ عيسى وأبوه الشيخ عبدالله وأخو الشيخ عيسى لأبيه الشيخ محمد والمتعارف عند أهل النعاثل وعند أقاربهم بأنهم بيت آل عيسى.
                وعلى ما عندي كذلك من الوثائق المصورة طبقاً للأصل.
هذا والله من وراء القصد.
كتبه خادم أهل العلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل