كتاب قلائد النحور ليس لابن الجوزي


كتاب قلائد النحور ليس لابن الجوزي


كتاب
قلائد النحور
ليس لابن الجوزي
 
كتاب طبع بتحقيق الفاضل محمد بن سليمان مال الله
الناشر مؤسسة التواصل بين المشرق والمغرب – الكويت
وقدم له الدكتور الشيخ بوميه محمد عبدالله بن محمد السعيد الشنقيطي
 
الكتاب حجمه متوسط جعل أبوابه على حروف الهجاء وبالتتبع والاستقراء تيقنت أنَّ هذا الكتاب ليس من تأليف الإمام العلامة الفقيه المحدث المفسر اللغوي الواعظ الناصح جمال الدين عبدالرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي رحمه الله المولود عام 511 هـ والمتوفى عام 579 هـ للأسباب التالية:
1- الذين ترجموا لابن الجوزي لم يذكروه في مؤلفاته حتى محققه قال: ولكن يعكر على هذا الأمر أنا لم نجد من ينسب له هذا الكتاب وفي الحقيقة هذا أمر لا يوجب الشك. والارتياب في نسبة الكتاب الخ
                أقول: وكذلك صاحب إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ذكر كتاباً بهذا الاسم ولكنه نسبه للخطيب العمري محمد أمين الموصلي من حدايق الزهر انتهى ج4 ص239.
أقول: حتى وإن عدوه في مؤلفات ابن الجوزي فإنَّ ذلك لا يصح.
فالإمام ابن الجوزي إمام في العلوم الشرعية وفي العلوم اللسانية إمام في التفسير وإمام في الحديث وإمام في الفقه وإمام في الوعظ وإمام في اللغة وإمام في البلاغة راجت كتبه ولقيت قبولاً لدى الخاص والعام يعد من أئمة الأدب والبلاغة أسلوبه من السهل الممتنع يدخل كلامه القلب دون استئذان بعبارات سهلة ميسرة فصيحة فالذي يقرأ تفسيره زاد المسير وكتابه التبصرة وكتابه ذم الهوى وكتابه المدهش وغيرها ولكنك إذا جئت إلى هذا الكتاب المنسوب إليه وكأنك تقرأ لطالب في الصف الثالث الابتدائي يظهر ذلك في:
1- عبارات ركيكة متكلفة أهذا ابن الجوزي.
2- عبارات قلقة على غير القانون العربي فكأنها لأعجمي مستعرب.
3- أخطاء في النحو شنيعة غير مقبولة.
4- أخطاء في اللغة.
5- كتب ابن الجوزي عليها اشراقة.
فالذي يقرأ هذا الكتاب يجب أن يكون قلمه في يده ليصحح الأخطاء النحوية واللغوية الكثيرة دعك عن الأسلوب الركيك الساذج فالذي يعرف ابن الجوزي ولو لم يقرأ له إلاَّ كتاباً واحداً يحكم بأنَّ هذا الكتاب ليس له.
فخذ بعض الأمثلة
ص71 مقدمة في وصف الله عز وجل لعالم متفلسف
1- فابن الجوزي لا يخوض هكذا في أسماء الله وصفاته وإن كان عفى الله عنه يميل إلى التفويض مما جعل المحققين لا يرتضون نهجه لكنه لم يصل رحمه الله إلى حد هذه المقدمة خاصة وأنه من أهل الحديث وينتسب إلى السلف.
2- ص72 يقول: اسع إلى خدمته يقظانا،اسع إلى بابه خجلانا،أمدد يدك إلى كرمه انه منانا.
الصواب أن يقول: أنه منان خبر إنَّ فهل هذه ضرورة شعرية حتى نبرر وهو إمام في النحو.
3- ص73
البيت 6 يقول فيه:
           أفي عدلك المبسوط طردي وليس لي
                     سواك رجا يا بغيتي ومنائي
هل يقول ابن الجوزي: أفي عدلك وهل الله يعاملنا بعدله فلو عاملنا الله بعدله لهلكنا ولهلك ابن الجوزي ولكننا نسأل الله أن يعاملنا بفضله وليس يدخل أحد الجنة إلاَّ بفضله فهل ابن الجوزي يصل إلى هذا الحد من الجهل وهو عالم الشريعة الإمام المتمكن
5- ص77 البيت 4
يقول:
به جبر كسر المذنبين إذا أتوا
                                إلى بابه يرجوا الخلاص من العتب
كيف تكون يرجون إلى يرجوا وما هذا الخطأ غير مقبول حتى المقبول في الضرورة الشعرية فهل ابن الجوزي عامي عاجز.
وتكرر هذا في ص78 في قوله: ((يذوقوا)) بدل يذوقون
والبيت الثاني ((ويدعوا)) بدل يدعون
أما البيت الأخير فإنه ركيك غاية الركاكة فهل هذا هو ابن الجوزي
3- ص117 البيت الأخير
                سروْن وساروا في ميادين عشقهم
والصواب ((سرين)) يعني المؤنث فهل يجهل ابن الجوزي ما يعرفه طالب ثاني ابتدائي فيقول ((سرون))
4- أول بيت
                غرور به أفنيت عمرك ضائع
فضائع: حال صحتها ضائعاً وقد نقول: هذا خطأ من الناسخ.
5- ص149 السطر الأول قال: فازوا المجاهدون الخ
فهذا لغة الكوفة وقد هجرت كلياً فلا ترى من يستعملها لا ابن الجوزي ولا غيره فأصبحت سمة للكتاب العامة
6- ص170 يقول:
                نمو ارتفاعك بين العباد
                                وفاك صديقاً صفا العهد خان
ما هذا البيت الذي لا يعرف أوله من آخره؟
فهل هذا كلام ابن الجوزي فهل هذا أسلوب ابن الجوزي الذي أسلم على يديه آلاف وتاب آلاف.
7- ص173 البيت الثاني
                وقيت به كل سوء وفتنة
                                كما قد وقوا قوم عن اللهو قد لوا
ماهذه اللغة الأعجمية أكرم الله ابن الجوزي عن هذا الأسلوب الأعجمي
8- ص177 السطر الثاني ((هيأْ همك قبل هجوم هرمك))
الصواب ((هيئ)) ونقول هل هذا من الناسخ والطابع
9- ص181 البيت الثاني
                لأوفي مقامات الكرامة كرائم
                                                يسيروا بها في حلبة المجد والعلا
والصواب: يسيرون
10- ص185 السطر الأول
يموت المرء بالتسويف ويظن أنه حيَّا،يذهب العمر ما تهيّا))
الصواب ((حي)) خبر إنَّ فهل يخل بالنحو من أجل السجع حاشاه ثم حاشاه ليس هذا من كلامه ولا من تأليفه
والمقدمة السمجة التي يقول فيها:
الحمد لله غافر الذنب،قابل التوب،مفرج الكرب عن القلب،بتجليّات الحب،من مطلع القرب الخ
ابن الجوزي العربي الفصيح الأديب الخطيب البليغ ينحدر هكذا كما يقول العامة: ((طاح ولا سمى عليه أحد)). هذا والله من وراء القصد.
 
كتبه خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل