(( العلماء المغاربيون في الأحساء ))


(( العلماء المغاربيون في الأحساء ))


(( العلماء المغاربيون في الأحساء ))

نشر الأخ الفاضل الدكتور: علي بن حسين البسام من منسوبي جامعة الملك فيصل بحثاً نفيساً بعنوان : ” العلماء المغاربيون ودورهم في إقامة الصلات العلمية بين الأحساء والمغرب العربي ” من عام 850-1250هـ .
لقد وفق في بحثه أيما توفيق ونشر البحث في ” بحوث ملتقى جواتى الثقافي الثاني ” من إصدارات نادي الأحساء الأدبي 1432هـ-2011م
استغرق بحثه 25 صفحة ومعروف أن أهل المغرب مالكية المذهب والدولة الجبرية في الأحساء مالكية المذهب والدولة الخالدية مالكية المذهب .
أقول ليس في تلك الفترة فحسب لا بل امتد هذا حتى في فترات الحكم السعودي على مستوى الخليج والجزيرة العربية فللمالكية دور كبير في إنشاء الدولة السعودية في كل فتراتها ، وما ذاك إلاَّ لخصائص تميز بها المذهب المالكي ومنطقة الأحساء والخليج فيها شيء من التعقيد والتداخل لحضارات عديدة ولأنَّ الأحساء تربط شماليه بجنوبيه ويجاورهم من الشرق بلاد فارس ومن هذا الخليج انطلقت السفن التجارية إلى السند والهند وإلى شتى بقاع الأرض. فهناك معاملات مع الشرق والغرب متشابكة ومتداخلة وعلاقات دولية ليست كلها تطبق الإسلام وإذا عدنا إلى مذهب الإمام مالك رأيناه مع بقية المذاهب في اعتماد المذهب على الكتاب والسنة والقياس الخ …
وإذا جئنا إليه عملياً وجدناه يعتمد على أصول وقواعد تتناسب مع كل عصر ومع كل البلدان المتعامل معها فمن أصول مذهبه :
1- المصلحة المرسلة .
2- الاستحسان .
3- عنده الأصل في العقود للإباحة إلا ما نص على تحريمه .
4- والأصل في الأعيان الانتفاع .
5- وسد الذريعة على التفصيل .
والأمم بجميع مذاهبها وكلها بحاجة إلى هذه وخاصة .
1-المصلحة والانتفاع بالأعيان وإباحة العقود ولذا نرى أنَّ أوربا استفادت من فقه المعاملات في المذهب المالكي ونقلوا ذلك حين كان المذهب المالكي هو المذهب السائد في الأندلس .
فلو ألغينا هذه الأصول لصعب علينا التعامل مع الدول غير الإسلامية ويأتي مذهب الإمام أحمد بن حنبل بعد المالكي في الأخذ بهذه الأصول ويتوسع الحنفية في الاستحسان .
هذا ومالك يعتبر مذهبه مذهب أهل الحديث رحمه الله .
وجاء هذا المذهب يحمل كل معاني النمو والتطور والمرونة فالذي ألَّف في علم الاجتماع مالكي وهو ابن خلدون رحمه الله عاش في القرن الثامن في مصر. وكتاب الموافقات في أصول الفقه لم يصنّف له مثيل للإمام الشاطبي وله كتاب الاعتصام كتاب لم يصنف مثله في السنن والبدع والتحذير من البدع وكتاب المدخل لابن الحاج المالكي فهذه الكتاب يحتاج إليها كل فقيه مالكي وغير مالكي . وكتب المالكية في السياسة فأبدعوا فهم رجال دين وسياسة فتجد المالكية في الساحة، وفي المقدمة يشاركون ويبدون رأيهم مع شخصية قوية مهذبة محترمة وقد برز في الأحساء فحول المالكية ففي الدورالأول للحكم السعودي شارك مشاركة فاعلة الشيخ المؤرخ اللغوي الفقيه أبو بكر حسين بن غنام فأعجب به الإمام عبدالعزيز بن سعود فنقله إلى الدرعية فتصدر هناك وأخذ عنه أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرهم في العلوم الشرعية واللسانية فهو برز في علوم اللغة بل ألف العقد الثمين في أصول الدين لم يصنف مثله كله شجع غير متكلف على غرار مقامات الحريري .
وتلميذه العالم الكبير عبدالله بن مبارك بن بشير أرسله الإمام عبدالعزيز إلى اليمن ليمثل الدعوة هناك فأعجب أهل اليمن وأنسوا به وأثنى عليه القاضي جحاف في كتابه درر نحور حور العين . وناظر الشوكاني وأجابه الشوكاني بكتابه ” فايق الكسا في جواب عالم الحسا وفي الدور الثاني كان لسان الدعوة والدولة السعودية الشيخ الفقيه المحدث أحمد بن علي بن مشرف المالكي الأحسائي وساهم في نهضة الأحساء والخليج عصريه وبلديه الشيخ الفقيه عبداللطيف بن الشيخ مبارك النجدي المالكي الأحسائي والذي تولى قضاء الأحساء وأم بجامع الإمام فيصل بن تركي وتولى الإشراف على التعليم والتدريس في المساجد والمدارس . وقبلهم بقليل كان محدث الشرق بلا منازع الشيخ العالم العلامة عيسى بن مطلق المالكي الأحسائي الذي انتهى إليه علم الإسناد ويحفظ البخاري بشرح القسطلاني وهو شيخ العلامة عبدالوهاب بن محمد بن فيروز الحنبلي وهو شيخ السيد عبدالرحمن الزواوي المالكي الأحسائي وفي العهد السعودي الثالث كان الشيخ الفقيه المحدث عيسى بن عبدالله بن عكاس المالكي الأحسائي ذاع صيته وقصد من نجد والخليج وكان محل ثقة الملك عبدالعزيز والشيخ قاسم بن ثاني حاكم قطر .
ومن طلابه العالم الشيخ الفقيه عبدالعزيز بن صالح العلجي والشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب النهضة الحديثة في البصرة والزبير والكويت . وعاصر الشيخ عيسى بلدية العالم الفقيه الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل الشيخ مبارك المالكي الأحسائي الذي جاب الخليج هو وطلابه ويوزعهم على البلدان حسب الحاجة والتهيؤ العلمي وهو أستاذ الشيخ الشنقيطي سالف الذكر .
أمَّا البحرين فقد برز فيها بيت آل نبهاني الشيخ خليفة والشيخ محمد بن خليفة صاحب التحفة النبهانية والشيخ خليفة يعد من علماء الحرمين لسكنه هناك وتخصصه في علم الفلك . وبعده بقليل الشيخ العالم العلامة قاسم ابن مهزع المالكي البحريني وقد أثنى عليه الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي في مقدمة الفتاوي السعدية .
وآخر من برز في علم الفقه والإصلاح في الأصول والفروع في الأحساء الشيخ الفقيه محمد بن إبراهيم آل الشيخ مبارك رحمه الله المتوفى عام 1404هـ فله في العقيدة وإصلاحها ما يجب على المكلف من الاعتقاد وله في الإصلاح توجيهات ومناصحات دينية فيما يجب على الراعي والرعية وهذا طبع الطبعة الأخيرة على نفقة شيخنا سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وللشيخ محمد كتاب تعليق الحاوي حاشية نفيسة على شرح الدردير سلك فيها مسلك التجديد والإصلاح ومراعاة الخلاف والخروج من الخلاف فقد سدد وقارب ومن آخرهم الشيخ الواعظ الخطيب سحبان وائل الشيخ عبدالله بن الشيخ عبداللطيف آل الشيخ مبارك رحمه الله إمام وخطيب جامع الإمام فيصل بن تركي منبره تبنى الإصلاح ومحاربة البدع .
هذا والله من وراء القصد .

بقلم
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل