الى الحنابلة والمتحنبلين


الى الحنابلة والمتحنبلين


هذه رسالتي لمن أراد ان يتأصل في مذهب الحنابلة فأقول: فعلى الذي يريد أن يكون حنبلياً مؤصلاً أن يبدأ بقراءة كتاب عمدة الطالب للإمام منصور بن يونس البهوتي المتوفى عام ١٠٥١هـ رحمه الله ، أقول: لماذا عمدة الأحكام؟ فأجيب
أولاً/ لأنه كتاب مستقل وليس مختصرا، من كتاب آخر لأن المختصر انا مضطرٌ أن ارجع الى اصله لأن الأصل بسط العبارة بصورة واضحة بخلاف المختصر فالعمدة ليس اختصاراً لكتاب بل هو أصل .
ثانياً/ مؤلفه هو شارح كتب المذهب وهو العمدة والرجوع إليه بمعرفة هذا المذهب فهو شارح الزاد وشارح المنتهى وشارح الإقناع وشارح المفردات وله حاشية على المنتهى وله حاشية على الإقناع فينطبق عليه المثل صاحب الدار أدرى بما فيها وأهل مكة أدرى بشعابها .
ثالثاً/ حتى تتعرف على أسلوبه فتعتاد عليه لأنك سوف تحقق مرادك وأنت معه وهو معك حتى النهاية ، نسأل الله حسن الخاتمة.
رابعاً/ عبارته سهلة لأنه أنشئ انشاء ولم يكن مختصراً لأن المختصر يظهر فيه التكلف .
خامساً/ هذا الكتاب طبع عدة طبعات وأحسنها وأتقنها النسخة التي حققها أخونا الشيخ الفقيه الدكتور/ مطلق الجاسر فقد كمله وجمله بالتعريفات والتوضيحات جهدٌ ظاهر يُشكر عليه الناشر أسفار في الكويت. والعمدة شرحه المحقق الشيخ عثمان النجدي المتوفى سنة١٠٩٧هـ وقد أثنى على شرحه كل من جاء بعده من فحول العلماء فهو ولم يذمه أحد وهو شرح منسبكٌ ومنسجمٌ مع المتن .
سادساً/ وبعد العمدة وشرحه يقرأ طالب العلم زاد المستقنع في اختصار المقنع بشرح الشيخ البهوتي (الروض المربع) وعليه حواشي كثيرة وأحسنها للمتفقه حاشية العنقري وحاشية أبابطين وحاشية بن فيروز وكلها مطبوعة اما الشروحات المطولة والحواشي المطولة فإنه تشتت الذهن ويغلب عليها عدم التركيز كحاشية الشيخ ابن قاسم رحمه الله .
سابعاً/ أو يقرأ طالب العلم دليل الطالب للشيخ مرعي بشرحيه نيل المآرب ومنار السبيل بتحقيق الدكتور نظر الفاريابي طبعة طيبة١٤٢٧هـ ويقرأ عليه من الحواشي (فتح وهاب المآرب مطولة ومستوعبة أو حاشية الدوماني متوسطة .
ثامناً/ بعد ذلك يقرأ في المنتهى والإقناع .
تاسعاً/ يراجع كتاب الفروع فالآن صار حنبلياً مؤصلاً فيقرأ بعدها في المبدع شرح المقنع وهو أحسن شروح المقنع لأنه سار على طريقة المذهب المتأخرين ويعتني بالدليل ويخرجه فإذا أراد الترقي والإطلاع فليقرأ في الكافي وفي المحرر فإن اتفقا في الكتابين فهو المذهب عند المتوسطين وان اختلفا فعليه الرجوع الى كتاب الفروع لابن مفلح وهذا كتابٌ لايستغني عنه أي حنبلي وفضل الله واسع لمن فتح عليه وهناك كتب لايستغني الفقيه عن مطالعتها وهي الإرشاد للشريف الهاشمي والغنية للسيد عبدالقادر الجيلاني اما شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وحواشيه ومؤلفاته فإنها لاتحكي المذهب فإن الشيخ يجتهد كثيراً ويخرج عن المذهب ويرد على المذهب فكتبه تصلح للمنتهين لمراجعتها ومقارنتها بكتب المذهب وكل كتاب له ميزته ولا يخلوا كتاب من فائدة ولا يغني كتابٌ عن كتاب.

بقلم محمد بن إسماعيل