عبدالعزيز بن محمد العسوم رحمه الله


عبدالعزيز بن محمد العسوم رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

عبدالعزيز بن محمد العسوم رحمه الله رجلٌ طويل القامة يلبس أحسن اللباس فكل أيامه أيام عيد ويتطيب بأطيب أنواع الطيب ولم يُرَ دون بشت بل لايخرج من بيته إلا وعليه بشته ومن أحسن البشوت متقيد بالعرف والتقاليد العربية والشيم والمكارم العربية التي أيدها الإسلام ونادى بها وأمر بها فهو لا يخرج من بيته إلا وهو على أحسن هيئة لايعرف لسانه كلمة السوء ولا تمر على لسانه كلمة قبيحة ولم ينطق بفحشاء وهو كثير الذكر والإستغفار إجتماعي يألف ويؤلف له محبة في قلوب الناس يأكل أطيب الموجود ويطعم أولاده من لقمة الحلال صاحب عبادة فهو آخر من يخرج من المسجد فقلبه معلق بالمسجد فالصلاة هي شغله الشاغل لا تستطيع إحصاء ركعاته يمشي وعليه السكينة ربى أولاده على الفضيلة إبراهيم وعادل وأخواتهما كان مجلسي يتشرف كل يوم جمعة صباحاً به فهو راوية للتاريخ صدوق في حديثه لايكذب ولا يزيد ولاينقص فكأنه مصور أو مخرج إذا تكلم عن موضوع فكأنه هو صاحبه مع مرح وابتسامة لاتغادر فاه يتكلم بعفوية تنجذب لسماع حديثه عنده ثقة فيما عند الله لاتزعزعها الأهواء ولا تكدرها الدلاء في احدى الجمع تعرض له رجل في مجلسي وهذا الرجل يعد من الأثرياء ولكنه بخيل أو شحيح وعرف ببخله وشحه ويأتي مجلسي دون بشت (عباءه) فإنه اغتاض من العسوم فقال: ياعبدالعزيز الذي يراك ولا يعرفك يظنك من أصحاب الثروة وأنت ليس عندك شيء وتلبس هذه الألبسه وكأنك أمير ، فتخيل كيف رد عليه أبو إبراهيم العسوم كما يقول المثل نعم الناصر الجواب الحاضر فرد عليه عندي الثقة فيما عند الله التي حرمك الله إياها فسبحان الذي وفقه للإجابة ،الرجل العسوم هشٌ بش وقد كان أبوه من الأثرياء ومن كبار الطواشين ويتعامل مع أهل البحر فلما مات أبوه ضاعت كل أمواله عند المستدينين وبسبب طيب عبدالعزيز وعدم مطالبتهم ولطيب عبدالعزيز وبغضه للشكاوي والدعاوي بيته في قلب النعاثل وفي قلب فريق الملحم بيتٌ كبير مقابلٌ لبيوت المانع تقام في هذا البيت المناسبات كالأعراس من قريبين وبعيدين وهذا الرجل لايجالس إلا الأخيار ولا يجالس إلا علية القوم وما عرف عنه اللهو ولا يعرف أصحاب اللهو ولم ير جالساً في الشارع أو في عاير كما يجلس كثيرٌ من الناس خاصةً آخر النهار فهو يمر ويسلم عليهم ويمضي إلى بيته ولسان حاله يقولدع الخلق للخالق اذا تحدث تود انه لايسكت له اخوان في البحرين وأقارب يزورنه ويزورونه وله علاقة مصاهرة بآل قصيبي قوية وخاصة مع عميدهم الشيخ إبراهيم والد الشيخ سعد وهو خير من يروي مايدور في مجالس القصيبي آنذاك أو مايدور بين القصيبي وبين الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أو مايدور بين القصيبي وبين آل خليفة الكرام حكام البحرين إذا جلس لايسترخي ولا يتربع بل يجلس جلسة رجل متحفزٌ للقيام يجلس ناصباً ركبتيه وهي جلسة الرجال المتهيئين لإغاثة مستغيث فلا يخوض فيما يخوض فيه الناس عمل في التعليم مدة طويلة وكان يشارك في الإشراف على إمتحان الطلاب وكان المعلمون يحترمونه ويقدرونه فإذا جاء الطالب في الابتدائي للامتحان وربما ارتبك الطالب خوفاً من الامتحان الشفهي قال له أبو ابراهيمخلص قم بارك الله فيك إجابتك صحيحة فما يكون من المدرسين الذين معه الا الرضا بما يعمل رجل كل قلبه رحمة وشفقة ولكن ماذا نقول في الأخ عادل الذي نقل أباه براً به معه إلى الدمام فافتقدناه سامح الله عادلاً فتوفي هناك بتاريخ ١٤٢٤/١٠/٢٩هـ ،رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وجمعنا وإياه في جنة النعيم بعد عمر طويل حتى نعمل صالحاً

بقلم/ محمد بن عبدالرحمن السماعيل