إنه جمال الدين يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري المولود سنة ٥٨٨ هجري والمتوفى سنة ٦٥٦هجري شيهداً على أيدي التتار وصرصر قرية قرب بغداد فهو الإمام المجاهد المحدث الفقيه الحنبلي الأديب مادح المصطفى صلى الله عليه وسلم اتفق الناس خاصة وعامة على الثناء عليه ولا يعرف إلا بحسان السنة أحب المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نظم أربعة دواوين كلها مدح فيهِ صلى الله عليه وسلم ونظم كتب الفقه الحنبلي مثل مختصر الخرقي وهو عندي ونظم المقنع وغيره واتفقوا على إمامته وجلالة قدره وأثنى عليه العلماء والصالحون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم حتى ابن تيمية وابن القيم وصفاهُ بحسان السنة هذا الإمام استشهد على يد التتار لما دخلوا بغداد قال عنه الإمام الذهبي: (كان إليه المنتهى في معرفة اللغة وحسن الشعر وديوانه ومدائح سائرة وقال عنه الحافظ ابن رجب الحنبلي في ذيل طبقة الحنابلة أبو زكريا شاعر العصر وصاحب الديوان السائر في الناس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم كان صالحاً قدوة عظيم الإجتهاد في العبادة وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بالشهادة فلما استيقظ نظم ذلك كان كثير التلاوة عفيفاً صبوراً قنوعاً محباً لطريقة الفقراء ومخالطتهم وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية الصرصري المادح ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك يشبه في عصره بحسان ابن ثابت رضي الله عنه في ديوانه المكتوب عنه في مدح رسول صلى الله عليه وسلم وقد كان ضرير البصر بصير البصيرة أقول: وديوانه الكبير في مكتبتي ولله الفضل والمنة وهو لأحد دواوينه ويقع في مجلدٍ كبير في ٤٤٥ .
بقلم / محمد بن عبدالرحمن بن إسماعيل
