أين أهل العلم وأين أهل المنابر من مشاكل المجتمع ؟


أين أهل العلم وأين أهل المنابر من مشاكل المجتمع ؟


في كل يوم تفاجأ بالصحف اليومية تعرض مشاكل المجتمع فهذه أرملة تشكو الضياع وهؤلاء أيتام وهذا عليه ديون أرهقته وذاك سحن وعليه ديون وليس لديه قدرة على السداد وهؤلاء يكاد منزلهم أن يسقط عليهم هذه قضايا تطرح كل يوم على الصحف اليومية يطرحها كتاب وصحفيون جزاهم الله كل خير على مايقومون به وكنت أتمنى أن أجد تجاوباً من المحسنين ومن أهل الحل والربط ينشر في الصحف للقضاء على هذه المشاكل وكنت أتمنى أنَّ العلماء وأصحاب المنابر هم من يتبنى حلَّ هذه المشاكل ودعمها ومتابعتها شخصياً خاصة وأن للعلماء تأثيراً في نفوس الأقوياء وأصحاب الأموال ممن استحوذ على قلوبهم حب المال فلو تم ذلك لتخلص المجتمع من هذه المشاكل التي تزداد يوماً عن يوم وكنا كذلك نود أن الصحف تنشر عن هذه المشكلة وتلك بأنها حلَّت على يد المحسن فلان أو الوجيه فلان أو على يد فاعل خير حتى نعرف أننا في مجتمع مسلم متكافل اجتماعياً ولكن مع كل الأسف ان الحاصل أنَّ ماينشر من مشاكل يعلم الله أنها تكدر علينا الخواطر وتهز النفوس ولكن ليس بيد القراء حل فكما يقول المثل العين بصيرة واليد قصيرة وإذا كان الله أباح الطيبات للمسلم ونعم المال الصالح للرجل الصالح لكن لا أظن أنَّ عالما يتقي الله ينعم بالملاذ الدنيوية والأرصدة المالية والعقارات والأسهم ويعلم بمشاكل هؤلاء ولا يسابق إلى حلها أو المشاركة في حلها فأين العلم إذاً؟ قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون)) فيفترض أنَّ العلماء هم أول من يسابقون للخير ليكونوا قدوة لأهل الدنيا أمَّا التبجح بالعقيدة دون تفاعل مع قضايا من ليست لهم واسطة إلاَّ الله ثم العلماء فإن الدين الحق هو الذي تنعكس آثاره على سلوك صاحبه فلا نقول إلاَّ جزى الله خيراً الصحفيين والكتاب الذين عندهم ضمائر حية ويسعون إلى إيقاظ الضمائر النائمة والقلوب الميتة. يحكى أن خطيباً دعا الناس إلى الإنفاق على الفقراء فلما ذهب إلى منزله رأى ولده فاتحاً الباب ينفق فاشتد غيضاً ثم قال لولده هذه الخطبة للناس وليست لكم. أنا لا أعمم ولكن أقول: لا يزال هناك علماء عندهم أموال ولكن ليس لهم دور في المجتمع ويطلبون من الناس عمل الخير ، والناس لا يمكن يعملون مالم يكن العالم قدوة لهم في عمل الخير أو قدوة في إمساك المال فإذا ضعفت ثقة العالم فيما عند الله فمن باب أولى أن تضعف عند أهل الدنيا من الذين جمعوا الحطام ولكنهم جهال ولست بحاجة إلى إيراد النصوص من الكتاب والسنة فإنها مستفيضة وكل يحفظها.
فحديث ((نعم المال الصالح للرجل الصالح))
فمن هو الرجل الصالح وما هو المال الصالح يجب أن نفهم الحديث فهما صحيحاً فشكر الله سعي الكتاب والصحفيين الذين برئت ذممهم حيث نشروا مشاكل مجتمعهم وأسأل الله أن يلين القلوب ا لقاسية وأن يزرع الرحمة في قلوب أصحاب الأموال المكدسة والأرصدة المجمدة كي يحسوا بأن لهم إخوانا وأخوات يعيشون في حاله لا تسر المسلم ولا تسر من في قلبه مثقال ذرة من رحمة وسامحوني إن كنت أخطأت أو جرحت كبرياء أحد هذا والله من وراء القصد.
 
 
 
 
بقلم
خادم أهل العلم

محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل

* نشر في جريدة الجزيرة الاربعاء 25 رجب 1428   العدد  12732

http://www.al-jazirah.com/312047/rv8d.htm